أمس واليوم وغدا

«فقاقيع».. الدكتور محمد أبو الغار!

عصام السباعي
عصام السباعي

لا‭ ‬أعرف الدكتور محمد أبو الغار، لم أتأثر به أو أقتنع بمواقفه، وأصارحكم فأنا أيضاً لا أثق فيه ولا أرتاح له، ولى أسبابي، وأعترف فى نفس الوقت أن ذلك هو رأيى الخاص الذى لا يمكن أن يقلل من قدره أو شأنه، فهو أولا وأخيرا مجرد رأى يعكس تقييمى الخاص، الذى يضعه فى نفس "شنطة" عمرو حمزاوى وممدوح حمزة وحمدين صباحى وعلاء الأسوانى ووائل غنيم، وآخرين من أمثال سعد إبراهيم والبرادعي، وقد يكون ذلك الرأى خطأ، ولكنه سيظل كذلك إذا لم يستجد ما يجعلنى أغيره!

ما‭ ‬أعرفه‭ ‬عنه أنه أستاذ " شاطر" فى المهنة، وله مكانة فى سوق أطباء النساء والولادة، وغير ذلك لم أسمع عنه أنه إدارى شاطر إلا على مستوى محدود يتمثل فى إدارة مركز طبى خاص، وربما كانت الإدارة لزوجته السويدية العاشقة لمصر أو لأحد شركائه، وعلى حد علمى فلم يسبق له أن خاض تجربة إدارة مستشفى قصر العينى التعليمى أو الفرنساوي، مثل أساتذة كثيرين أثبتوا قدراتهم الإدارية فى كليتهم، ربما يقول قائل هو باحث علمى والإدارة ليست معيار الحكم على أستاذ جامعي، ويكفيه ما أسهم به فى إدخال تقنية أطفال الأنابيب والحقن المجهرى فى مصر، وأقول لهؤلاء: ولكنه كان بيزنس خارج الجامعة له سبق الريادة فيه، كما أن الرجل لم يقم بذلك المشروع فى كليته والمقر العلمى الذى ينتسب له وعرفاناً بفضله عليه، ولكن نفذه عام 1986 كمشروع خاص يستهدف القادرين فى مصر ودول الخليج، وكسب منه الملايين، ولم يتم تنفيذه فى قصر العينى لغير القادرين، إلا على يد أساتذة آخرين فى عام 2009 أى بعد 23 سنة، ولو كان قد نفذ مشروعه فى كليته، لأصبح فى نفس مكانة نجيب باشا ميخائيل محفوظ رائد علم أمراض النساء والولادة، أو فى قيمة العميد التاريخى الدكتور هاشم فؤاد.

‭ ‬أما‭ ‬حكاية‭ ‬مجموعة 9 مارس لاستقلال الجامعات، فقد كانت مرحلة جديدة فى حياته ما بعد سن الستين واستقرار نشاطه فى السوق، حيث دخل بقوة المقهى السياسي، وهى الحالة التى جعلته ينسى تلك المجموعة بعد الأحداث التى أعقبت ثورة 25 يناير، ولو كان استمر فى تلك المجموعة، لخلده التاريخ مثل الدكتور أحمد لطفى السيد عندما استقال من منصبه كمدير للجامعة بعد قرار نقل الدكتور طه حسين، ودائماً ما توقفت أمام المقارنة بين شخصيتين اختارتا العمل فى المجتمع المدني، "الناشط السياسى أبو الغار" و"الناشط الانسانى مجدى يعقوب"، وهى طبعا فى صالح أمير القلوب، وربما كان الشيء الإيجابى الذى فعله أبو الغار، مساهمته ذات مرة فى حملة للتبرع لمشروع يعقوب أثناء تواجده فى واشنطن!

‭ ‬لم‭ ‬تجذبنى‭ ‬مواقف الدكتور أبو الغار فى أعقاب 25 يناير، بداية من تواجده وكلامه من مقر حزب الإخوان "الحرية والعدالة"، عن تقاسم مناصب البرلمان بين الليبراليين واليساريين والإخوان والسلفيين، ونهاية بتصريحاته أعقاب ثورة 30 يونيو التى أطاحت بشياطين الإخوان، ومنها كلامه ذات مرة عن المصالحة، وذات مرة أخرى عن دعوته للإفراج عن الرئيس السابق مرسى أو الفصل بين الإخوان وحزب الحرية والعدالة، ثم كلامه عن لجنة إعداد الدستور 2014، ولعل الدكتور رفعت السعيد رحمه الله قال ما يكفى بخصوص تلك الأخطاء بحسب تعبيره المهذب!

