بينى وبينك

يناير شهر إحسان

زينب عفيفى
زينب عفيفى

بقلم: زينب‭ ‬عفيفى

يحل شهر يناير من كل عام حاملا إلينا ذكرى ميلاد ورحيل إحسان عبد القدوس؛ حيث وُلِد فى أول أيامه من عام 1919، وغاب فى الحادى عشر من نفس الشهر بعد 71 عاماً، سنة 1990. ما بين الميلاد والرحيل كانت رحلة طويلة من الكتابات التى أثارت المتاعب والجدل والتهم حول أدب إحسان على حد قوله: "لقد جلبت لى هذه القصص من المتاعب قدر ما جلبته لى كتاباتى فى المواضيع السياسية والوطنية، وأثارت حولى من الجدل والتهم قدر ما أثارته )قضية الأسلحة الفاسدة( وكان يمكننى تجنب كل هذا لو أنى رفعت من كل قصة بضعة سطور، ولكنى رفضت أن ينزع سطر واحد برضاي، أنا أكتب القصص وأنا أعيش السياسة، وأكتب السياسة وأنا أعيش القصص".

 منذ اصدر كتابه القصصى الأول "صانع الحب" عام 1948، قبل أن يبلغ  الثلاثين من عمره، حتى وفاته، لم يتوقف إحسان يوماً عن طرق المواضيع الشائكة فى قصصه ورواياته، التى ما لبثت أن تلقفتها السينما ومن بعدها الدراما التليفزيونية، لتصبح عناوين أعماله علامات فى وجدان الناس عبر أعمال شديدة الجماهيرية والتأثير، مثل "لا أنام"، "فى بيتنا رجل"، "الوسادة الخالية"، "النظارة السوداء"، "أنف وثلاث عيون"، "لا تطفئ الشمس"، "أنا حرة"، "بئر الحرمان" "الرصاصة لا تزال فى جيبي"، "لن أعيش فى جلباب أبي"، "العذراء والشعر الأبيض"، وغيرها. 

وفى هذه المناسبة اعادت احدى دور النشر طبع أعماله القصصية والروائية كمكتبةٍ متكاملة، فى طبعات جديدة، تتيح لمحبيه ولمن يودون التعرف عليه من الأجيال الجديدة الإلمام بمشروعه الأدبى الثرى من كافة جوانبه. ويعترف احسان عبد القدوس فى أحد حواراته الصحفية "بأنه كتب أكثر من ستمائة قصة، ولا يمكن أن يكون بطلها كلها بحكم الواقع الزمنى الذى تستغرقه أحداث كل قصة، بالقياس إلى العمر الذى عاشه كإنسان، مؤكدا على إن البطل الحقيقى لكل قصصه هو المجتمع الذى وقف  يطل عليه، ويسجل بقلمه فى صراحة وصدق ما كان يعانيه من أمراض".