فى الصميم

«كمامة بير السلم»!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

وسط الجدل الذى لن ينقطع عن لقاحات «كورونا»، لا ينبغى مطلقاً أن نتهاون فى التمسك بما فى أيدينا بالفعل من وسائل المقاومة التى ستظل هى السلاح الأساسى فى وجه الوباء لشهور عديدة على الأقل.
ما يحدث الآن من متابعة دقيقة للموقف واستعداد لمواجهة كل الاحتمالات أمر طيب، وتصاعد لغة التحذير أمر مطلوب فى ظل ما تمر به دول الجوار فى أوروبا وباقى المنطقة. ولا ينبغى أن نترك ثغرات ينتج عنها ما يضاعف العبء أو يزيد المخاطر.
ومن هنا نرجو التأكيد على عدم استخدام وسائل الوقاية إلا من مصادر آمنة. أصحاب الضمائر الميتة - للأسف الشديد - لا يتورعون عن جرائمهم حتى فى ظل ظروف استثنائية مثل التى نمر بها - مع العالم كله - فى مواجهة الوباء. التشدد فى مواجهة «مصانع بير السلم» مطلوب جداً. أجهزة المراقبة تؤدى عملها، لكن العامل الأهم هو رفضك الشخصى للتعامل مع كمامات مجهولة المصدر تباع على الأرصفة، أو عبوات كحول مغشوشة قد يكون ضررها بالغ السوء.
ما يحدث من جرائم مصانع بير السلم هنا، وفى هذه الظروف، ليس فقط من جرائم الغش التجاري، لكنه يقترب من الشروع فى القتل الذى ينبغى أو يواجه بأشد العقاب. ما ينبغى أيضاً أن يواجه بتقديم كل التسهيلات لوصول وسائل الوقاية الشخصية للمواطن مستوفية لشروط السلامة وبأقل عبء مادى ممكن.
والتعاون هنا مطلوب لمصلحة الجميع. كل صاحب عمل عليه أن يدرك أن تكلفة توفير الكمامة والمطهر للعاملين والمتعاملين معه لا تقارن بتكلفة إجراءات أشد قد نضطر إليها كما فعلنا من قبل. العبء ثقيل علينا وعلى العالم كله وعلينا أن نتحمله معاً. مع بدء استخدام اللقاحات يؤكد العلماء أن آثارها الملموسة لن تظهر إلا بعد شهور عديدة ومع أخذ نسبة عالية من المواطنين للقاح. مازال الالتزام بوسائل الوقاية هو الأهم. لدينا - والحمدلله - كل الامكانيات لتوفير ما يلزمنا من هذه الوسائل الوقائية، فلا تتركوا أى ثغرة تتسلل منها كمامة بير السلم!!