رفعت رشاد يكتب.. وقت أكبر لطرقعة الصوابع

الكاتب الصحفي رفعت رشاد
الكاتب الصحفي رفعت رشاد

عشنا في كل الأزمان على مقولة أن العمل عبادة وأن البطالة أمر كريه . تربينا علة مقولات تعظم قيمة العمل وأن فيه كرامة وأن من جد وجد. هذا وغيره صحيح نسبيا وليس مطلقا فالعمل الذي يستغرق الوقت كله لا يكون عملا بل يكون استعبادا من جانب الملاك الذين لا يهمهم في النهاية سوى أن يعمل الأجراء ليدهم بكل طاقتهم وأن يزيدوا الإنتاج لكي تزيد ثرواتهم .

كان الفلاحون والعمال قديما يعملون لساعات طويلة تزيد على 15 ساعة يوميا وكان الأطفال أيضا يعملون وكل ذلك كان لسد حاجة الأسرة من المطالب وعلى رأسها الطعام.

بمرور الزمن وزيادة الوعي والحصول على الحقوق تناقصت ساعات العمل وصار الفقراء يحصلون على بعض الراحة من تخفيض ساعات العمل ومن أيام أجازات. 


الأغنياء سواء كانوا في زمن الإقطاع أو في زمن الشركات الصناعية يريدون من كل العاملين عندهم أن يبذلوا أقصى الجهد لكي تزيد عوائدهم وثرواتهم،  لذلك يساند الأغنياء مقولة أن العمل أمر إيجابي وأن الاسترخاء عنوان قلة القيمة والمكانة وان الفرد يجب عليه أن يعمل معظم الوقت وهم يبررون ذلك أيضا بأن العمل ملهاة عن ابتاع طريق الانحراف وشرب المسكرات وقضاء الوقت في اللهو وعلى المقاهي. 


فلاسفة معتبرون يرون عكس ذلك تماما، يرون أن الضغط على الأفراد لزيادة ساعات العمل يؤدي إلى زيادة وتراكم الإنتاج بينما يوجد آخرون يعانون البطالة، ولو أن ساعات العمل تقلصت عند العاملين لأتيحت الفرصة لآخرين لأن يعملوا ويستفيد الجميع ولا يكون هناك شبعى وهناك جوعى بل يحصل الجميع على فرصة لإشباع البطون والحاجات.

خلاصة ما يراه الفلاسفة أن الإنسان يأمل في قمة أهدافه أن يعيش حياة كسولة يمارس فيها كل ما يرغب من أمور حياتية ترتبط _ بالرحرحة _ والاستمتاع.

أعلى قمة أهداف الإنسان الرفاهية وليس الاستمرار في العمل إلى ما لا نهاية، لذلك حددت الدول سن معينة للتقاعد، لكي يتمتع الفرد ببقية عمره بعد أن يكون قد ادخر بعض المال وفي نفس الوقت لكي تتاح الفرصة لأجيال أقل في العمر لكي يتولوا مسئوليات . يرى الفلاسفة وعلى رأسهم الإنجليزي برتراند راسل أن الإنسان يجب أن ينال قسطا اكبر من الكسل وأن تتاح له فرصة أكبر لممارسة الهوايات والسفر والجلوس على شاطئ البحر وطرقعة الصوابع والأخيرة دليل يجسد الكسل وهو المثل الذي نضربه كمصريين عن كل من لا يعمل كثيرا ولا يبذل جهدا كبيرا لكنه يحقق لنفسه ولذويه ما يحتاج بدون _ مرمطة _ أدعوك لأن تستجيب لراسل وأن تزيد من وقت طرقة صوابعك.