تضحيات الشهداء تفتح أبواب التنمية وعودة مظاهر الحياة لأهالي سيناء

تضحيات الشهداء بسيناء
تضحيات الشهداء بسيناء

دروب التنمية عرفت طريقها إلى مدن محافظة شمال سيناء بعد نجاح أبطال القوات المسلحة والشرطة من تحقيق الأمن والاستقرار إلى أهالي المحافظة الباسلة، عقب النجاح في القضاء على جذور الإرهاب الأسود.

أصوات الآلات والمصانع والعمال والسيارات المحملة بالبضائع أصبحت تملأ الشوارع، حركة البيع والشراء بالأسواق تشهد رواجا كبيرا، والمقاهي عادت تمارس أعمالها، والأطفال يمارسون هوايتهم المفضلة باللعب في الشوارع الآمنة، هكذا أصبح الوضع في شمال سيناء بعد عودة الحياة إلى طبيعتها.

كما أصبحت حركة النقل والمواصلات تتسم بسهولة ويسر عقب قيام المحافظة، بفتح 5 ميادين أمام حركة المواطنين بعد تطويرها وإعادة تأهيلها، وهى خطوة رئيسية لبدء الخطة الاستثمارية التنموية التي بدأت المحافظة في تنفيذها.

وكالة أنباء الشرق الأوسط تجولت في شوارع شمال سيناء وعدد من الميادين الرئيسية بالمحافظة، حيث التقت بمحافظ شمال سيناء اللواء دكتور محمد عبدالفضيل شوشة الذي أكد أن المحافظة بدأت بقوة نحو محور التنمية المجتمعية؛ مشيرا إلى أنه تم بناء ما يقرب من 2608 وحدات بمشروع الاسكان الاجتماعي بكافة مراكز المحافظة؛ بتكلفة 400 مليون جنيه؛ من بينهم 1440 وحدة مخصصة لأهالي رفح والشيخ زويد المتضررين من الأعمال الإرهابية. 

وأوضح أن مساحة الشقة تبلغ 120 مترا كاملة المرافق والتشطيب، من أجل استقبال المواطنين للعيش بها على الفور، مشيرا إلى أنه تم تسليم المرحلة الأولى، وجاري تسليم المرحلة الثانية، فضلا عن إعادة بناء لـ 105 عمارات بحي المساعيد، وإنشاء مدينة رفح الجديدة.

وأوضح المحافظ أنه المحافظة تضم 70 مركزا للشباب بالمحافظة؛ ومدينة شبابية؛ و20 نادي شباب.

وأكد أن الوضع الأمني في العريش عاد إلى طبيعته، فالمواطنون يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، حيث تم افتتاح 5 ميادين؛ وإنشاء ميدان شهداء الكتيبة 103 صاعقة حيث تم وضع صورة جماعية لشهداء الكتيبة وفي مقدمتهم عقيد أركان حرب أحمد صابر المنسي، والبطل الرائد أحمد عمر الشبراوي، والشهيد خالد المغربي وغيرهم من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للشعب المصري، وحفظ التراب المصري من أي معتد، فخلدوا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ مصر.

وأشار إلى أن المحافظة بدأت أيضا في أعمال التنمية الزراعية، والتي تشمل على التجمعات البدوية وأراضي ترعة السلام والتي تشتمل على 275 ألف فدان، مشيرا إلى أنه تم بيع 70% من الأراضي في مزاد علني؛ وسيعتمد على زراعة بنجر السكر حيث سيتم إنشاء مصنع لانتاج السكر.

أما محور التعدين، فأوضح شوشة أن المحافظة تضم مصنعا للرخام بوسط سيناء يوجد به 26 مادة محجرية اقتصادية الاستخدام، كما يتم العمل على إنشاء منطقة صناعية كبيرة بوسط سيناء ستكون أحد روافد الخير للمحافظة.

وأوضح أن أعمال التنمية والتطوير وصلت أيضا إلى ميناء العريش؛ حيث سيتم تطوير الواجهة المائية له من 500 متر إلى 3 كيلومترات ليكون قادرا على استقبال السفن العملاقة، مشيرا إلى أن الهيئة الاقتصادية لقناة السويس ستتولى عملية التطوير الميناء.

ومن أجل التسهيل على المواطنين وتوسيع مصادر دخلهم، بدأت محافظة شمال سيناء في المشروع القومي للتنمية البشرية والمجتمعية والمحلية "مشروعك"، حيث يتم استبدال "التوك توك" بـ "سيارات فان" جديدة مقابل دفع مقدم مالي بسيط وتكملة باقي ثمن السيارة عن طريق الأقساط الشهرية، وهو الأمر الذي سيكون له تأثير إيجابي على تحسين مستوى المعيشة للمواطنين في شمال سيناء من أصحاب تلك المهنة.

والتقت وكالة أنباء الشرق الأوسط بعدد من المواطنين الذين تضمنهم المشروع، حيث أكد أسامة عبدالله، أن المشروع جيد للغاية، مؤكدا أنه قدم الأوراق المطلوبة وعمل استيفاء كافة الشروط.

وأوضح أن المشروع فرصة جيدة لتحسين مستوى المعيشة له ولأسرته، مشيرا إلى أن السيارة ستفتح له مزيدا من فرص العمل، وستسهم بشكل كبير في زيادة الدخل لأسرته.

