عين على الحدث

تنصيب بايدن ومخاوف من تكرار العنف

آمال المغربي
آمال المغربي

فى الوقت الذى لا تزال فيه الولايات المتحدة تترنح تحت وطأة صدمة اقتحام حشد من أنصار ترامب مبنى الكونجرس الاسبوع الماضى تتأهب السلطات الأمنية الأمريكية لمواجهة شبحٍ، لا يقل رعبا، عن هذه الحادثة بعد تحذيرات حول احتمال وقوع المزيد من أعمال العنف المتطرفة تزامنا مع تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن الأربعاء القادم. تتزايد مخاوف الأمريكيين من جميع الأطياف السياسية من اضطرابات جديدة، ويخشون ألا يكون يوم التنصيب الاربعاء القادم نهاية فقط لعهد ترامب، ولكن بداية فصل مظلم جديد فى التاريخ الأمريكى خاصة بعد اعلان ترامب على أن توجيه اتهامات له بهدف عزله سيؤدى لتحفيز أنصاره على ارتكاب المزيد من العنف.

رغم ان الولايات المتحدة تمتلك أقوى أجهزة أمنية، ولا تعانى من اقتصاد متهاو، وتمتلك مؤسسات ديمقراطية قوية الا انها تواجه شبح العنف السياسى. سبب المخاوف هو ما كشفت عنه استطلاعات الرأى التى أجريت بعد اقتحام الكونغرس والتى تقول أن ثلث من صوتوا فى الانتخابات لصالح ترامب يتعاطفون مع مقتحمى الكونجرس، ولا يعتقدون أن أعمال الشغب التى وقعت خارجه وداخله كانت حادثة فردية بل قد تتكرر، خاصة أن دعوات الانتقام العنيف تتواصل فى الانتشار حتى الآن على مواقع الإنترنت المحافظة مثل " نيوزماكس" وتطبيقات الوسائط الاجتماعية المتطرفة مثل "جاب" و"بارلر"، وغيرها.

السبب الرئيسى وراء ذلك يعود إلى أن كثيراً من ناخبى ترامب لديهم اعتقاد راسخ بنظرية المؤامرة التى تروج إلى أن الانتخابات سرقت منه. وان الطريق الوحيد امام المتشددين منهم بعد فشل الدعاوى القضائية هو عرقلة تسلم بايدن السلطة. من خلال القيام بهجوم جديد على الكابيتول ومبانى الهيئات التشريعية فى الولايات الأميركية الخمسين.

فقد تعهد بعض المهاجمين بالعودة لواشنطن فى الأيام السابقة على تنصيب بايدن رئيساً للبلاد، برفقة أسلحتهم هذه المرة وبأعداد لا يضاهيها أى جيش.. وعلى الرغم من تعبئة 15 ألفا من قوات الحرس الوطنى لحماية واشنطن تحسبا لأى أعمال شغب أو عنف، ما زال من غير الواضح مدى خطورة هذه التهديدات، وكيف يمكن إيقافها. فلم يعد حدوث مزيد من العنف مجرد احتمال، فقد كان أحد الأسباب التى أدت إلى تعليق موقع " تويتر" حساب الرئيس ترامب بشكل دائم، بعد ما تم رصد خطط لاحتجاجات مسلحة فى المستقبل.. وتأكيد ترامب بأنه لن يحضر حفل التنصيب، قد يكون بمثابة تشجيع لمن يعتزمون القيام بأعمال عنف..

يرى كثيرون أن السهولة التى تمكن بها الغوغاء من الوصول للكونجرس، إلى جانب تصريحات ترامب إطلاقها، من المرجح أن تشجع مؤيديه على تكرار المحاولة مرة أخرى.