«سياحة اللقاح».. واقع جديد تفرضه «كورونا»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

- توقعات بانفراجة في إبريل
- مصر حققت نجاحا ملموسا رغم الركود الذي سببه الفيروس

«الحل في اللقاح».. جملة تتحدث عنها كافة القطاعات الاقتصادية، من بينها السياحة، التي نالت القسط الأكبر من الضرر في أزمة تفشي وباء كورونا.

ويأمل العاملون في السفر والضيافة في حدوث انفراجة مع التوسع في توزيع اللقاح.

وبعد عام من ظروف استثنائية شهدها العالم بسبب الوباء العالمي كورونا .. هل يصبح اللقاح الحل السحري لنجاة العالم من الوباء الذي تسبب في غلق تام بين الدول لأول مرة في الألفية الجديدة.

سياحة اللقاح

سؤال هاما طرحته صحيفة «فوديرز ترافيل» المتخصص في السياحة وقالت: "هل يمكن للقاح أن يعيد حركة السياحة لمعدلاتها االطبيعية؟".

وقالت الصحيفة إن لقاح كورونا في حد ذاته يمكن أن يخلق نوعا جديدا من السياحة يطلق عليه «سياحة اللقاح»، بالرغم من أن السياحة العلاجية ليست أمرا جديدا بين الدول وبعضها إلا أن وجود لقاح في دول محددة يمكن يجعلها دول يسافر إليها الكثير لتلقي اللقاح.

مؤكدة أنه يسافر ما يصل إلى 19 مليون شخص في جميع إنحاء العالم لبلد آخر للعلاج وينفقون ما يقرب من 45 مليار دولار.. فهل يمكن أن يصبح لقاح كورونا ضمن السياحة العلاجية؟

وأشارت الصحيفة إلى أن ظهور اللقاح سوف يؤثر إيجابيا في حركة السياحة بين دول العالم للأفضل، ولكن من الصعب تحديد نسبة رجوع حركة السياحة لأن كل بلد ولها تحذيراتها وإجراءاتها الخاصة التي من الصعب أن نتوقع ما مدى استجابة كل بلد لظهور اللقاح أو تغيير الإجراءات الاحترازية الخاصة بها.

انفراجة مصرية متوقعة 

وتوقع المركز المصري للدراسات الاقتصادية، بدء تعافي القطاع السياحي خلال النصف الأول من العام 2021/2022، بقدوم نحو 3 ملايين سائح إلى مصر، بما يمثل نسبة 48% من السياحة المسجلة عام 2018، وبالتالي تحقيق إيراد سياحي بنحو 900 مليون دولار، وذلك حال ظهور لقاح فعال لعلاج فيروس كورونا، وإزالة دول العالم قيودها على الطيران الدولي في ظل استحواذ النقل الجوى على نحو 90 ــ 95% من السائحين، مع قدوم السياح العرب إلى مصر، وفق تقرير «متابعة آثار كوفيد ــ 19 على قطاع السياحة».

وبحسب التقرير فإن تأثير الجائحة على قطاع السياحة خلال العام المالي الحالي 2020/2021، خفض عدد السائحين إلى 2.2 مليون سائح يمثلون 19% من السياحة المعتادة مقارنة بعام 2018، وبالتالي تحقيق إيراد سياحي بنحو 360 مليون دولار فقط، وهو ما يعنى خسارة نحو 18 مليار دولار مقارنة بالمستهدف هذا العام.

وكان لقطاع السياحة نصيب لأسد من الخسائر الذي يعتمد على حركة الطيران و برامج السياحية التي تم وقفها نهائيا حيث قررت عددت بلاد رئيسية مثل ألمانيا و بريطانية و أمريكية و كندا عدم منح إي تأشيرات سياحية و شهد قطاع السياحة العالمي خسائر بقيمة 460 مليار دولار في النصف الأول من 2020 حسب تقارير من منظمة السياحة العالمية .

اقرأ أيضا| «المخدرات المستحدثة».. «الأخبار» تكشف أوكارها وتعيش آثارها المدمرة على المدمنين

أما المشهد في مصر كان مختلفا بعض الشيء بالرغم من الخسائر السياحية بسبب وقف الرحلات من أهم الأسواق السياحية الوافدة إلي مصر إلا أن مصر استطاعت أن تخطو  خطوات هامة و مؤثرة في القطاع السياحي مثل أنها تحصل على شهادة السفر الأمن من منظمة السفر العالمية التي شملت 200 دولة كانت من ضمنهم مصر و أيضا حصل مطار شرم الشيخ و أسوان و الغردقة شهادات  السفر الأمن و ذلك بسبب الإجراءات الاحترازية التي ابتاعتها مصر لضمان سلامة صحة السياح و المواطنين التي وضعتها وزارة السياحة و الآثار مع الوزارات المعنية مثل الصحة بمعايير دولية و تحت إشراف مجلس الوزراء .

وتتابعت المواقع و الصحف العالمية بشغف أخبار الاكتشافات الأثرية التي أعلنت عنها وزارة السياحة والآثار في عام 2020 و التي تضمنت أكثر من  100 تابوت  ملون في منطقة سقارة بحالة جيدة من الحفظ لكبار رجل الدولة، والكهنة من الأسرة الـ26 .


إبريل «فتحة خير»
ومن جانبه كشف د. سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية أنه بعد وصول لقاح كورونا لمصر، ستشهد تعافي لقطاع السياحة وزيادة الطلب عليها في إبريل المقبل، موضحا أن  ذلك بسبب شعور السائح باطمئنان بعد وجود لقاح للوباء العالمي الذي سبب الذعر للجميع .

وأشار البطوطي، إلى أن الإحصائيات واستطلاعات الرأي أظهرت أن جميع السياح حول العالم مشتاقين للسفر ولديهم رغبة قوية للسفر مرة أخرى ونسبة الإحصائيات وصلت إلى 54 % .

وقال محمد عثمان رئيس لجنة التسويق السياحي لصعيد مصر «الأقصر وأسوان»، إن ظهور اللقاح يساعد في عودة الحياة لطبيعتها مما تؤثر في استئناف الحركة السياحية لعودتها لطبيعتها .

وأكد «عثمان» على أن جميع الصحف والمواقع العالمية تناولت الحديث عن مصر بصورة إيجابية، حيث أشادوا بالإجراءات الاحترازية والوقائية المصرية التي ساعدت كثير للترويج وتنشيط الحركة السياحية في ظل جائحة كورونا.

الوزارة تكافح


وفي هذا السياق أكد وزير السياحة والآثار د. خالد العناني أن مصر استقبلت 3 ملايين سائح،  2 مليون  قبل الغلق التام في شهر مارس 2020 ومليون سائح بعد استئناف فتح المنتجعات السياحية في شهر يوليو 2020، وهذا يدل على ثقة السائح في المقصد السياحي المصري.

ولفت إلى الأخبار الإيجابية التي تناولتها المواقع العالمية عن مصر، مؤكدا أنها مقصد  سياحي آمن، واستدل على ذلك بزيارة الأمين العام لمنظمة السياحية العالمية، زوراب بولوليكاشيفيلي، الذي أشاد بالإجراءات الاحترازية المصرية ووثق زيارته لمصر عبر حسابه الخاص في مواقع التواصل الاجتماعي .