سيدات تعليقا على واقعة «الجزيرة»: «إرضاع الكبير لم يخدش حياء بلد خدشه الجاتوه»

أرشيفية
أرشيفية

في الساعات الأولى من صباح الإثنين الماضي، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عدة صور لسيدات، عضوات بأحد أشهر الأندية المصرية العريقة، وهن يحتفلن بعيد ميلاد إحداهن بتناول قطع من الحلوى «تورتة جنسية».

 

وبعدها بسويعات، كشف مصدر مسؤول بنادي الجزيرة الرياضي، أن الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي كانت بالفعل من احتفالية أقيمت قبلها بيومين، من بعض العضوات، داخل إحدى الحدائق بفرع النادي بمنطقة الزمالك، وجرى تصويرها داخل أسوار النادي، غير أنه نفى علمه بمصدر الصور أو الشخص الذي سربها واخترق خصوصية أصحابها، لتنتشر بهذا الشكل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

 

ومن وقتها، لم يعد هناك حديث في مصر غير عن تلك الواقعة، وانقسم المتابعون حول ما جرى في نادي الجزيرة الرياضي، بين من يرى أن ما فعلته عضوات الجزيرة لا يتوافق مع قيم المجتمع، والآخر يطالب بمحاسبة مسربين تلك الصور باعتبار أن ما جرى انتهاكا للخصوصية، وذلك بتسريب صورهم من حفل خاص والتشهير بهن.

 

عقب حالة الجدل التي أثيرت بشأن هذه الواقعة دشنت عشرات السيدات على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة لدعم عضوات نادي الجزيرة، التي تعرضن لانتهاك لخصوصيتهم وهن يتناولن قطعا من الحلوى.

 

وعبرت السيدات المشاركات في حملة دعم عضوات نادي الجزيرة، عن استيائهن من ردة فعل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوا ما حدث بخدش قيم الأسرة المصرية وهدم للفضيلة والقيم الراسخة في المجتمع، معتبرون أن تلك الوصف مبالغ فيه وأن الواقعة تم تضخيمها، وذلك على حد قولهم.

 

وبرهنت السيدات الداعمات لعضوات نادي الجزيرة، على صحة وجهة نظرهن، بذكر عدد من الوقائع الأكثر فجاجة ولم ينل أصحابها ما نالته المشاركات في الحفل الذي أقيم في نادي الجزيرة.

ومن أبرز المشاركات في حملة دعم عضوات نادي الجزيرة، كانت الكاتبة سحر الجعارة، التي كتبت عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، جملة عابرة، سخرت خلالها من فكرة اتهام السيدات المشاركات بالواقعة بخدش الحياء، قائلة: «إرضاع الكبير ووطء الطفلة ونكاح المتوفاة لم يخدش حياء بلد خدشه الجاتوه».

وفي ذات السياق ترى الكاتبة الصحفية منى الشيخ، أن ما حدث ينطبق عليه المثل الشعبي «رب ضارة نافعة» إن جاز التعبير، معتبرة بأن واقعة نادي الجزيرة هي فرصة لتصحيح العديد من المفاهيم المغلوطة الدخيلة على مجتمعنا.

 

فكتبت «منى» عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «طول عمرنا بنتشتم باعضائنا التناسلية، لما مرة واحدة عملوا أعضاء الرجالة حلويات يحصل ده كله! كويس إن كل داه بالصدفة بيحصل علشان نحاول نعمل تعديل للمفاهيم».

 

فيما كتب حساب يحمل اسم «هالة دومة»، أن من باب أولى بدلًا من محاسبة عضوات نادي الجزيرة على الواقعة محل الجدل، أن يتم محاسبة المتحرشين الذين يطاردون السيدات في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، على حد قولها.

 

وكتبت «هالة» عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «معلش أنا مقدرة إن الكيكة خدشت حياءكم وهزت لامؤاخذة قيم أسركم، بس اسألوا بناتكم كده شافت كام راجل فاتحلها سوستة بنطلونه في الشارع».

 

أما حساب يحمل اسم «نسمة الخطيب»، فطرح عدة نقاط ليبرهن دفاعه عن سيدات نادي الجزيرة، قائلًا: «ازاي يعني الستات المصرية تتكلم عن رغباتها الجنسية أو تفكر حتى تبروزها في هزار، في جمل بتتردد بحكم التوريث من جيل لجيل، زي (عيب يا حبيبتي دا جوزك ماينفعش تقوليله نفسك في ايه ليقول عليكي فاجرة)، (عيب يا بنت ضمي رجلك وأنتي قاعدة)، (عيب عليكي تفضحي نفسك لو واحد اتحرش بيكي إيه الحياء اترفع) وغيرها من الجمل الآخرى».

