نهاية «الحجر الداير» !

عصام السباعي
عصام السباعي

تهنئة لكل رجل شرطة فى عيدهم.. يوم الدفاع عن شرف الوطن والمواطن بالروح والدم والفداء.. كل لحظة والشعب المصرى بخير وأمان ومطمئن.

الأربعاء:

بقدر سعادتى بأن "الحجر الداير" قد تم لطه أخيرا، وأن المتجاوز قد وجد طريقه للمحاكمة، والمخطئ قد ينال عقابه، والنقطة السوداء فى الثوب الأبيض لمؤسسة مصرية عريقة، ستتم إزالتها، ولكنى شعرت بنفس القدر وربما أكثر بالحزن فعلا من أجل أسرة ذلك الشخص، فهى لا تستحق أن ينالها ذلك السوء، كتبت عنه العديد من المقالات على مدار الفترة من 2011 وحتى 2015، وكنت حريصا على عدم كشف اسمه إلا مرة وحيدة وأخيرة، وذلك فى مقالى "صورة" الذى كتبته فى جريدة "الأخبار"، بتاريخ 27 ديسمبر 2015، ولا داعى هنا لتكرار ما سبق، وكتبته ففيه ألم كبير لى جعلنى أتوقف عن متابعة صعود نجم ذلك الشاب، بعد أن تمت ترقيته إلى درجة وزير مفوض، وكنت أعلم جيدا أن ذلك لن يستمر طويلا فى دولة قانون لا تجامل مخطئ، ولا تصمت أبدا على خطأ، المهم أن اليوم المشهود جاء ولم يتأخر، عندما قرأت فى 10 يناير الجارى على موقع بوابة أخبار اليوم وغيره من المواقع، قرار المستشار طارق الحتيتى المحامى العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا، بإحالة الوزير المفوض بوزارة الخارجية ورئيس البعثة الدبلوماسية السابق بدولة تشاد، وحاليا بديوان عام وزارة الخارجية إلى محكمة الجنايات، لاتهامه بالاستيلاء على 140 ألف دولار أمريكى، من خلال تقديم فواتير مزورة منسوب صدورها لفندق ليدجير بلازا، مثبت بها على خلاف الحقيقة، قيم أعلى من قيمتها الحقيقية نظير إقامته فيه، وحصل على الفارق لنفسه بتزوير محررات رسمية، وما أرجوه هنا أن تدرس الأجهزة المعنية، ووزارة الخارجية تلك المؤسسة العريقة التى نتشرف بها وبرجالها، إعادة تنظيم "إدارة السلك الدبلوماسى والقنصلى والتفتيش"، لأنها تجمع بين وظيفة التعيين والتسكين وإصدار قرار التنقلات، وبين وظيفة التفتيش، وهو أمر لا يجوز منحه لشخص واحد من الناحيتين المنطقية والقانونية، وأتمنى لو خصصت  الخارجية، إدارة مستقلة للتفتيش التى لها صلاحية وسلطة التفتيش على كافة القطاعات.

وأخيرا تحية لكل حراس الأمن بكل أنواعه فى بلادى.. تهنئة لكل رجل شرطة فى عيدهم.. يوم الدفاع عن شرف الوطن والمواطن بالروح والدم والفداء.. كل لحظة والشعب المصرى بخير وأمان ومطمئن.

النجوم لا تنطفئ فى أخبار اليوم

 الأحد:

مدرسة أخبار اليوم فى الصحافة، شيء مختلف عن مختلف المؤسسات الصحفية سواء فى مصر أو العالم العربى، هى رائدة فى كل فنون الصحافة، حتى فى أشكال المقال الصحفى الذى كان السمة السائدة لسنوات طويلة فى الصحافة المصرية، بما فى ذلك تلك اليوميات الطويلة التى تقرأونها، وكتب فيها عمالقة ورواد الأدب والفكر، أو ذلك المقال القصير "نص كلمة" الذى كان يكتبه الراحل الكبير أحمد رجب، هى مفرخة النجوم ليس فى الصحافة فقط ولكن فى الفنون، تلك المدرسة التى تربى أجيالها على يد نفس الأساتذة الأوائل، حتى لو لم يلتق التلامذة بهم، يتناقلون خبراتهم وبنفس الصرامة، وكانت ميزتهم أن الأستاذ الأول مصطفى بك أمين قد وضع الأساس وحدد المنهج، وجاء أساتذة من كل المدارس الصحفية، وطبقوه مغموسا فى خبراتهم بالمدارس الأخرى، فكانت "أخبار اليوم" هى المدرسة الجامعة للصحافة المصرية، وجاء وقت كانت على رأس كل المؤسسات الصحفية القومية باستثناء اثنتين، وكل صحف المعارضة، صحفيون شربوا من أخبار اليوم كل أصناف المطبخ الصحفى، تلك المقدمة الطويلة تمهيد لإشادة واجبة بزميلى وصديقى الموهوب المحبوب الأستاذ خالد ميرى رئيس تحرير الأخبار، وكل زملائى الكرام، بالتطوير الأخير للجريدة، تستطيع أن تشم فيه رائحة التقاليد وكل جديد، أشياء ربما ستجدها غريبة، ولكنها تمثل نقلة ملموسة فى تطوير الصحافة الورقية، أتخيل أنها تصلح للتطوير نحو مزاوجة بينها وبين الصحافة الإليكترونية، أتخيل مثلا ذلك التصميم الجديد لصفحة "السوشيال" لصاحبها الأستاذ محمد وهدان، أو "ألف عيلة وعيلة" لمحررتها الزميلة روحية جلال، وقد تحولت أجزاء من تصميمها، إلى أكسس أو مفاتيح على الموبايل، ويتم من خلالها إحداث تفاعل بين القارئ والمادة عبر الموبايل، وقد أصبح القارئ فى التطوير الجديد، مثل الضيف الغالى الذى يحظى بخدمة صحفية على نفس المستوى، مبروك لنا جميعا فى أسرة أخبار اليوم ذلك التطوير، وأثق أن كل أسرة الدار الكبيرة بقيادة الأستاذ أحمد جلال على قدر المسئولية، فى تلك المرحلة المفصلية من حياة الصحافة المصرية، ويا رب كل التوفيق للأخبار ولكل الزملاء فى "الدار" والبيت الكبير.

