طريق الأمل

القاموس القبيح!

حسنات الحكيم
حسنات الحكيم

بتغير الزمان تتغير اللغة، فتكتسب ألفاظا جديدة بينما يقل استعمال بعضها، لكن قد يحدث تطور سلبى يتمثل فى غياب اللغة العربية السليمة عن حياتنا، بل حتى العامية الجميلة يتم اغتيالها لصالح قاموس جديد من الألفاظ والعبارات التى صارت لغة جيل من الشباب الجامعى وصل لدرجة من التعليم يفترض أن تجعله واعيا لطريقة تعبيره عن نفسه ويطلقون عليها لغة "الروشنة"، والمحزن أنها اصبحت أيضا لغة معظم الاطفال، ومن بين عباراتها التى أعتذر عن ذكرها لكنى أردت دق ناقوس الخطر للآباء ليراقبوا طريقة كلام أبنائهم ويعملوا على تقويمها: نفض لنفسك، احلق له، ده جاحد، فاجر، فكك منه، اشطة ياسطا، خليك فى كوزك لما نعوزك، سيكا، خنيق.

وهناك العديد من الكلمات القبيحة التى لا استطيع ذكرها لأنى أعتبرها قذفا وسبا، والغريب ان الشباب يتحدث بها كأنها عادية لا تحمل أى إساءة.. ذات يوم سمعت ابنى 14 سنة يتحدث فى التليفون مع احد أصدقائه ويقول: ياسطا انا زعلان منك سيكا، وعندما عاتبته قال: انا لا أحترم هذه اللغة وأعرف أنها تافهة ولكنها لغة أصدقائى ويجب أن أحدثهم بها حتى لا يسخروا مني.. واثناء تواجدى بعربة السيدات بمترو الانفاق جلست بجانبى فتاة جامعية وعندما شاهدت صديقتها قالت لها "اشطة ياسطا الفستان اللى عليكى فاجر"!!! وعندما سألتها عن المعنى قالت: اقصد ان فستانها جميل.. وتساءلت مع نفسى: كيف يمكن لهذا الجيل أن يقرأ عملا أدبيا رفيعا ويستمتع بمفرداته؟! وكيف يمكن لمن يملك منهم الموهبة أن يكتب قصة أو رواية؟! وبأى لغة سوف يكتبها: هل بلغة "الروشنة" أم بلغتنا العربية ؟!

إننى أرى من أهم أسباب انتشار هذه اللغة ما يسمى بأغانى "المهرجانات" واستخدام معظم الأعمال الدرامية والسينمائية لهذه اللغة على لسان ابطالها حتى أصبحت محلَّ اقتباس وتقليد الاطفال والشباب، مع غياب تام لدور الأم والأب فى التوجيه، هذا إلى جانب صعوبة اللغة العربية فى مناهج المرحلة قبل الجامعية والتى تحتاج إلى مراجعة وتبسيط وتحبيب الاطفال فى اللغة حتى نحافظ على هويتنا ولغتنا الجميلة.