عاش وحيدًا.. نهاية دراماتيكية لـ«طبيب العامرية» 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«طول عمري عايش لوحدي».. جملة قالها موسيقار الأجيال الراحل، محمد عبد الوهاب، في إحدى أغانيه، وكأن تلك الأغنية ترسخت كلماتها في وجدان طبيب، قرر أن يعيش بعيدًا عن أعين الناس، بعد ما زهد الدنيا وما فيها. 

على أطراف محافظة الإسكندرية، تحديدًا بمنطقة العامرية، عاش «الدكتور عبد الله» صاحب الـ64 عامًا، داخل فيلا، برفقة زوجته التي تعاني من الوسواس القهري، وابنته الوحيدة والتى أراد الله أن تخرج إلى الدنيا، وتصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة. 

أيام وليالي مرت على الطبيب الستيني، دون أن يتعامل مع أحد، وبرغم من تواجده بمفرده داخل مكان يصعب على أحد أن يعيش بداخله وحيدًا ، إلا أنه صمد طوال 10 سنوات كاملة، على هذا الحال. 

نهاية حزينة كانت من نصيب «طبيب العامرية»، الذي فارق الحياة داخل غرفته، دون أن يشعر به أحد، بعد سنوات من «العزل الاختياري»، دون أن يودع أصدقائه وأحبائه، متحفظًا بالسر وراء عزوفه عن الدنيا إلى الأبد. 

مرت أيام وجثة «الدكتور عبد الله»، تواري سرير غرفته، حتى تحللت تمامًا، ولم يتبق منها سوى عظام تنتظر مكانها الطبيعي «تحت التراب». 

صدمة مدوية صاحبها صرخات ودموع شقيقة الطبيب، التي تذكرته فجأة وجاءت لزيارته، لترى مشهدًا لم تستطع الأيام محوه من ذاكرتها، بعد ما شاهدت أقرب من الناس إليها «هيكل عظمي». 

دقائق معدودة استغرقتها شقيقة «طبيب العامرية»، حتى تتمالك أعصابها، من هول المشهد، وأبلغت «النجدة» بتفاصيل العثور على جثة شقيقها، دون إبداء أي معلومة عن الحادث. 

دوت «سارينة» سيارات الشرطة، أرجاء المنطقة الهادئة، وتوقفت أمام فيلا المتوفي، وبدأ رجال المباحث في معاينة مسرح الحادث، ومناقشة جميع المتواجدين داخل وخارج الفيلا، للتوصل لمعلومات لكشف ملابسات الواقعة. 

بعد الانتهاء من فحص ما تبقى من جسد الطبيب، حضرت سيارة إسعاف، ونقلت وفاته إلى مشرحة المستشفى، وبعد إخطار النيابة العامة، قررت ندب الطبيب الشرعي، لتشريح الجثة لمعرفة ما إذا كانت الوفاة طبيعية، أم ورائها شبهة جنائية، وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من التشريح، وطلبت تحريات المباحث، عن ظروف وملابسات الواقعة. 
اقرأ أيضا: وزيرة التخطيط تعتمد 78.7 مليون جنيه لتطهير بحيرة مريوط بالإسكندرية