الكلام المباح‫!‬

عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

أحمد سامح
أحمد سامح

كم مرة بكيت لأنك لم تستطع تحقيق هدف اعتبرت انه هدف عمرك ويمكن أن تتوقف الدنيا إذا لم يتحقق وبعدها اكتشفت ان لو تحقق هذا الهدف لكنت فى حال اسوأ مما كنت عليه.. وكم ندمت على فرص اتيحت لك ولم تستطع ان تنتهزها وضربت نفسك بالجزمة لانها فاتتك واكتشفت بعد العمر انها ان اصابتك لكانت نهايتك .
لعل القرآن عالج كل هذا فى آية بسيطة تقول (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) ومثال بسيط نضربه بهذه القصة الحقيقية لعل الناس تعرف قيمة الجهد والعرق بدلا من الامانى والاحلام التى لا تغنى ولا تشبع من جوع والقصة تقول :
● التحق شاب امريكى يدعى «والاس جونسون» بالعمل فى ورشة كبيرة لنشر الأخشاب وقضى الشاب فى هذه الورشة أحلى سنوات عمره، حيث كان شابا قويا قادرا على الأعمال الخشنة الصعبة،.. وحين بلغ سن الأربعين وكان فى كامل قوته وأصبح ذا شأن فى الورشة التى خدمها لسنوات طويلة فوجئ برئيسه فى العمل يبلغه أنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها نهائيا بلا عودة ....
● فى تلك اللحظة خرج الشاب إلى الشارع بلا هدف ، وبلا أمل، وتتابعت فى ذهنه صور الجهد الضائع الذى بذله على مدى سنوات عمره كله، فأحس بالأسف الشديد وأصابه الإحباط واليأس العميق ، وأحس كما قال: وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص فى أعماقها المظلمة المخيفة .
لقد أغلق فى وجهه باب الرزق الوحيد، وكانت قمة الإحباط لديه هى علمه أنه وزوجته لا يملكان مصدرا للرزق غير أجره البسيط من ورشة الأخشاب، ولم يكن يدرى ماذا يفعل!!
وذهب إلى البيت وأبلغ زوجته بما حدث ، فقالت له زوجته ماذا نفعل؟
فقال: سأرهن البيت الصغير الذى نعيش فيه، وسأعمل فى مهنة البناء.
■ وبالفعل كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما جهده، ثم توالت المشاريع الصغيرة وكثرت وأصبح متخصصا فى بناء المنازل الصغيرة ، وخلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل أصبح مليونيرا مشهورا.
إنه «والاس جونسون» الرجل الذى بنى سلسلة فنادق ( هوليدى إن ).. أنشأ عددا لا يحصى من الفنادق وبيوت الاستشفاء حول العالم.
يقول هذا الرجل فى مذكراته الشخصية :لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذى طردني، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لى، فَعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جدا ولم أفهم لماذا سمح الله بذلك، أما الآن فقد فهمت أن الله شاء أن يغلق فى وجهى بابا «ليفتح أمامى طريقا» أفضل لى ولأسرتى .
● دوما لا تظن أن أى فشل يمر بحياتك   نهاية لك.
● فقط فكر جيدا وتعامل مع معطيات حياتك، وابدأ من جديد بعد كل موقف.. فالحياة لا تستحق أن نموت حزنا عليها، لأنه باستطاعتنا أن نكون أفضل.