حكايات| «جابر» أبو قلب ميت.. أشهر مصمم للمآذن «طاير» بين السحاب

«جابر» أبو قلب ميت.. أشهر مصمم للمآذن «طاير» بين السحاب
«جابر» أبو قلب ميت.. أشهر مصمم للمآذن «طاير» بين السحاب

على سقالة صغيرة، يقف «جابر» على أعلى نقطة في محيط قرى الفيوم، ممسكًا بأدوات البناء لتشييد مآذن المساجد بـ«فن وحرفية» غير مسبوقة.

 

يواجه حمدي جابر (44 سنة) صعوبة بالغة في إقامتها ويتعرض لمخاطر عديدة، ولكنه يشعر بالراحة بعد أن ينتهي منها ويشعر بالفخر عندما يراها الناس ويبدون إعجابهم بها وبتصميمها وارتفاعها ودائما ما يتساءلون عن صانعها كيف أنجزها وأخرجها بهذا الشكل الذي يلفت أنظار كل من يشاهدها بأشكالها الهندسية الفريدة التي تعلمها على يد رجل بسيط غير متعلم ولا علاقة له بالهندسة من الأساس؟

 

حمدي جابر أشهر صانع مآذن في الفيوم، يعمل في مهنة تشييد المآذن منذ نعومة أظافره بعدما تعلمها على يد محمود حسن طه أحد أهم صانعي المآذن في مصر على مدار سنوات طويلة. 

 

 

مهنة تشييد المآذن ليست بالسهلة بل تحتاج إلى تركيز وتفكير وقلب من حديد حتى تخرج المئذنة بالشكل اللائق وتبهر كل من يشاهدها، فأقل مئذنة يكون ارتفاعها 15 مترًا وتصل إلى 60 مترًا في المساجد الكبرى، بحسب جابر.

 

اقرأ أيضًا| مأوى الطير التائه.. أبراج حمام الفيوم «مساكن مطاريد الجبال»

 

إن لم تكن تتقن صنعها لن تخرج بالمظهر اللائق فعملية البناء تتطلب صب الخرسانات الأسمنتية والتي يكون طولها حوالي نصف متر وعرضها يتفاوت بين 15 و30 سم، ويتم استخدامها كسلالم داخل المئذنة وتبدأ رحلة البناء على شكل دائرة وهي في غاية الصعوبة؛ حيث يتم استخدم الطوب الأحمر الوردي وتبدأ عملية الإبداع في التصميم.

 

بحسب حمدي فإنه قام بتشييد المآذن في معظم محافظات مصر؛ إذ أنه يتم طلبه بالاسم لخبرته في هذا المجال وموكل إليه بناء نحو 90 مئذنة في مختلف محافظات الجمهورية هو وزميل له في محافظة الشرقية.

 

 

ولعل آخر مئذنة قام بتشييدها في قرية شكشوك الواقعة على ضفاف بحيرة قارون واستغرقت عملية بنائها 13 يومًا، وفي الغالب فإن بناء المئذنة يستغرق من 10 إلى 15 يومًا لأن عملية البناء تتطلب قواعد خرسانية قوية تكون مساحتها نحو 4 أمتار م ويتم تقسيم المئذنة إلى 4 مستويات.

 

وتكون بداية المئذنة في إقامة القواعد الخرسانية والتي يتم استخدامها كسلالم في داخل المئذنة، إضافة إلى جسم المئذنة نفسه والذي يتكون من بناء داخلي من الطوب الأحمر العادي ويغلفه طبقة من الطوب الأحمر الوردي، ويتم تشييد جسم المئذنة ليخرج بالشكل الذي يشاهده المواطن وكأن من قام بتشييدها مهندس خبير، ولكن في النهاية فإن هذه الصناعة أعطاني الله القدرة والإتقان على إخراجها أحسن ممن تعلموا في الجامعات.