يغوص 20 مترا ويلتهم نصف كيلو.. من يكافح «سفاح الأسماك» ببحيرة البردويل؟ 

سفاح الأسماك
سفاح الأسماك

تواجه إدارة بحيرة البردويل بمحافظة شمال سيناء، سنويا مشكلة طائر غراب البحر الأسود الذي يهدد الإنتاج السمكى بالبحيرة، حيث يلتهم ذلك الطائر كميات كبيرة من الأسماك الفاخرة باعتبارها غذاءه الرئيسى، حيث يأكل كل طائر منها ما يعادل منها نصف الكيلوجرام يوميا من الزريعة الصغيرة ومعظمها من الأنواع الفاخرة، وهو ما جعل الصيادين يطلقون عليه لقب «سفاح الأسماك». 

 


وأكد الشيخ سلالم التونى رئيس جمعية 6 أكتوبر لصائدى الأسماك، على ضرورة نشر فرق مكافحة غراب البحر ممن يحملون التراخيص للقيام بدورهم فى مقاومته، خلال فترات المنع التي تعتبر بالنسبة للطائر فترة حصانة لعدم تواجد نشاط الصيد والتي تستمر نحو 4 أشهر، خاصة أن مسطح بحيرة البردويل يمتد على مساحة كبيرة، ولا يفيد معه استخدام مدافع الصوت للتطفيش.

وبرر ذلك بأن الغراب لم يعد يعبأ بها  ويمارس هوايته الضارة كل عام فى الهجوم بشراسة على أسماك البحيرة، مؤكدا أن الطريقة الوحيدة لمقاومته هى المطاردة باستخدام مراكب الصيد الآلية وإحداث أصوات مدوية لإخافته وبالتالى هروبه. 


وأشار سويلم جمعة، من قدامى صائدى الأسماك ببحيرة البردويل، إلى أن وصول  الطائر يتزامن مع فترة الغلق السنوى لنشاط الصيد وخلو البحيرة من الصيادين، موضحا أن ذلك يعطيه حرية أكثر، فلا تعوقه حركة المراكب ولا الصيادين، ويتيح الفرصة لكل سرب من  طيور الغربان السوداء لتقوم بتشكيل دائرة مغلقة على سطح الماء وتلتهم كل ما بداخلها من الأسماك ، مطالبا بعودة صيادي الخرطوشة لمقاومة هذا الطائر واصطياده، بهدف التقليل من مخاطرة. 

وقال يوسف الحيوي، إنه اعتاد كل عام اصطياد الطائر ضمن فرق المقاومة بالبحيرة، مشيرا إلى أن الطائر رغم ضرره الشديد على الثروة السمكيه إلا أن له فوائد أخرى كثيرة، حيث يمكن تناوله كطعام شهى، ويقوم بصيده كثير من شباب بئر العبد وبيعه. 

وأوضح المهندس سامى الهوارى، مدير مكتب الثروة السمكية بالعريش، أن غراب البحر يحلق على ارتفاع منخفض فوق سطح الماء، وعندما يحدد مكان سمكة يقوم بالغوص بسرعة  تحت الماء، وأحيانا إلى عمق 20 مترا لالتقاطها، وإذا ما شعر بالحاجة للأكسجين فإنه يعود سريعا لسطح الماء، ثم يعاود الغطس، قبل أن يطفو مجددا لالتهام فريسته، كما أن كل سمكة تطل برأسها من الماء، فإنها تجده فى انتظارها فاتحا منقاريه ويبتلعها دفعة واحدة.

ولفت المهندس عبدالله الحجاوى، رئيس جمعية حماية البيئة بشمال سيناء،  إلى أن طائر غراب البحر يصل مهاجراً من أوروبا خلال الفترة من نوفمبر حتى فبراير من كل عام بأعداد كبيرة ، ويقضى فى البحيرة فصل الشتاء على طول الساحل، وغذاؤه الأسماك واللافقاريات المائية، ويشبه البط البرى أسود اللون ويصل وزنه إلى نحو 3.5 كيلوجرام، وتكثر تجمعاته فى موسم هجرته إلى مصر بالمزارع السمكية بمنطقة سهل الطينة ببورسعيد وقناة السويس. 


من جانبه، أعلن الدكتور شكري سليمان  مدير عام إدارة بحيرة البردويل، أنه يجري التجهيز لتنفيذ حملة لمكافحة طائر غراب البحر، وذلك بداية شهر فبراير القادم، من أجل الحفاظ على المخزون السمكى بالبحيرة، حيث يتم فيها الاستعانة بالصيادين من أجل تطفيش غراب البحر للتقليل من كميات الأسماك التي يلتهما كغذاء يومي له.

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي