حكايات| كهف سنور.. حين اختبأ «السادات» بجوار كنز نادر

كهف سنور.. حين اختبأ «السادات» بجوار كنز نادر
كهف سنور.. حين اختبأ «السادات» بجوار كنز نادر

تحفة جيولوجية فريدة من نوعها، يضرب عمرها في عمق التاريخ، حتى بات كهف وادي سنور في بني سويف موقعًا سياحيًا جذابا في صعيد مصر.

 

«وادي سنور» يُصنف كأفضل ثالث كهف أثري على مستوى العالم باعتراف خبراء الكهوف الدوليين وأساتذة الجيولوجيا بالجامعات المصرية، فمنذ اكتشافه في عام 1989 من القرن الماضي أثناء العمل في محجر الألباستر الواقع بمنطقة جبل وادي سنور بشرق النيل في بني سويف.

 

يقع كهف وادي سنور بصحراء مصر الشرقية على بعد 70 كيلو متراً جنوب شرق محافظة بني سويف و200 كيلو متر من القاهرة بمنطقة محاجر الألباستر التي تم اكتشاف بعضها واستغلالها في عهد الفراعنة.


 

وفي عهد محمد علي جرى اكتشاف البعض الآخر من هذه الكهوف؛ حيث تم استغلها في استخراج خام الألباستر (المرمر الأحمر) الذي يجرى استخدمه في تكسية جدران مسجده الشهير والنافورات التي أقامها حوله بقلعة (صلاح الدين الأيوبي).

 

ولا تزال المنطقة أيضًا شاهدة على اختباء الرئيس الراحل أنور السادات أثناء مطاردته من قبل الإنجليز بعد مقتل أمين عثمان الذي كان ينادي بضرورة بقاء الاحتلال الإنجليزي في مصر قبل قيام ثورة يوليو وعودته للجيش مرة أخرى، على حد قول أهالي المنطقة.

 

اقرأ أيضًا| خميرة الفجرية.. «الرغفان» عيش شمسي حصري في الصعيد

 

ويتميز بتكويناته الجيولوجية الفريدة من نوعها وشكله الهلالي النادر على مستوى العالم، ويعتبر ظاهرة مثالية لقطاع الكارست المتكامل وتكوينات الحجر الجيري المتبلورة والتي أضفت عليه جاذبية وجمالاً خلاباً ووضعته في مصاف التكوينات الأرضية الطبيعية النادرة.

 

ولا يختلف اثنان على أن الكهف نموذجي نادر لترسيب مادة كربونات الكالسيوم في صورها المتعددة والتي تنتج عن عوامل التعرية (الكارستية)؛ حيث يعد هذا الكهف واحداً من أهم مظاهرها النادرة في العالم وهو كهف طبيعي يتراوح عمره من 36 إلى 40 مليون سنة في العصور السحيقة نتج من تأثير عوامل الإذابة على الحجر الجيري الأيوسيني الموجود بجبل سنور.

 

 وتتميز هذه الظاهرة بتعدد أشكالها وصورها ذات التركيب الكيميائي لكربونات الكالسيوم مثل الحجر الجيري والألباستر والكالسيت والأراجونيت وتعد الصواعد والهوابط الموجودة بالكهف نموذجاً مثالياً نادراً لا يكاد يتكرر بهذا الشكل والحجم والعمق سوى في عدد قليل للغاية من الكهوف المماثلة في بعض دول العالم.

 

 

كما أن الظاهرة في حد ذاتها نموذجاً أيضاً للدراسة العلمية وحلقة وصل مهمة للربط بين المعلومات النظرية والتطبيق العملي لظاهرة تكوين الألباستر فضلا عن سد أثرى يرجع للعصر الروماني يوجد علي بعد 2.5 كيلو متر من الجنوب الشرقي للكهف.