«مودة».. محاولة حكومية لإيقاف نزيف الطلاق 

«مودة».. محاولة حكومية لإيقاف نزيف الطلاق 
«مودة».. محاولة حكومية لإيقاف نزيف الطلاق 

مديرة المشروع: نستهدف توعية الفئة العمرية من 18 إلى 25 عامًا.. ودربنا  100 ألف طالب وطالبة


الأعلى للجامعات اعتمده كمطلب للتخرج.. وشاب  تراجعت عن الطلاق بعد الحصول على المشورة 


كتب: حسام عبدالعظيم


«وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».. عارف يعني أيه أسرة، عارف يعني أيه مودة ورحمة، عارف يعني أيه مسئولية أطفال وتربية.. كثيرا ما يهرول الشباب للارتباط لمجرد الخوف من لفظ العنوسة أو الرغبة في الاستمتاع بكونه عروس، وأن الجميع سيحتفل به  قبل فوات قطار الزواج أو لاشتياقه لإنجاب طفل يناديه، ولكن هل بالفعل لديه العلم لكيفية بناء أسرة وتحمل مسئولية منزل، وهل تدرك الفتاة جيدا أن الزواج بيت يبني علي معايير مختلفة تماماً عن تدليل الآباء ، وهل يعلم الرجل أن الزواج ليس مجرد سيدة حسناء تلبي احتياجاته ؟!.


كثير من التساؤلات، أجابت عنها الإحصائيات المرعبة لنسب الطلاق في مصر، الشباب تتردد دائما ما على ألسنة المحيطين بهم بأنهم يحملون كافة الصفات الحميدة، ولكنهم لا يدروكون أن تلك الصفات ليست كفيلة بفتح منزل، فالسبب الأساسي للطلاق هو عدم القدرة علي إدارة العلاقة بين الطرفين وليس لسوء أخلاق أحداهم، وهو ما ادركته الحكومة وحاولت منظمات المجتمع المدني العمل عليه، عن طريق تنظيم دورات تأهيلية للشباب المقبلين على الزواج لتأهيلهم دينيا واجتماعيا وثقافيا وتوعيتهم بأهمية تكوين الأسرة وكيفية اختيار شريك الحياة، حيث اطلقت وزارة التضامن مشروع مودة لرفع وعي الشباب المقبل علي الزواج وبعض الجامعات وضعت الالتحاق بالتدريب بالبرنامج شرط التخرج ، "الأخبار المسائى" رصدت اهمية هذه البرامج ومدي نجاحها.


وفى هذا الصدد قالت الدكتورة راندا فارس مدير (مشروع مودة)، والحفاظ على كيان الأسرة المصرية بوزارة التضامن، إن فكرة المشروع كانت بناءً على تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي للحد من ارتفاع معدلات الطلاق، والمشروع يقدم مجموعة من الورش التدريبية لتأهيل الفتيات المقبلات على الزواج في مرحلة الخطوبة من قبل شبكه من أعضاء هيئة التدريس التى قمنا بتكوينها فى ثمانى جامعات، يتلقى خلالها المتدربون المحتوى العلمى للمشروع والذى يهتم بالجوانب النفسية والأبعاد الإجتماعية ومعايير اختيار شريك الحياة فضلا عن الجوانب الشرعية في الحياة الأسرية، وذلك لبناء شراكة تقوم على الحب والاحترام والمسؤولية، والتوعية بالشروط الواجب توافرها لبدء أولى خطوات الحياة الزوجية، لافتة إلى أن المشروع يستهدف الفئة العمرية من 18 إلى 25 عاما من طلبة الجامعات والمعاهد ووصلنا الى تدريب 100 ألف طالب وطالبة، كما  قمنا بالتنسيق مع وزارتى الدفاع والداخلية للوصول للمجندين وتأهيلهم وبالفعل قمنا بتدريب 40 الآلف مجند كما أطلقنا مبادرة مع وزارة الشباب والرياضة لكى نصل الى الشباب بكافة المناطق بـ25 محافظة، كذلك قمنا بتدريب 17000 من شباب الخدمة العامة.


