سطور جريئة

فئات خطر على المجتمع

رفعت فياض
رفعت فياض

 هذه الفئات وللأسف عددها بالملايين هى التى مازالت تسبب خطرا شديدا على المجتمع حاليا ومستقبلا أيضا، وهى التى تهدد كل مظاهر التنمية فيه بالزيادة السكانية غير المفيدة فى معظمها ، وهى بجهلها وفهمها الخاطئ للدين مازالت تهدد السلام الإجتماعى فيه، وتساهم بجزء كبير فى استمرار وجود العشوائيات فى كل شئ، وهى التى يخرج منها النسبة الأكبر من المنحرفين بالمجتمع بمختلف مظاهر الإنحراف، وهى التى تساهم أيضا فى استمرار وجود نسبة ليست بالقليلة من الأمية فى مصر.

أقول هذا مستدلا بإحدى نوعيات هذه الفئة وهو بواب العمارة التى كنت أقيم فيها بمدينة نصر قبل انتقالى للقاهرة الجديدة وكان معه زوجته وثلاثة أبناء " إبنتان وولد " وكان يحمل للأسف مؤهلا متوسطا، جلس أمامى يندب حظه العاثر، ويتلفظ بألفاظ نابية عن زوجته التى تسببت فى ضياع حلمه، وأنه سيضطر للزواج عليها من أخرى، وعندما سألته عن سبب ماهو فيه كانت صدمتى الشديدة فيما سمعته عندما قال : يابيه.. أنا كنت عملت حقن مجهرى لزوجتى هذه وكلفنى 42 ألف جنيه !! وكان الجنين وصل عمره شهرين !! لكنها لم تلتزم بتعليمات الدكتور فى حركتها وتسببت فى سقوط الجنين !! ولم أتركه يكمل وقلت له مستنكرا : نعم.. بتقول إيه ؟ حقن مجهرى !! و42 ألف جنيه !! وعندك الولد والبنت ؟! ودخلك على أد الحال ؟ ليه ؟ فرد قائلا: يابيه .. أنت كما تعرف نحن من محافظة الفيوم ـ ونؤمن بالذرية الكبيرة لأنها نعمة من عند ربنا وعزوة للأسرة، ووسيلة لكسب الرزق، فعائلتى التى أنا منها 11 فردا الأب والأم و9 إخوة، وأعمامى لديهم أعداد متقاربة، وأخى الأكبر لديه حاليا 6 أولاد وزوجته حامل، وشقيقى الآخر نفس الشئ!! ونحن نؤمن بأن التوقف عن الإنجاب حرام وضد إرادة الله لأن الطفل يأتى برزقه!!، فقلت له ألم تؤمن بأن العدد الأقل من الأولاد أفضل لتستطيع تربيتهم وتنشئتهم تنشئة جيدة وتعليمهم تعليما جيدا بشكل أفضل ؟ فقال التعليم ليس قضية بالنسبة لنا لأنه لن يفيدنا كثيرا!! والولد أو البنت عندما تعمل مبكرا فى أى نشاط يدر دخلا عليها وعلى الأسرة، نحن لن ننتظر سنوات طويلة فى التعليم وفى النهاية راتبا قد لايغنيه عن شئ، المهم الولد يتعلم لحد مايقرأ ويكتب!!

فقلت له: وماذا لو أصبح الولد نشالا، أو منحرفا، بعد ذلك أو كان مصيره السجن؟ فرد قائلا: ليكن هذا نصيبه لأنه لم يحافظ على نفسه!!

ولم أستطع أن أكمل معه الحوار بعد أن تيقنت تماما من خطورة هذه الفئة وهذا الفكر الذى لابد أن نبحث له بقوة عن علاج بأى شكل، وتشترك فيه كل مؤسسات الدولة، حتى نقى المجتمع من خطورته أو من شروره أيضا وحتى نشعر بمظاهر التنمية فى هذا البلد.