ستانلي وأبو السباع .. الاثنان كباري. الأول في الإسكندرية والثاني في القاهرة. انتشرت أخبار ستانلي الكوبري خلال احتفال شعب الإسكندرية بليلة رأس السنة. احتشد المئات على الكوبري الذي صار معلما من معالم عروس المتوسط. لم يأبهوا باحتمالات انتشار كورونا ولم يهتموا بالتباعد الاجتماعي وانغمسوا في احتفالاتهم ليعوضوا مدة سنة تقريبا قضوها في ذعر من الفيروس اللعين . لم يكن كوبري ستانلي موجودا قبل 20 عاما وبالتالي فهم معلم حديث لكنه صار في مقدمة معالم الثغر وأصبح موقعا لتصوير الأفلام والإعلانات واحتفالات الزفاف وركوب الحنطور , وتحول الكوبري الذي لا يزيد طوله على نصف كيلو متر إلى متنفس لأهالي الإسكندرية.
موقع الكوبري الفريد على خليج رائع زاد من متعة الأهالي في زيارته والتقاط الصور التذكارية بجانب أبراجه المميزة بالطراز الفلورنسي الذي بني به قصر المنتزه , وقد اكتسب الخليج والمنطقة الطالة عليه والكوبري اسم ستانلي من المستكشف الإنجليزي الذي اكتشف منابع النيل في بحيرة فيكتوريا بأوغندا وسمي الحي على اسمه تكريما له وقت أن كان الاحتلال الإنجليزي في مصر ولذلك سكن الحي الأوروبيون ومشاهير المجتمع المصري وقتها . كان وراء إنشاء الكوبري محمد عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية في بداية الألفية الحالية ويعد الكوبري عملا رائعا فقد سهل المرور في المنطقة وزاد من قيمة الحي وأتاح الفرصة للإطلال على البحر من مكان خلاب , فهو ليس مثل الكباري الأخرى مرتفعا بطريقة لا تسمح بالاستمتاع بقرب المياه, كما أن قربه من الشاطئ جعله كأنه جزء منه.
في القاهرة احتل كوبري قصر النيل ذات المكانة المحببة , فهو ممر راقي بين القاهرة ومنطقة الجزيرة التي تضم دار الأوبرا والنادي الأهلي وبرج الجزيرة وغيرها من الأماكن التي تتميز بها القاهرة والتي تعد من معالمها العريقة والجميلة . وقد سميته كوبري أبو السباع لأن على ضفتيه ينتصب أربعة سباع مهيبة وكأنها تحرسه. وقد بنى الكوبري الخديوي إسماعيل وسمي بقصر النيل لوجود معسكرات الإنجليز على الضفة الشرقية منه في نفس مكان مبنى الجامعة العربية حاليا .
وبسبب وجود هذه السباع على الكوبري الذي بناه إسماعيل , صار يطلق على كل من اسمه إسماعيل " أبو السباع " . يتميز الكوبري بإضاءته التي تعطي تأثيرا خلابا وقد صار ملتقى للأحبة من الشباب الذين يحرصون على أن تتضمن ذكرياتهم جولاتهم على كوبري قصر النيل . وبعد اختفاء نهر النيل بسبب المباني التي تقام عليه واختفاء بحر الإسكندرية بنسبة كبيرة , لم يعد أمام الشباب والأهالي سوى الكباري خاصة القريبة منها من مياه النهر أو البحر .
