صباح الفن

مبادرة صبحي

إنتصار دردير
إنتصار دردير

لم تحظ المبادرة التى أطلقها الفنان الكبير محمد صبحي، ليلة احتفاله باليوبيل الذهبى لمشواره الفنى، بما يليق بها وبصاحبها من تقدير واهتمام، فقد لاحقته حالة تشويش برغم أن هذا الاحتفال - فى رأيى - عكس حالة وفاء كبيرة من الفنان تجاه كل من ساهموا فى نجاحاته، وأعلن صبحى عن تأسيس الشركة المصرية للفنون كشركة مساهمة بأموال الفنانين واختار لها اسم سنوحي، رمز الوطنية والثقافة المصرية، لتقوم بإنتاج أفلام ومسلسلات ومسرحيات، كما أعلن عن إنشاء قناة فضائية، ومركز إعلامى خاص بها، بهدف تشغيل الفنانين الذين يعدون ثروة قومية يجب الحفاظ عليها رافعا شعار "لن تجلس فى بيتك بعد اليوم".

 

والمهم ليس الشركة فقط، بل دستور عملها أيضا الذى أكده صبحى بتقديم أعمال فنية ترتقى بالمشاهد، وتؤكد على الهوية المصرية، وتفتح أبوابها أمام جميع الفنانين والمبدعين، مستثنيا نفسه من المشاركة بأعمال بها، ولاشك أن هذه المبادرة تبعث التفاؤل والأمل فى العام الجديد لدى كثير من كبار الفنانين، والفنيين، الذين ضجوا بالشكوى لعدم مشاركتهم فى أعمال فنية تليق بخبراتهم وعطائهم الممتد، وتحولوا إلى ضيوف شرف - رغما عنهم - بعد توقف جهات الإنتاج التليفزيونى التابعة للدولة كشركة صوت القاهرة وقطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامى

 

بالتأكيد نحن بحاجة لعشرات المبادرات المشابهة التى يقدم عليها فنانون لتعيد إحياء تجارب الكبار أمثال مارى كوينى وفريد شوقى ونور الشريف وإلهام شاهين الذين استثمروا أموالهم فى الانتاج السينمائي، ولم يستثمروها فى المطاعم والكافيهات والمشروعات التجارية، فقدموا أعمالا مهمة أضافت كثيرا إلى مسيرتهم الإبداعية.

 

ولاشك أن السينما بحاجة لوجود جهات إنتاج تتمتع برؤية فكرية وفنية بعيدا عن عقلية تجار السينما الذين خلفوا لنا جمهورا يشبههم، وأساءوا إلى الفن السينمائى، ودفعوا الإنتاج الى تراجع فكرى وفنى كبير، وأخرجوا السينما المصرية من حلبة المنافسة، ولم ينقذها سوى التجارب المستقلة التى برغم إمكاناتها الضعيفة فقد أصبح الرهان عليها كبيرا، إننى أتمنى أن تدخل هذه المبادرة حيز التنفيذ وأن تحظى بالاهتمام الذى تستحقه لتساهم فى إنتاج سينمائى وتليفزيونى ومسرحى متميز، وأن يشارك الفنانون باستثمار أموالهم فى أعمال تليق بهم لأنها ستدار بعقلية المنتج الفنان وليس التاجر وهناك فرق كبير بينهما..إنها مبادرة تستحق بالفعل كل تشجيع واهتمام.