فى الصميم

إردوغان وإسرائيل.. هل هناك أفضل؟

جـلال عـارف
جـلال عـارف

الرئيس التركى طيب إردوغان متلهف لتعزيز العلاقات بين بلاده واسرائيل. لم يترك الرجل المجال للتكهنات حول ما يبذله من جهود بهذا الشأن بل خرج بنفسه للتأكيد على أنه يسعى جاهداً من أجل علاقات أفضل مع اسرائيل من يسمع ذلك قد يتذكر بعض المواقف والتصريحات الإردوغانية التى تدعى العداء لإسرائيل والتى كان الجميع يعرف انها بلا معنى ولاقيمة(!!) وقد يتصور ان العلاقات التركية الاسرائيلية متوقفة أو حتى فى حدودها الدنيا.. لكن الحقيقة غير ذلك، واذا كان إردوغان قد أشار فى تصريحاته الاخيرة الى ان التنسيق الأمنى والمخابراتى بين الجانبين قوى ومستمر، فإن ما لم يشر إليه يؤكد ان التعاون بين الجانبين فى مختلف المجالات أكبر من كل التقديرات، وأنه يزداد قوة يوما بعد يوم!!
العلاقات الاقتصادية فى أفضل حالاتها، والتبادل التجارى يتسع ويتعمق وآفاق التعاون بين الجانبين تتسع وتقوى فى كافة المجالات.. من السياحة وحتى تجارة السلاح. ثم يبقى الأهم.. وهو أننا أمام سياسة تركية قادها «إردوغان» بهوسه العثمانلى الى طريق لم يستفد أحد منها قدر ما استفاد الكيان الصهيوني!!.
كل ما قام به «إردوغان» من تآمر على الدول العربية وتدخل فى شئونها وضرب لاستقرارها كان لمصلحة اسرائيل. وكل اصطفاف تركى الى جانب «الإخوان» وباقى الجماعات الإرهابية كان دعما لاسرائيل بقدر ما كان استنزافا للقوة العربية. وكل عبث تركى بأمن دول المنطقة انطلاقا من أوهام عثمانلية مريضة كان هدية مجانية لإسرائيل.
بعد كل هذا يتحدث إردوغان عن تلهفه إلى الافضل فى علاقاته مع اسرائيل (!!)..  يعرف إردوغان عمق الأزمة التى قاد اليها بلاده بسياساته الخرقاء  وأوهامه العثمانية، لكنه يسير فى نفس الطريق الخطأ بدلا من ان يبحث عن الافضل حقا لبلاده والمنطقة والعالم، وهو ان يعود الى الواقع ويوقف التدخل فى شئون الآخرين والتآمر عليهم وان يدرك ان التحالف مع الإرهاب (مهما اختلفت راياته) لن يكون ابدا الطريق الى الأفضل!!