وتابعت «فارس»: بعد توقف الجامعات  فى 15 مارس الماضي   بسبب كورونا، قمنا بعمل تدريبات تفاعليه «اون لاين» من خلال تطبيق zoom، والاستعانة بأعضاء هيئة التدريس لالقاء المحاضرات من خلال منصات التواصل الاجتماعي ، وبالتالى طورنا المحتوى التعليمى لكى يتناسب مع المستجدات الطارئة بما يتواكب مع الظروف المحيطة ، والتى شهدت  تفاعلا كبيرا  وصل الى 2 مليون 600 ألف شاب وفتاة، سجل منهم 140 ألف بنسبة 10% من المترددين على المنصة بهدف تقديم الإرشاد الأسري وفض المنازعات للتقليل من معدلات الطلاق.


وأوضحت أن هناك العديد من المميزات فى التواصل أون لاين مع الشباب من أهمها الوصول لعدد كبير جدا من الشباب فى آن واحد وفى جميع المناطق، كما قمنا بالتعاون مع صندوق تحيا مصر بالتواصل مع الأسر التى يتم دعمها من خلال الصندوق وتأهيلهم للحياة الأسرية الصحيحة، كذلك قمنا بالتواصل مع صندوق الادمان للتواصل مع جميع المتعافين وتأهيلهم أيضا لحياة أسرية سليمة.


واختتمت «فارس» المجلس الأعلى للجامعات اعتمد مشروع مودة كمتطلب تخرج بدءاً من العام الجامعى الحالى مثل التربية العسكرية.


أحمد علاء، مدرس رياضيات بمحافظة الفيوم، وأحد الحاصلين على كورسات مشروع( مودة) قال: أنا متزوج منذ 3 سنوات وبعد مرور عامين تزايدت وتيرة الخلافات الزوجية وأصبحت الحياة صعبة جدا، واتفقت انا وزوجتى على الطلاق، وفى ذات يوم نصحى أحد اقاربى طالب بكلية الآداب بالتواصل مع مشروع مودة وقام بالتسجل لى على موقع zoom  وبالفعل حضرت انا وزوجتى  أحدى الورش «اون لاين»، والتى تواصلنا خلالها مع أحد القائمين على الورشه وشرحنا له نقاط الخلاف وبدوره وضح لنا أخطاء كلا منا وتحسنت الأمور بيننا وأصبحنا نعيش حياة هادئة بعدما كنا ننوى الطلاق.

 


فيما أكدت الدكتورة جيهان الشرقاوي، رئيس مركز مصر والوطن العربى للوعى النفسى والأسرى، أن هناك تعاون كبير بين المجلس القومى للمرأة والعديد من الجامعات المصرية لتأهيل شباب الجامعات للزواج بشكل أسرى ونفسى فى مبادرة لرفع نسبة الوعى للحد من زيادة معدلات الطلاق التى تزايدت كالنار فى الهشيم فى الآونة الأخيرة .


وتابعت «الشرقاوى»: لقد تواصلنا الفترة الماضية لأكثر من 60  ألف أم مصرية من خلال مشروع أمهات مصر والوطن العربى  وذلك من أجل توعيه أولياء الأمور وحديثى الزواج بأهمية إعداد الأسرة وكيفية الحفاظ عليها وتأهيل أبنائهم للزواج وتربيتهم تربية  إيجابية، كما قمنا بالتواصل مع العديد من الجامعات المصرية  لتأهيل المقبلين على الزواج كذلك تواصلنا مع العديد من المدارس فى جميع المحافظات لتأهيل اولياء الأمور وتوعيتهم بضرورة الحفاظ  على الكيان الأسرى، كما قمنا بالتواصل مع قوات أمن المنوفيه وبالفعل عقدنا العديد من الدورات لتوعية المجندين وتأهيلهم للزواج.


