مشوار

أمريكا «حق» لايغيبه الفزع...

خالد رزق
خالد رزق

فارق كبير وكبير جداً بين أن ينظر بعضنا لتصرفات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أنها سلوكيات دكتاتورية تصدر عن شخص أصابته السلطة المهولة التى يتمتع بها رؤساء الولايات المتحدة بلوثة حقيقية، وبين أن يعتقد ويقول البعض الآخر بأن الديمقراطية الأمريكية سقطت فى الاختبار تأسيساً على خروج مظاهرات وتحركات تمردية فى جوهرها من جانب أنصاره غير الراضين عن خسارته والمدفوعين بأكاذيب ومزاعم روجها الرجل عن تزوير الانتخابات وسرقة إرادة الأمريكيين حتى منذ ما قبل إجراء الانتخابات.
الاختبار الحقيقى للديمقراطية وما تكفله من حريات نجحت فيه لا ريب الولايات المتحدة..، رأينا ذلك بأعيننا وتابعناه عبر كل وسائل الاتصال الأمريكية المفتوحة والمتاحة وهى كثيرة متعددة المشارب والتوجهات، رأيناه فى تصدى وسائل إعلام للانحراف السياسى للرئيس وكشفها اعتلاله النفسى وفى فضح مجلس النواب لدوره فى تحريض وقيادة التمرد ومساءلته عن تصرفاته بمشروع لعزله سيصوت عليه إن لم يكن اليوم فهو واقع حتى بعد رحيل ترامب الذى يسعى النواب الديمقراطيون ليس فقط لعزله وإنما لحرمانه من الحقوق السياسية مستقبلاً غير ما قد تسفر عن محاكمته البرلمانية من تقديمه متهماً أمام القضاء الجنائى.
ورغم موقفى للسياسات الأمريكية من قضايانا وتجاه كل أحرار العالم تقريباً، ورغم إيمانى بأن المجتمع الأمريكى لم يتخلص أبداً من عنصريته البيضاء وكراهيته للآخر، إلا أنى أقولها بوضوح إن نموذج الحكم الأمريكى إذا ما قورن بأكثرية نماذج الحكم لبلاد الدنيا الأخرى يبقى نموذج متفرد غير قابل للكراهية وصحيح أن نظام الحكم فى الولايات المتحدة ليس كاملاً ولكنه وبلا جدال بين أعظم منتجات البشرية مراعاة للحريات كلها.
تزامنت زيارتى لأمريكا قبل 4 سنوات مع إعلان فوز ترامب، ورأيت كيف خرجت المسيرات والمظاهرات السلمية المناهضة له قبل حتى أن ينقل له الحكم، واليوم ورغم اقتحام مبنى الكابيتول وما صاحب الأمر من عنف غير الهواجس الأمنية القائمة، تعلن ولاية واشنطن أنها تفتح المجال لمظاهرات سلمية مناهضة للرئيس الجديد بايدن إعمالاً للمادة الأولى من الدستور الضامنة لحرية التعبير وعلى بعد خطوات من موقع تنصيبه.
فى أمريكا أنت حر لاشك.