وداعًا للأسواق العشوائية في «بنى سويف»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

بدأت فكرة سوق ترعة البوصة بمحافظة بني سويف منذ 20 عاما، ولكن لم تستكمل ولم يستغل المكان بالشكل والطريقة المطلوب، وكانت البداية عندما عادت الفكرة للنور مرة أخرى، بهدف تجميع الباعة الجائلين والأسواق المتناثرة في مختلف الشوارع وجعلهم في مكان واحد لإنقاذ الشوارع من الزحام والأزمات المرورية والقضاء على الأسواق العشوائية.

ففي 27 يوليو 2020 بدأ محافظ بني سويف الدكتور محمد هانى غنيم، يتفقد عدداً من المواقع المقترحة لنقل الأسواق الموجودة بمدينة بنى سويف لتحقيق السيولة المرورية واستعادة الشكل الحضاري والتيسير على المواطنين، حيث المساحة 4100 متر، وكلف المسؤولين بمد خطوط السرفيس إلى موقع السوق بالتنسيق مع المرور وغيرها  من الإجراءات.

«مكونات السوق»
تم تقسيم السوق على 132 باكية لتجار الخضار والفاكهة القطاعي، بجانب تخصيص جزء منها لتجارة الجملة، بينما يوجد 8 محلات تجارية في اتجاه الخارج  للشارع المجاور للسوق.


العمل انطلق برصف أرض السوق والشوارع المجاورة  بمدينة بني سويف، وشملت أعمال الرصف التي قامت بها مديرية الطرق والنقل رصف الطرق الداخلية الواصلة بين الباكيات، ورصف الشوارع الجانبية المحيطة بمنطقة السوق، وتم تطوير الباكيات ثم بعد ذلك إنشاء الأسقف أو التندات وتم دهان كل الحوائط بالسوق، وبدأت بعد ذلك جميع أعمال التشطبيات النهائية بالسوق، واستكمال أعمال دهانات الباكيات، والتي زاد عددها إلى 132 باكية بعد إجراء تعديل على بعض الممرات والطرق الداخلية بالسوق لاستيعاب عدد أكبر من الباعة، وتوسيع  مساحات بعض الباكيات بعد دمج  بعضها، بجانب  أعمال تعريش وتسقيف الباكيات واستكمال أعمال الإنارة، وتوصيل جميع المرافق بالسوق من مياه وكهرباء، بجانب تزويده بكاميرات تأمين، وغيرها من الأعمال التي تسهل من تحسين  الخدمة وتسهيل حركة البيع والشراء داخل السوق مما يوفر الجهد والوقت على المواطنين.


«حصر أسماء الباعة»
بعد ذلك بدأت محافظة بني سويف فى حصر أسماء الباعة بشوارع «جسر إسلام وعلي مصباح وترعة البوصة» تمهيداً  لنقلهم إلى السوق، وتم الحصر «ميدانيًا «عن طريق 3 لجان من المحافظة وفي أوقات مختلفة من اليوم منعاً للتلاعب وتحقيقًا للشفافية، وذلك أيضا لطرح 8 محلات للإيجار»تابعة للسوق»بالمزاد العلني، والتي تفتح في اتجاه الشارع الخارجي؛ حيث سيتم قريباً الإعلان عن شروط وتفاصيل المزاد.


وتم حصر 66 اسماً عن طريق لجان ميدانية متعددة من المحافظة، وجارٍ استكمال إجراءات تسكينهم»كمرحلة أولى»، ضمن خطة المحافظة لحل مشكلة الأسواق العشوائية من خلال توفير أسواق حضارية مجهزة.


«التشغيل التجريبى»


بدأ التشغيل التجريبى لـ «سوق ترعة البوصة» فى منتصف ديسمبر 2020، بالإعلان عن الأسماء المتقدمين لحجز باكيات المرحلة الأولى من السوق، وعددهم 66 بائعاً وتاجراً، والذين قد تم حصرهم من مناطق ترعة البوصة وجسر إسلام وعلى مصباح عن طريق لجان ميدانية من المحافظة.
وسيتم تباعاً  تسكين الباعة على مراحل، وذلك ضمن خطة لنقل الباعة من الأسواق العشوائية بالمنطقة إلى السوق بعد تطويره وتجهيزه كمكان حضاري، تحت شعار "وداعاً للأسواق العشوائية".


«افتتاح السوق»
في27 ديسمبر وبعد بداية العمل بخمسة شهور كاملة، تم افتتاح سوق ترعة البوصة، وتم تسكين كافة الباعة في باكيات خصصت لهم، وارتاد المواطنون السوق لشراء احتياجاتهم من الخضراوات والسلع الأساسية، في خطوة مهمة وجادة وعملية للقضاء على الأسواق العشوائية ، تلك المشكلة التي كانت تؤرق المواطن السويفي وتعوق حركة السير والمرور وتتسبب في العشوائية غير المقبولة ، ولذلك كان تطوير السوق وتشغيله مطلبًا ملحًا من المواطنين.


