الزيارة المهمة للوفد المصرى عالى المستوى إلى العاصمة الليبية «طرابلس» تمثل بلا شك تطوراً كبيراً فى جهود مصر لدعم نضال شعب ليبيا الشقيق من أجل الحل الذى لا بديل عنه، والذى يستعيد الدولة الليبية من الفوضى والدمار، ويضمن وحدتها، ويضع مستقبلها بيد أبناء ليبيا وحدهم دون تدخل أجنبى من قوى خارجية مازالت ترى فى استمرار المأساة الليبية مصلحة لها!
القلق التركى من أى خطوة تستهدف المصلحة الحقيقية لشعب ليبيا كان حاضراً! الرئيس التركى أردوغان سارع باستباق الزيارة بإرسال وزيردفاعه وقادة جيوشه فى مظاهرة مكشوفة لإثبات الحضور. النتيجة كانت مشهداً يمثل الفارق بين سياسة يحكمها الهوس العثمانلى والمطامع الاستثمارية من جانب، وسياسة مصرية لا تريد إلا خير ليبيا واستقرارها وأمنها الذى لا ينفصل عن أمن مصر.
لم يكن لدى وزير الدفاع التركى «خلوصى أكار» إلا حديث الحرب والتهديدات الاستفزازية لجيش ليبيا الوطنى ومن فوق أرض ليبيا التى أغرقها أردوغان بآلاف المرتزقة لتحقيق أطماعه على حساب ليبيا وشعبها.. بينما ـ على الجانب الآخر ـ كانت مصر تواصل جهدها من أجل التسوية السلمية للصراع فى ليبيا ومن أجل إزالة كل العقبات أمام حل الأزمة بتوافق كل الأطراف الليبية ولمصلحة شعبها وحده.
مصر لم ترع الإرهاب الإخوانى الداعشى كما فعل أردوغان، ولم تتحول إلى مقاول لتجنيد المرتزقة، أو طامع فى ثروات ليبيا، أو ساع لتحويلها إلى نقطة ارتكاز لأوهام عثمانلية تبحث عن المستحيل. مصر كانت على الدوام السند لشعب ليبيا الشقيق فى نضاله من أجل إنهاء المأساة التى يعيشها، ومصر لم تتأخر عن مساندة كل جهد من أجل الحل المطلوب والذى لن يكون إلا ليبيا، ولن يمر إلا عبر التسوية السياسية، ولن يكتمل إلا بإنهاء الوجود الأجنبى وتفكيك الميليشيات وطرد المرتزقة واجتثاث الإرهاب.
كان المشهد فى العاصمة الليبية «طرابلس» كاشفاً.. هناك من يريد تدمير فرص حل الأزمة الليبية جرياً وراء أوهامه العثمانلية وحماقاته الأردوغانية. وهناك من يبذل كل الجهد من أجل تحقيق التوافق بين كل الأطراف الوطنية الليبية لإكمال الطريق نحو الحل المنشود رغم صعوبة الطريق وجسامة التحديات.