قلب مفتوح

هشــام عطيــة يكتـب: سياحة اللقاح

هشام عطية
هشام عطية

بقلم/ هشام عطية

خسائر فادحة فى الأرواح والأرباح حلت بالبشرية منذ أن حل عليها وباء كوفيد القاتل ضيفا ثقيلا ولا يبدو فى الافق القريب علامات مطمئنة تشير إلى اقتراب رحيله. 

دراسات واحصاءات لصندوق النقد الدولى ومراكز بحثية عالمية فضحت جرائم كوفيد فى حق البشر إذ تشير بعضها إلى أن الاقتصاد العالمى تكبد مع الموجة الأولى لكورونا خسائر تزيد على ١٢ تريليون دولار وفقد عشرات الملايين من الوظائف ضاعت فى الوباء. 

قبل أن تكمل الجائحة المتوحشة عامها الأول فإن الأرقام والاحصاءات وبالرغم من ظهور اللقاح تتوقع المزيد من الخراب والانهيارفى أعتى الاقتصاديات خلال الموجة الثانية لكورونا الأشد فتكا وتقتيلا. 

وبينما البشرية كلها تسابق الزمن بحثا عن سبل توقف بها او تبطئ على الاقل سيول الفواجع والخسائر الجارفة لهذا الوباء اللعين تبقى فرص النجاة ممكنة ولكنها مشروطة بأفكار تكسر قيود المألوف تصنعها عقول مبدعة قادرة على ترويض أصعب الأزمات

من أهم الأفكار الملهمة التى يمكن أن تكون بمثابة سفينة نوح التى تنقذ قطاع السياحة والسفر من طوفان كورونا المدمر وهى فكرة سياحة اللقاح تنفرد بها دولة الإمارات التى فتحت عقلها قبل حدودها لتستقبل ملايين السائحين الفارين من جحيم التفشى الرهيب للوباء فى أوروبا.

وضعت دبى وابو ظبى ضمن برامجهما الترفيهية المقدمة للسائحين إمكانية الحصول على لقاح كورونا، الأمر الذى يضمن بقاء السائح فى فنادق وشواطئ الإماراتيين ١٤ يوما وهى المدة بين جرعتى اللقاح. 

الفكرة المضيئة فى عتمة كورونا آتت اكلها وباتت دبى وأبوظبى أهم المقاصد لكل أثرياء ومشاهير العالم الباحثين عن الاستجمام والشفاء 

 وشهدت الإمارات تدفقات سياحية كبيرة بلغت معها نسب الإشغال فى نهاية ديسمبر الماضى حوالى ٦٦ ‭%‬. 

أحلم بأن تبادر الحكومة ممثلة فى وزارة السياحة بدراسة إمكانية تطبيق فكرة سياحة اللقاح فى مدينتى شرم الشيخ والغردقة والتى يمكن أن نضمن معها تدفق عشرات الملايين من السائحين الراغبين فى الهروب من شتاء أوروبا القاسى ومن زنزانات الاغلاق المحكم لكل مظاهر الحياة فى دولهم ونضمن أيضا تعافيا سريعا لقطاع السياحة والسفر والذى تدخل عائداته بصورة مباشرة لجيوب ملايين المصريين.