وأشرف نائب المحافظ السيد بلال حبش على أعمال اللجنة المختصة بتسكين الباعة وتنظيم الحركة وفي حضور رئيس المدينة اللواء العميد وليد البيلي، وذلك  مع أول أيام تشغيل تجريبي  للسوق ، حيث تم إرشاد المواطنين والباعة بتعليمات إدارة السوق، بجانب توعية المواطنين بأهمية الإجراءات الاحترازية من عدوى فيروس كورونا ، حفاظا على صحتهم وسلامتهم وذويهم.


تكليفات سياسية
وقال الدكتور محمد هانى غنيم محافظ بني سويف، إن أهمية تجهيز ورفع كفاءة السوق، والذي يعتبر أحد أصول الدولة غير المستغلة منذ 20 عاما، وتشغيل السوق سيمثل انفراجة كبيرة في مجال القضاء على الأسواق العشوائية التي تؤثر بالسلب على الحركة المرورية ، والصورة الحضارية للمدينة، وسيوفر أماكن حضارية ومجهزة للبائعين الذين كانوا يفترشون الأرض بالأسواق العشوائية, موضحا أن المستهدف أن يستوعب السوق التجار بالأسواق العشوائية بالمنطقة :(جسر إسلام ،على مصباح وترعة البوصة)، مشدداً على أهمية استدامة عوامل الاستمرارية بالمكان من خلال توفير كافة التسهيلات بالسوق، ومد خطوط السرفيس إلى السوق بالتنسيق مع المرور وغيرها  من الإجراءات المطلوبة لذلك.


وقال محافظ بني سويف إنه تم الانتهاء من مشروع سوق ترعة البوصة ، والذي أصبح  سوقا حضاريا لأهالي المدينة، والذي يأتي في إطار تكليفات القيادة السياسية بالاهتمام بالأسواق الحضارية ومكافحة الأسواق العشوائية, مؤكداً  أن المشروع يأتي ضمن خطة المحافظة لاستعادة الشكل الحضاري للميادين والشوارع الرئيسية، وتحقيق انسياب مروري بالمناطق الحيوية، والتيسير على المواطنين والباعة من خلال توفير احتياجاتهم في أماكن حضارية ومجهزة تقدم خدمات حيوية، حيث إنه سيكون المنفذ الوحيد لبيع السلع الأساسية بالمنطقة، فضلاً عن نجاح المحافظة في الاستفادة من السوق باعتباره كان من  أصول الدولة»غير مستغل».


«المواطنون: شكل حضارى وخدمة ممتازة»


تختلف آراء المواطنين فيما يتعلق بمشروع سوق ترعة البوصة، فقد أكدوا على الشكل الحضاري للسوق، وأنه خطوة مهمة جدا في سبيل تحقيق السيولة المرورية بمدينة بنى سويف، والتسهيل على المواطنين في شراء احتياجاتهم من السلع في أماكن حضارية وصحية، مؤكدين على ضرورة المتابعة للسوق حتى يستمر في تقديم الخدمة بالشكل اللائق.


وقال عادل خليفة موجه أول لغة عربية بالمعاش، ومقيم بجوار سوق ترعة البوصة بمدينة بنى سويف، بعد 28 عاما بالتمام و الكمال من مجاورتي للباعة الجائلين بمنطقة ترعة البوصة والتى يطلق عليها (سوق زامبو) الكائن خلف منزلي ، فمنذ 28 عاما  وأنا صديق لهذا المكان وهذا الزحام، لقد كان السير في هذا الشارع مترجلا به شيء من الصعوبة أما إذا مرت سيارة أو ترويسكل فقد كان السوق كله يقف على قدميه،  وللحقيقة كان هذا السوق يخلف كمية كبيرة من الفضلات والمخلفات في نهاية اليوم الأمر الذي يقضي عمال النظافة وقتا طويلا في نظافته، ولكن وبصراحة الموقع الجديد والشكل الجديد للسوق مبهج ، شكرا لكل من أسهم في هذا العمل وعلى رأسهم سيادة المحافظ والسيد مدير الأمن والسيد رئيس مجلس المدينة. وقال رمضان سيد عبود نصر الدين، مقيم مدينة بنى سويف، شكل السوق حضارى جدا، أول مرة أرى فيه سوق به مرافق مياه وكهرباء بالإضافة للكاميرات، وتنسيق عالٍ للغاية، وكأننا فى أوروبا، وتم مد خدمة المواصلات والنقل عبر سيارات وخطوط السيرفيس حتى منطقة السوق شىء جميل يخدم السوق وكل سكان المنطقة.


وقالت صفاء نصر على، ربة منزل ومقيمة مدينة بنى سويف، كنا لا نعرف السير فى الشوارع فى منطقة شارع إسلام وترعة البوصة من زحام الباعة والسوق العشوائى، ولكن اليوم أصبحنا نشترى ونخرج من السوق فى دقائق معدودة ولا توجد خناقات أو مشاكل بين الباعة أو بين التجار وبعضهم، والله مكنش نحلم بكده وبنشكر كل اللى ساعد ونفذ المشروع بالشكل ده والخدمة الممتازة دى.
 

اقرأ أيضا..الأوقاف: بروتوكولات مع 14 جامعة لرفع كفاءة العاملين بالوزارة