وتابعت «الشرقاوى»: للأسف الشديد نسبة الطلاق فى محافظات الريف أصبحت أعلى من محافظات الحضر عكس السابق، وهذه ظاهرة غريبة خاصة وأن هذه المحافظات كانت أقل معدلات للطلاق، من أجل ذلك حولنا مبادرة «العنف ضد النساء» الى مبادرات لتأهيل الشباب  قبل الزواج وتوعيتهم بكيفية اختيار شريك الحياة.


وعددت «الشرقاوى» أسباب الطلاق وفق لما لأمسته خلال الدورات التأهيلية للشباب والاستماع لشكاوى الراغبين فى الانفصال ، وكان من ضمنها  الهروب من بيت العائلة أو الزواج من أجل الحب أو الهروب من الفقر بزواج رجل ثرى، أو من أجل العلاقة الزوجية، أو من أجل الانجاب، متابعة هذا يسمى زواج مشروط والذى تكون نتائجه بعد مرور عام أو عامين الطلاق أو الانفصال العاطفى أوالخرس الزوجى لأنه حقق الشرط المرغوب فيه، فضلا عن أن معظم السيدات تغاضوا عن مبدأ القوامة للرجل وجعلن لأنفسهن درجه مساوية لهن وهذه من أهم الأسباب التى ساهمت فى زيادة معدلات الطلاق، بجانب الفكر الخاطئ للاستقلالية عن الأهل والتى حولها البعض لقطع العلاقات أوالتدخل الخاطئ من قبل الأهل بين الزوجين.


وتابعت «الشرقاوى» قائلة: لابد أن يعلم الشباب أن الهدف الرئيسي من الزواج هو إعمار الأرض وتكوين أسره قائمة على المودة والرحمة، لذا يجب أن يكون الهدف طويل المدى ومتجدد  بمعنى أن الزواج لا يقتصر على الفستان الأبيض والفرح بل هذه أول نقطه لتحقيق الهدف وليس الوصول اليه، ومن هنا قدمت «الشرقاوى» العديد من النصائح  للشباب المقبلين على الزواج من أهمها معرفة السبب أو الدافع للزواج  وهدفهم من هذه الزيجة، فضلا عن أهمية اختيار شريك الحياة بالمواصفات التى تناسب الطرفين، كما أن هناك معايير للزواج الناجح  يجب توافرها، أولا القبول ثانيا الدين والأخلاق، ثالثا الكفاءه الفكرية والثقافية، رابعا تشابه العادات والتقاليد، خامساً يكون هناك تكافؤ اجتماعى.
وطالبت «الشرقاوى» بضرورة وضع شرط بعدم اتمام الزواج إلا بعد اجتياز دورة التأهيل الأسرى واختبار الزوجين فيها، للحد من ارتفاع معدلات الطلاق.

 

ومن جانبه قال الشيخ على القاضى مأذون بمحافظة القليوبية أن فكرة تأهيل الشباب قبل الزواج من خلال الورش والدورات التى يتم عقدها من قبل مشروع مودة التابع لوزارة التضامن الإجتماعى أو الدورات التى تعقدها منظمات المجتمع المدنى مثل مشروع أمهات مصر خطوة جيدة وستعمل على الحد من زيادة معدلات الطلاق التى باتت منتشرة فى الآونة الأخيرة، موضحا أن الشباب يفتقر للكثير من المعايير والأسس الصحيحة لتكوين الأسرة، ويحتاج لمن يرشدهم للمعنى الصحيح للأسرة، وكيفية تحمل المسئولية ومعرفة الواجبات الحقوق الواجبة على الطرفين ومن واقع تجربتي فالشباب بات يلجأ للطلاق بسهولة وعدم تقدير لانهيار أسرة.


ونصح «القاضى» الشباب والفتيات المقبلون على الزواج باختيار شريك الحياة بناء على خلقه والتزامه الدينى وعدم الأنسياق وراء الأهواء الشخصية أو الدنيوية والإبتعاد عن المظاهر الخادعة التى لا تبنى أسرة ولكنها تهدم مجتمع باكمله، متابعا الاسرة هى عماد المجتع.