 "الرجولة" ليست فى البطاقة!

الجمعة:

الرجولة صفة، ولا تعبر أبدا عن النوع ذكرا كان أو أنثى، وبينما كنت أقلب فى ذلك الفيس بوك، وجدت صورة توقفت عندها كثيرا، عبارة عن جملة بالعربية تقول "الرجولة مواقف"، وتحت منها ترجمتها بالإنجليزية هكذا: Men are parking ، ولم أعتبره مثل غيرى من المستحقين للسخرية، أو ضرب علامة الضحك المتاحة فى الفيس بوك، فقد أصاب الذى كتبها ولكن فى المعنى، فالرجولة ليست مجرد ترجمة حرفية للكلمة، ولكن لها علامات، ليست شعر الشارب واللحية، ولا خشونة الصوت، ولا علو الصوت، وليست مجرد كلمة ذكر فى الشهادات وبطاقة الرقم القومى، ولكنها أن تقوم بدورك فى أى موقف ومكان بكل شرف وبأقصى قدرة وبأقصى درجات الاحترام للمكان وللغير، أن تؤدى عملك باتقان ولا تتقاضى أجرا بلا عرق أن تلتزم بأدوارك المختلفة كأب وكزوج وكابن بار بوالديه، لا تستبيح شقى غيرك، أن تعرف معنى الشرف فى كل المواقف فى الشارع، فكسر الإشارات، وتخطى الطوابير وكسر النظام ليس فيها رائحة الشرف، لا تأكل الحقوق، لا تكذب أو تخلف الوعود، لا تقس على الصغير والضعيف، ولا تكن مثل الأرنب فى مواجهة القوى، فكلها سلوكيات تعنى أنك عديم الرجولة، لا تتحرش بالسيدات أو تسيء إليهن ولو بنظرة، لأن ذلك يعنى أنك حيوان، أن تعشق وطنك، لا تتاجر به أو باسمه، أن يكون ولاؤك الأول له ثم أى شيء آخر، أن تحب للآخرين ما تحبه لنفسك بغض النظر عن لونه، جنسه، دينه.. الرجولة ألا ينظر لك أى إنسان نظرة احتقار.. وياله من عار!

رحم الله الكرة.. كانت مستديرة!

الثلاثاء:

الرياضة ليست "أهلى أو زمالك".. الرياضة أكبر من ذلك بكثير، هى مستقبل بلد، هى أسلوب حياة ونظام للقيم والأخلاق والعمل، ومن يمارس أى نشاط يرتبط بها، يجب أن تكون لديه قناعة أنه مؤثر قوى فى أخلاقيات وسلوكيات الملايين، ويقوم بتشكيل منظومة القيم للعديد من الأجيال، وقد يكون الناتج منها "قوة" تدفع البلد أو "هزة" قد تحرقها، وجاءت حكاية إيقاف حارس المرمى محمد الشناوى لتقدم لنا أفضل نموذج كاشف لما وصلنا إليه من انحدار، واسمحوا لى أن أقول إن كل ذلك اللغط والسلوكيات غير التربوية والممارسات الإعلامية التعيسة التى شاهدناها، هى نتيجة طبيعية لأوضاع أكثر بؤسا، ونتيجة عقول إعلاميين غير مؤهلين مهنيا ولا تربويا ولا سلوكيا، وتابعوا ردود أفعالهم: واحد يقارن عقوبة الشناوى باللاعب التونسى ساسى، واحد يستظرف ويقول إن التخفيف لأن الشناوى مقبل على مهمة وطنية فى كأس أندية العالم، وكل ذلك نتيجة طبيعية لأن الإعلام الرياضى قد غابت عنه أعمدة الهرم المقدس "الصدق والدقة والموضوعية"، فيصبح من العادى وجود إعلامى "غير صادق" أو "دولى" تلميذ فى المهنة أو برنامج كابتن انحرف على كبر، وتم إيقافه مرتين لأسباب أخلاقية، وتستطيع أن تضحك مع كل هؤلاء عندما يقولون إن الفريق الذى سجل رقما قياسيا من الأهداف يعانى من عجز فى مهاجميه، والفريق الذى دخل فيه أقل عدد من الأهداف، يعانى خللا فى مدافعيه، وأن المدرب الذى حقق البطولات فاشل، وأن الإدارة المستقرة التى حققت كل أهداف موازنتها المالية والرياضية ضعيفة، والإصلاح المطلوب هنا جذرى تماما، بتطبيق صارم للمعايير الإعلامية، وتوحيد معايير التعامل مع كل الأندية، وتطبيق مبادئ اللعب المالى النظيف، ومنح الترخيص المؤقت لأندية المحترفين، وعدم إعطاء ميزة لناد لا تحصل عليها الأندية الأخرى مهما كان، وأن تكون هناك محاسبة على كل كلمة أو فعل ضد النظام والأندية والحكام والاتحاد، بطل المرحلة يا سادة هو الانضباط والاحترام، وبدونهما سنترحم عليها.. وسنقول رحمها الله كانت "مستديرة"!!

كلام توك توك:

البحر مالح.. والناس مصالح!

إليها:

الاشتياق احتراق بلا حريق.. وما أقساه!