قصص تاريخية | جامع عمرو بن العاص.. الشاهد على أحداث التاريخ

جامع عمرو بن العاص رضى الله عنه
جامع عمرو بن العاص رضى الله عنه

يقع جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بحى مصر القديمة، فبعد فتح الإسكندرية أرادها عمرو بن العاص عاصمة لمصر فأمره عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن ينزل المسلمين منزلاً لا يحول بينه وبينهم نهر ولا بحر ، فإختار مكان فسطاطة ونزل هناك فسميت البقعة بإسم الفسطاط كما أكدته إسراء السيد باحثة فى الآثار الإسلامية.


وأضافت الباحثة فى الآثار الإسلامية، أن بنى عمرو رضى الله عنه مسجداً لإقامة شعائر صلاة الجمعة فبنى هذا المسجد الذى سمى بإسمه حتى الآن ، وكان يعرف أيضاً بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع، وكان أول إنشائه مركزاً للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامى بمصر، ثم بنيت حوله مدينة الفسطاط التى هى أول عواصم مصر الإسلامية، وأخذ الفسطاط يتسع سريعاً بعد أن نزلت فيه القبائل العربية الإسلامية مثل (أسلم، بلى، معاذ، ليث، عنزة، هذيل، عدوان) حتى أصبحت المدينة الجديدة حاضرة مصر.

اقرأ أيضا| حكايات سبق جامع عمرو بن العاص.. «سادات قريش» أول مسجد تاريخي في مصر

نبذة تاريخية:

كانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 × 30 ذراعاً وله ستة أبواب، وظل كذلك حتى عام 53هـ / 672م حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته "مسلمة بن مخلد الأنصارى" والى مصر من قبل "معاوية بن أبى سيفان" وأقام فيه أربع مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معمارى، وهو الآن 120 × 110أمتار ( أى حوالى 13200 متر )

صلاح الدين وجامع عمرو

وفى عام  564 هـ إبان الحملة الصليبية على بلاد المسلمين ، تخوف المسلمون من إحتلال مدينة الفسطاط التى فيها جامع عمرو بن العاص ، فعمد الوزير الضعيف شاور إلى إشعال النيران فيها ، لعجزه عن الدفاع عنها ، فإحترقت المدينة، وتخرب جامع عمرو بن العاص، بعد أن استمرت النيران 45 يوماً تتأجج فى الفسطاط وتأتى على ما فيه.. إلا أن بطل تحرير بلاد المسلمين من الصليبيين صلاح الدين الأيوبى، بدأ مرحلة إعمار المسجد من جديد بعد تلك النكبة المهولة ، فأصلح منه عام 568 هـ  كثيراً، وأعاد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير، وكساه بالرخام ، ونقش عليه نقوشاً حسنة منها إسمه.

فى العهد العثمانى :

وفى عام 1212م فى عهد العثمانيين قام الأمير مراد بك بإعادة بناءِ داخلِ الجامع بعد هدمه، إثر سقوط إيوانه وميل عُمُده، إلا أن القائمين على البناء لم يكونوا بمستوى العمل الكبير والمهمة العظيمة لمثل هذه المساجد الضخمة ، فكان ترميم مراد بك غير منتظم ولا متناسق، غير أنه بنى بالمسجد منارتين هما الباقيتان إلى الآن.

ووافق الفراغ من ترميم مراد بك لمسجد عمر بن العاص آخر جمعة من شهر رمضان، فإحتفل بإفتتاحه، وأثبت تاريخ هذه العمارة فى ألواح تاريخية فوق الأبواب الغربية وفوق المحرابين الكبير والصغير.

 أحداث فى التاريخ المعاصر

شهد المسجد أحداثاً جساماً فى التاريخ المعاصر أهمها:  
الزلزال المدمر الذى هز مصر كلها الإثنين 15 ربيع الثانى 1413هـ / 12 أكتوبر 1992م وأصيبت بعض أعمدة المسجد وحوائطه بشروخ وتصدعات وقامت هيئة الآثار المصرية بترميمه.
 إنهيار خمسين متراً من سور حرم الجامع ليلة الجمعة 13 شوال 1414هـ / 25 مارس 1994م وقامت هيئة الآثار بإقامة سور خرسانى بإرتفاع ستة أمتار حول الجامع ومرافقه.
فى يوم الأحد الموافق 5 ذو القعدة 1416هـ / 24 مارس 1996م إنهار 150 متراً من سقف المسجد فى الجزء الجنوبى الشرقى بإيوان القبلة، وقد تم فك إيوان القبلة وإعادة البناء وتصويب الأخطاء المعمارية التى نتجت عن تجديدات "مراد بك".