كنيسة التجلي بـ«سانت كاترين».. تناغم معماري فني للفنون المسيحية والإسلامية

دير سانت كاترين
دير سانت كاترين

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن الإمبراطور جستنيان قام ببناء كنيسة العليقة الملتهبة التى كانت قد تهدمت وأدخلها ضمن كنيسته الكبرى التى أنشأها فى القرن السادس الميلادي وأطلق عليها إسم كنيسة القيامة ثم كنيسة التجلي التي بنيت بحجارة ضخمة من الجرانيت المنحوت، طول الكنيسة 40م وتشمل كنيسة العليقة المقدسة، وعرضها 19.20م وتشمل الكنائس الفرعية وأضيفت لها عدة توسيعات بعد ذلك.

ويضيف الدكتور ريحان أن كنيسة التجلي على طراز البازيليكا تتكون من  نارثكس أو نارتكس يتقدم البازيليكا من الغرب وقد أضيف فى العصر الفاطمي القرن 11م ونصل إلى مدخل النارثكس عن طريق درج هابط يؤدي إلى دخلة معقودة تقع على محور الكنيسة يزخرف الجزء العلوى منها رسوم مسيحية حديثة، وله باب خشبى من العصر الفاطمى القرن الحادى عشر الميلادى مكون من ضلفتين، وللنارثكس مدخل آخر فى الناحية الشمالية، ويغطى النارثكس سقف مسطح أقل ارتفاعًا من سقف الكنيسة وعلى جدرانه مجموعة من الأيقونات القديمة التى نجت من حرب الأيقونات فى القرن الثامن الميلادي.

ويشير الدكتور ريحان إلى وجود باب خشبي يعود إلى القرن السادس الميلادي من خشب الأرز اللبناني بالجدار الشرقى للنارثكس يؤدي إلى صالة البازيليكا مكون من أربع ضلف فى كل ضلفة سبع حشوات تواجه بعضها بشكل متبادل، ولقد وضعت بعمق داخل إطارات خشبية مزخرفة برسوم نباتات وعناقيد عنب وحيوانات وطيور مثل الطاووس واستخدم هذا الباب المركزى للرهبان أنفسهم أما الحجاج المسيحيون الذين كانوا يزورون الدير فى رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء فكانوا يدخلون من الباب الشمالى للكنيسة المؤدى إلى الجناح الشمالى، ثم يسيروا فى الجناح الشمالى تجاه الشرق إلى كنيسة العليقة الملتهبة ثم يعودوا إلى الجناح الجنوبى .

وينوه الدكتور ريحان إلى أعمدة صالة الكنيسة حيث أن العمود مصنوع من حجر واحد من الجرانيت، والعمودان الأخيران ناحية الشرق أكبر حجمًا من باقي الأعمدة وطليت هذه الأعمدة بطلاء غطى على ألوانها الطبيعية والأعمدة صناعة محلية قطعت من محاجر تبعد 20 كم عن الدير، والأعمدة بالجبس عدا  التيجان، والتيجان مختلفة بعضها تيجان كورنثية بأوراق عريضة وهى تشبه تيجان ذلك العصر وبخاصة أعمدة دير بأويط بأسيوط  وتحمل هذه الأعمدة عقودًا نصف دائرية يعلوها صف من النوافذ.

ويتابع بأن الأجنحة الجانبية تضاء بنوافذ مزدوجة، ويسقف الجناح الأوسط جمالون خشبي، والحزام الخشبي الذي يحمل هذا الجمالون من القرن السادس الميلادى وبه النقش الخاص ببناء الإمبراطور جستنيان للدير من أجل إحياء ذكرى زوجته ثيودورا، وتم تغطية هذا الحزام الخشبي بسقف مسطح فى القرن الثامن عشر الميلادى فى عهد كيرلس الثانى رئيس أساقفة كريت ويغطى الجناحان الجانبيان نصف جمالون مغطى من أعلى بصفائح الرصاص من القرن السادس الميلادى لا تزال بقاياه بالجزء الشرقى من الكنيسة وسقف الكنيسة من خشب السرو المتوفر بالمنطقة حول الدير والعوارض الخشبية القديمة مدهونة باللون الأحمر والذهبي ومحفورة برسوم حيوانات ونباتات  والأعمال الخشبية من أبواب وعوارض محفورة بمستوى عالى من المهارة الفنية نفذها حرفي غير محلي والمناخ الجاف حفظ لنا الأعمال الخشبية.

ويوضح الدكتور ريحان أن صالة الكنيسة تضم ثريا تتدلى من السقف مصنوعة فى القرن الثامن عشر الميلادى وأرضية الصالة من الرخام من القرن الثامن عشر الميلادى يشبه الموجود بالمساجد بالقاهرة  والأمبون «المنبر» الخاص بالكنيسة يلاصق العمود الثالث شمالًا أنشئ عام 1787م  وله درج حلزونى وحشوات خشبية مدهونة، أما كرسى المطران فيقع بجوار العمود الثالث جنوبًا ويعود إلى القرن الثامن عشر الميلادى والذى استبدل بالكرسى الأصلى الموجود بحنية الكنيسة، ويوجد شمعدانات من البرونز بالجناح الأوسط أهديت إلى الدير فى القرن الثامن عشر الميلادى.

شاهد ايضا :- «باب الحجاج» وحكاية الحج إلى الوادي المقدس طوي منذ القرن الرابع الميلادي