ويقول المواطن ياسر حكيم إن المبادرة جيدة للغاية، وتشيرا إلى اهتمام الدولة بالمواطنين في شمال سيناء.

وأكد أن السيارة الجديدة ستفتح له مجالات جديدة في العمل، حيث إن مركبة "التوك توك" كان مجال عملها محدودا وداخل القرى، أما الآن فيستطيع التحرك بين المدن.

ومن جانبه أعرب عواد علي عن سعادته لقبول أوراقه والحصول على السيارة، مشيرا إلى أن المبادرة جيدة للجميع، حيث إنه بدون تلك المبادرة كان سيصعب عليه الحصول على مثل تلك السيارة، موجها الشكر لكل من شارك في هذه المبادرة.

وعلى صعيد متصل أصبحت مظاهر التنمية والتطوير منتشرة بشكل كبير بمحافظة شمال سيناء، لتؤكد من جديد أن الدول تسير في طريقها الصحيح نحو التنمية التي تعد السلاح الأقوى في القضاء على الإرهاب.

كما تولي الدولة اهتماما كبيرا بملف التعليم، من أجل خلق أجيال جديدة قادرة على خدمة الوطن، وهو الأمر الذي يظهر جليا في محافظات شمال سيناء.

وشهدت محافظات شمال سيناء أعمال تطوير هائلة ورفع كفاءة للمدارس التعليم الأساسي، فضلا عن بناء مدارس جديدة.

وأكد حمزة رضوان مدير مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، من داخل مدارسة الشهيد عمرو أبوهندية بالعريش، على الحرص الشديد على مستقبل أبناء المحافظة والعملية التعليمية.

وأوضح أن المحافظة تتسم بشكل عام بمعدلات كثافة في الفصول منخفضة للغاية حيت إن أكثر الفصول كثافة يبلغ عدد الطلاب به 35 طالبا، مشيرا إلى أن الجميع يعمل من أجل خدمة الطلاب بكافة المراحل الدراسية.

وأوضح أن تم وضع حجر الأساس لأكثر من مدرسة فنية صناعية؛ ومدرسة يابانية، مشيرا إلى هناك تقدما كبيرا في التعليم بشمال سيناء، كما أن هناك تحديا من أبناء شمال سيناء لاستكمال التعليم.

وأوضحت أمل عبدالحميد مديرة مدرسة الشهيد عمرو أبوهندية، أن المدرسة تعد من أكثر المدارس المتميزة لغات في محافظة شمال سيناء.

وأوضحت أن المدرسة تستقبل الطلاب من مرحلة الروضة وحتى الفصل الثالث الثانوي، مشيرة إلى أن إجمالي عدد الطلاب بكافة المراحل الدراسية يبلغ 275 طالبا وطالبة.

وأضافت أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وتوجيه الإرشادات والتعليمات للطلاب بصفة مستمرة من أجل الحفاظ على صحتهم، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في عمل المدرسة بصورة طبيعية بدون أي قلق.

كما انتقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى مدرسة الحمايدة بالشيخ زويد، حيث أكد سلامة سلمان مدير إدارة الشيخ زويد التعليمية أن المحافظة قامت ببناء مبنى جديد لمدرسة الحمايدة حيث إن المبنى القديم للمدرسة كان قد تم بناؤه بالجهود الذاتية، وهو قديم ومتهالك، إلى أن قامت المحافظة بإنشاء المبنى الجديد وفي زمن قياسي من أجل خدمة أنباء الشيخ زويد.

وأوضح أن المدرسة تضم 22 فصلا دراسيا، وأن نسبة النجاح مرتفعة للغاية، فضلا عن وجود مدرستين واحدة فني صناعي وأخرى مدرسة فني تجاري.

ومن جانبها أكدت هناء ابراهيم مديرة مدرسة الحمايدة، أن المدرسة تعمل دوما على تعريف الأطفال بالمشروعات التنموية الكبيرة التي تقوم بها مصر، فضلا عن جهودها في محاربة الإرهاب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للجميع، موضحة أن المدرسة تهتم بكافة الجوانب النفسية والبدنية والعلمية للطلاب.

كما تفقدت وكالة أنباء الشرق الأوسط داخل المركز المتطور للتنمية والتغذية المدرسية الآمنة والتدريب، حيث يتم تجهيز الوجبة المدرسية للطلاب وفقا لأحدث الآلات الحديثة، والمتقدمة.

وأكد هاني الشابوري مدير المركز، أنه يتم انتاج أكثر من 116 ألف وجبة مدرسية يتم توزيعها لجميع المراحل التعليمية بمحافظة شمال سيناء يوميا.

وأكد أن الوجبة عبارة عن قطعة من العجين المحشو بالعجوة، حيث إن صحة الطلاب تأتي دوما في مقدمة الاهتمامات من أجل توفير طعام صحي وآمن للطلاب، مشيرا إلى أن الانتاج يتم بشكل يومي حتى تكون طازجة بالنسبة للطلاب.
 

اقرأ أيضا| إعادة وصف مصر | البدء في إنشاء أول مدرسة يابانية بشمال سيناء