مازال الزلزال الأمريكي الضخم الذى تفجر الأربعاء الماضى السادس من يناير، يهز الولايات المتحدة الأمريكية كلها ويلقى بظلاله الكثيفة على الساحات السياسية والاجتماعية هناك، وسط مشاعر متزايدة من القلق والغضب والتوتر الناجم عن الصدمة والمفاجأة.
وفى ظل ذلك ينطلق مجلس النواب الأمريكى بأقصى سرعة، على الطريق المؤدى لإدانة الرئيس المنتهية ولايته "دونالد ترامب" بالجرم المشهود، وهو التحريض على التمرد ودفع المتظاهرين من اتباعه لاقتحام مبنى الكونجرس يوم الأربعاء الماضي، لمحاولة إعاقة التصديق على فوز "جو بايدن" فى الانتخابات الرئاسية، وتوليه منصب الرئيس السادس والأربعين.
إدانة ترامب تعنى وقوعه فى مصيدة المخالفة للدستور الأمريكي، وهو ما يؤدى الى فتح الباب على مصراعيه لعزله، قبل أيام قلائل من انتهاء مدة ولايته رسميا الأربعاء القادم.
والتحرك الذى يقوده الحزب الديمقراطي للخلاص من ترامب يسير فى اتجاهين متوازيين، أولهما.. محاولة إقناع نائبه "مايك بنس" بتفعيل التعديل الخامس والعشرين فى الدستور، الذى يتيح عزل الرئيس نظرا لعدم أهليته للحكم،..، وثانيهما هو السير فى اجراءات محاكمته لإدانته وعزله.
وهدف الديموقراطيين من ذلك ليس فقط إزاحة ترامب عن البيت الأبيض، قبل موعد خروجه الرسمى بعدة أيام،..، ولكن الأهم من ذلك بالنسبة لهم، هو القضاء على مستقبله السياسى تماما، وفقده للحق فى الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية مرة أخري، وهو ما كان ولا يزال إحتمالا مثيرا للقلق.
وفى الوقت الذى تجرى فيه هذه المحاولات المكثفة من الديمقراطيين، للخلاص من ترامب والقضاء على مستقبله السياسى ايضا، تتصاعد المخاوف على الساحة الأمريكية، من إحتمال وقوع أعمال شغب وعنف يوم الأربعاء القادم العشرين من يناير الحالي، خلال التنصيب الرسمى للرئيس الجديد "جو بايدن"،...، وهو ما يعنى استمرار توابع الزلزال وتداعياته.
