نحن والعالم

الخروج من الجنة

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

اتعجب من الضجة التى أثيرت حول انتهاك التحديثات الجديدة لتطبيق واتساب لخصوصية المستخدمين والتى أدت لهجرة جماعية للمستخدمين إلى تطبيقات آخرى بديلة. كأننا نستغيث من الرمضاء بالنار. او كأننا لا نعلم أن خصوصياتنا مستباحة فى كل وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعى نستخدمها، ولا نعلم أننا نسلم خصوصياتنا "تسليم أهالي" عندما نقبل شروط استخدام برنامج نقوم بتحميله أو خدمة نريد الاستفادة منها دون حتى قراءة تلك الشروط، أو عند السماح لتطبيقات الهواتف بالإطلاع على صورنا وملفاتنا وجهات الاتصال الخاصة بنا. 

 المعلومة يا سادة هى روح الإنترنت. وكل معلومة أو خدمة يقدمها لنا يأخذ مقابلها عشرات المعلومات والبيانات التى نقدمها له طواعية.

هذه المعلومات والبيانات هى العملة الثمينة التى ندفع بها ثمن خدماته التى كنا نظن مخدوعين أنها مجانية وهى أبعد ما تكون عن ذلك. لأنه مع كل عملية بحث أو تسوق أو حجز نقوم بها، ومع كل أغنية نسمعها أو فيديو نراه، ومع كل ضغطة "share" أو "follow" أو "like" نقدم معلومات قابلة للتحليل حول شخصياتنا وتوجهاتنا واهتماماتنا وميولنا الشرائية وخلافه.

هذه البيانات يقوم عمالقة الإنترنت بتحليلها وبيعها للمسوقين والشركات ومطوري التطبيقات وأصحاب وسائل الميديا وغيرهم ليقوموا باستهدافنا ومطاردتنا بإعلاناتهم.

إنه عالم كبير من "البيزنس" بات معروفا باسم "اقتصاد المعلومات". وفى هذا البيزنس نحن "السلعة" التى عليها الاختيار بين جحيم اختراق الإنترنت لكل مناحى حياتها أو الخروج من جنته.