 لم‭ ‬أتوقف كثيراً عند "أبوالغار"، فقد كان لديَّ إحساس قوى بأن هناك من يصطنع منه الرجل المثقف ويخلق منه صورة المفكر الكبير أو يصوره لنا فى شخصية المناضل السياسي، أو ينحت له تمثال الشخصية المحبة للفنون، وللأمانة فقد كنت أتوقف عند بعض مقالاته وأخباره لو مرت أمامي، وكلها جعلتنى أتخيله يرتدى نظارة شمس سوداء، أو كأنه قد صنع زجاج نظارته الطبية من "الزفت" الأسود، فليس هناك شيء حلو يحدث فى مصر، وحدث قبل أيام، و"تشنكلت" بالصدفة، بأحد بوستات الدكتور على "فيسبوك"، ودخلت عنده، فوجدته ناشطا غزير البوستات، وكلها بنفس لون "الزفت"، ولكن لم أستطع تجاهل أحدها يتناول فيه بالشك والتشكيك حقيقة عدد ضحايا كورونا وجهود مواجهتها فى مصر، واندهشت فهو نفس مضمون تقارير نشرتها الجزيرة القطرية، وبى بى سى البريطانية، والحرة الأمريكية، وأخذ يردد كلاماً عن اللقاح، وكأن الحكومة نائمة فى العسل، والغريب جداً أن ذلك البوست بتاريخ 4 يناير، فى حين أن وزيرة الصحة د. هالة زايد أجابت وبالتفصيل، على كل ما "طفح" به من اتهامات قبل يومين، وأسعدنى جداً استياء البعض من أخطائه الإملائية، وذلك الرد المهذب الذى جاء من طبيب مصرى يعمل فى بريطانيا اسمه حاتم موسى، ولخص فيه كل الحكاية وقال له: نريد مشاركة بالحلول لكى تقوم البلد إلى الأمام، أحزن كثيراً من قراءة النقد المتواصل لجهود مضنية تقوم بها دولتنا بإمكانياتها المحدودة".

 الكلام‭ ‬كثير.. ولكن هل يستحق الدكتور محمد أبو الغار كل هذه المساحة؟.. الإجابة: نعم، وأكتفى فقط بفقرة من مقال للمفكر أبو الغار بعنوان "الحرية أمل شعوب العالم"، نصها: "ورسالة محمد عليه السلام كانت لتحرير الفقراء والمهمشين والضعفاء ولكن سرعان ما انقلب الأمر واستولى "بني" أمية على الحكم وانتهى أمر الحرية التى تغيب حتى الآن فى معظم البلاد التى أغلبية سكانها من المسلمين".. وتلك الفقرة تلخص لنا فهمه القاصر للرسالة المحمدية وحركة التاريخ، وطريقة استدلاله التى تفتقد المنطق، ولا تحترم سياق الأحداث والظروف، عندما ظلم "بني" أمية، مرتين الأولى عندما اتهمهم بانتهاك التداول السلمى للسلطة وحق القبائل فى تقرير مصيرها وإتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأنساب، والثانية عندما "نصبهم" فى المقال، فجعلهم "مفعول بهم"، فى حين أنهم فى موقع "الفاعل" المرفوع بالواو لكونه ملحقا بجمع المذكر السالم.. لا عربي.. ولا إملاء.. ولا تاريخ .. ولا منطق، وهذا هو ملخص " فقاعات أبو الغار"، وله وليس لها، خالص الاحترام والتقدير !

بوكس‭  ‬الأسبوع

الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، ارتبط اسمها بنجاح تاريخى فى تنفيذ المبادرات الرئاسية فى قطاع الصحة، بداية من القضاء على فيروس سي، ونهاية بجهودها فى مواجهة فيروس كورونا، وتستطيع أن تكتب فى سيرتها الذاتية، ما يعجز عنه "عواجيز"، كل ما قدموه لمصر، مجرد "طق حنك"∪، لقضاء وقت الفراغ على المقهى السياسى!

مشاعر‭

فوجئت أن تلك الأبيات تملأ مواقع الإنترنت وصفحات فيسبوك، بدون اسم صاحبها، وهو الشاعر الصديق الرقيق عبد العزيز جويدة، وهو فى اعتقادى أرق وأشعر من أخيه الشاعر الكبير جداً فاروق جويدة، وعنوان القصيدة لماذا نحب؟ وتقول أبياتها: 

 ســـــلامٌ عليها التى عَلَّمَتْني      بـأنَّ الحياةَ سَــحابٌ يَمــُرْ

وجَنْبًا مـن العُمـــرِ ألقـاهُ حُلوًا     وجنبا مـــن العمــرِ ألقاهُ مُرْ

ســلامٌ عليهـــــا فلـــولا هــواهــــا     لَما كانَ فى العُمرِ شَيءٌ يَسُرْ