الحملة التي شارك بالتدوين بها عشرات من السيدات سرعان ما تعاطف معها الجنس الآخر، ومن بين هؤلاء كان المحامي طارق العوضي، الذي شرح بدوره، هل ترتقي فعلة نادي الجزيرة لعقاب قانوني من عدمه.

 

وكتب «العوضي» عبر حسابه على «تويتر»: «فارق كبير بين الفعل المدان أخلاقيًا والفعل المجرم قانونيًا، فليس كل ما هو حرام مجرم قانونًا وليس كل ما هو عيب مجرم قانونًا».

 

وأضاف «العوضي»: «اقحام السياسة العقابية في سلوكيات الأشخاص يمثل ارهاقًا للنصوص القانونية وتحميل لها علي غير مقتضي، وتطويع القانون خطر علي العدالة، القصد الجنائي يا سادة».

 

أما إسماعيل حسني، فكتب معلقًا على الواقعة: «تورتة نادي الجزيرة تكشف مجددًا مستنقع النفاق والفصام والهوس الجنسي الذي نعيش فيه، مزايدة وتنمر وقلة أدب على سيدات فضليات كبار السن لمجرد مزحة قمن بها في قعدة خاصة».

 

وأضاف: «تزيين قطع الجاتوه بنماذج لأعضاء جنسية خدش حياء المجتمع الطاهر المتحرش صاحب المركز الأول في مشاهدة أفلام البورنو، منتهى عدم الاحترام لاختيارات الناس الشخصية والإصرار على صب الجميع في قالب واحد والهجوم على أي تنوع أو اختلاف».

 

وأردف: «الجميع تصرفوا بدماغ عبد الله مجانص وتحدثوا بلسانه تلبس قصير في البيت مش في الشارع وإلا من حقنا نتحرش بيها ونشتمها، وطبعًا انتهز الجميع الفرصة لإظهار التقى والورع».

 

وعبر عمرو جزارين، رئيس نادي الجزيرة، عن استيائه الشديد من استباحة خصوصية عضوات ناديه، والتلذذ بالإساءة لسمعة «سيدات فاضلات أمهات وجدات، بطلات في عصرهم» بحسب وصفه.

 

وكتب «عمرو» عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لن أخوض في مهاترات أو أعرب عن رأيي الشخصي بخصوص الموضوع، حيث أنه تم تحويل الواقعة للجنة القانونية لدراسة الملابسات وإصدار القرار المناسب فيما يخص عضوات النادي وده تحقيق داخلي، وعضوات النادي شأن داخلي».

 

وأضاف «عمرو»: «اللي هتكلم عنه هو الخلل الأخلاقي والتنمر المجتمعي الذي نمر به والذي أصبح ظاهرة حزينة وتحتاج وقفة قوية، أؤكد رفضي وغضبي وكرهي وليس استنكاري فقط لكل من تلصص وتجسس ومن صور ومن نشر ومن استباح الخصوصية وتلذذ بالإساءة لسمعة سيدات فاضلات أمهات وجدات، بطلات في عصرهم احتفلوا على ترابيزة تخصهم».

 

وأردف: «أعلن غضبي الشديد من كل من نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أو ساعد في نشر هذه الواقعة سواء بحسن نية أو بنية الشماتة وتشويه سمعة هؤلاء العضوات الفاضلات، التي لا تقلل هذه الواقعة إطلاقًا من قيمتهم».

 

وتابع «عمرو»: «أطالب المجتمع عامة وأعضاء النادي خاصة بنبذ هذه القلة المريضة الفاشلة التى تبني سعادتها في الحياة وتتغذى نفسيتها المريضة على التشهير بالآخرين، كما أطالب بتطبيق القانون بأقصى درجاته عليهم بتهمة التشهير والتجريح على صفحات التواصل الاجتماعى».

 

واستطرد «عمرو»: «تأمرنا جميع الأديان بالستر وبغض البصر وبرفض الفرقة، كما تأمرنا أن نترك الخلق للخالق خاصة أن الحادثة لا تمثل خطر من أي نوع على حياة الأعضاء لا قدر الله».

 

وأتم «عمرو» حديثه: «سوف تكون هناك قوانين صارمة بخصوص تعدي الخصوصية وتصوير الآخرين بدون علمهم، كما سيتم تتبع من قام بنشر أول صور على أي من جروپات النادي واتخاذ الإجراء اللازم معه، نشر صور فيها وجوه السيدات بدون أخذ إذنهم جريمة لو أنه تم نشر صور الحلوى فقط والاستياء منها كنت تفهمت ولكن ما حدث جريمة أخلاقية بكل المقاييس».