بعد فوز«مستقبل وطن» بالأكثرية..خبراء: وجود الأغلبية ضرورة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

خبراء: وجود الأغلبية ضرورة.. وانتهاء ظاهرة حزب السلطة أهم مكاسب «30» يونيه 


..ويؤكدون: قوف الرئيس على مسافة واحدة أثرى العملية الانتخابية

كتب | علاء الحلوانى - خالد عثمان


بعد حسمه للفوز بأغلبية المقاعد التي خصصت للنظام الفردي في محافظات المرحلة الأولى للانتخابات الحالية «الجيزة، الفيوم، الوادى الجديد، بنى سويف، المنيا، سوهاج، أسيوط، البحر الأحمر، قنا، أسوان، البحيرة، مطروح، الإسكندرية، الأقصر»، حيث فاز بجولة إعادة المرحلة بـ«56» مقعداً إضافة للمقاعد التى فاز بها فى الجولة الأولى للمرحلة نفسها وفوزه بما يقرب من 60% من المقاعد التي حسمت نتيجتها في الجولة الأولى للمرحلة الثانية التي انطلقت جولة الإعادة فيها اليوم فى «13» محافظة: «القاهرة، القليوبية، الدقهلية، الغربية، المنوفية، كفرالشيخ، الشرقية، دمياط، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، شمال سيناء، جنوب سيناء»، وينافس فيها على الفوز بأكثر من «70» مقعداً من إجمالي عدد مقاعد جولة الإعادة «100» مقعد، إضافة لحصده أيضاً لأكثر من 70% من المقاعد المخصصة لنظام القوائم المطلقة في القطاعات الأربعة: «الجيزة، الصعيد، القاهرة، ووسط وجنوب الدلتا، شرق الدلتا، غرب الدلتا»، وفى القائمة الوطنية التى يترأسها «من أجل مصر» وهو ما يؤكد فوزه بالأغلبية التى تمكنه من قيادة البرلمان دون الحاجة لتشكيل ائتلاف، كما حدث فى المجلس الحالى «دعم مصر».. «الأخبار المسائي» استطلعت رأى عدد من خبراء السياسة والقانون الدستورى عن أهمية وجود حزب للأغلبية وهل ستكون هناك حاجة لوجود ائتلاف سياسى داخل المجلس الجديد؟.

اقرأ أيضا| المصريون بنيوزيلندا ينتهون من طباعة بطاقتي الاقتراع بانتخابات النواب 

اللواء علاء عابد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن ورئيىس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب يرى أن وجود حزب للأغلبية يؤدى لزيادة فاعلية المجلس في جميع الجوانب التشريعية والرقابية وهو ما يضمن جودة الأداء البرلمانى بصفة عامة لصالح المواطن والصالح العام للدولة التى تواجه العديد من التحديات فى الوقت الراهن وفى مقدمتها التحديات الاقتصادية والخارجية، إضافة لمواجهة الجماعات الإرهابية والعمل على تحقيق آمال المواطنين وحل مشاكلهم، ويؤكد أن مسقبل وطن لا يمنانع فى وجود ائتلاف سياسى داخل المجلس على غرار ما قام بتكوينه قبل انتخابات مجلس الشيوخ والنواب الحالية من تحالف انتخابى بمشاركة «12» حزباً من جميع الأطياف السياسية، وأشار نائب رئيس مستقبل وطن لاختلاف التحالف السياسى البرلمانى الذى يعبر عن رؤية شاملة للعمل داخل المجلس والتحالف الانتخابى الذى يهدف للتنسيق الانتخابى فقط.
ويؤكد النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل، أهمية وجود تحالف سياسى داخل البرلمان بغرفتيه فى المرحلة الحالية التى تحتاج لتوحيد الجهود والتنسيق فى جميع القضايا التى تهم الدولة والمواطنين عكس ما قبل أحداث «يناير 2011» التى كانت تتطلب وجود حزب للأغلبية دون مشاركة أى تحالفات.
ويؤكد اللواء صلاح أبوهميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى ونائب رئيس ائتلاف مصر، على أهمية وجود أغلبية داخل البرلمان سواء كان حزباً لفرد أو تحالفاً يضم عدداً من الأحزاب والمستقلين، كما هو الحال فى ائتلاف دعم مصر فى البرلمان الحالى، مشيراً إلى أن ذلك يحقق الصالح العام للدولة بشكل أفضل نتيجة اللجان والخبراء الموجودين فى الأحزاب الكبيرة تمد النواب بمشروعات القوانين والاقتراحات قبل منافشتها فى المجلس.
الدكتور أيمن الزينى، أستاذ القانون الدستورى بجامعة طنطا، قال إنه منذ بداية التحول من النظام الملكي إلى النظام الجمهورى، لم تعرف الساحة السياسية في مصر حزباً للأغلبية، بل عرفت حزب السلطة فقط، والفرق بين المفهومين كبير جداً، فحزب السلطة، كما واضح من اسمه تشكله السلطة الحاكمة، وتفرضه على الشعب، وتطلق يده فى الاستحواذ على مقاعد البرلمان بالطرق التى كانت تتم فى السابق.
وبعد اكتشف الشعب أنه خرج من حفرة إلى دحديرة الإخوان، ووقع فى قبضة حزب سلطة أخرى «الحرية والعدالة» بمواصفات أخرى تختلف عن حزب السلطة السابق الذى كان يعبث فى الانتخابات عن طريق توجيه الدعوة إلى الموتى والمسافرين والمحرومين من ممارسة الحقوق السياسية للإدلاء بأصواتهم، ويقوم بإلقاء الصناديق التى تضم أغلبية الأصوات للمرشحين المنافسين فى الترعة، قضاء وقدر، حزب السلطة اللاحق الإخوانى لعب على مرحلة النقاهة التى كانت تمر بها الدولة، وطبق دعاية الجنة والنار، وغزوة الصناديق، وتغريق الشوارع بالسكر والزيت والإرهاب، حتي حصل على النسبة الأكبر من الأصوات فى الانتخابات البرلمانية، ومارس نفس الدعاية فى الانتخابات الرئاسية، واكتشف الشعب أن حزب الحرية والعدالة الذى حاولت الفئة الحاكمة الجديدة فرضه كحزب سلطة هو حزب إرهابى، يضم مجموعة من الخونة الذين لا يصلحون للحكم.
ويضيف الزينى أن الشعب خلال فترة الإرهابية اكتشف أن مصر كبيرة على هؤلاء الذين كانوا أداة فى يد أجهزة خارجية كانت تخطط لتقسيم مصر، ومنح السلطة الإخوانية الحاكمة قطعة على شكل إمارة يمارسون من خلالها طقوسهم فى ممارسة التبويس والتدريب على إعداد فتة الكوارع والتسبيح بحمد شيخ القبيلة والعشيرة، وعندما اكتشف الشعب أن مصر ذاهبة إلى المجهول مع هؤلاء الفشلة الذين دخلوا فى حرب مع الآثار والمساجد والكنائس وحاولوا ضرب الوحدة الوطنية، ثار على حكم الفاشية وقام بثورة 30 يونيه التى ساندها الجيش المصرى، وبعد فترة انتقالية استردت مصر برلمانها من خلال انتخابات محايدة أشرفت عليها الهيئة الوطنية للانتخابات التى يديرها قاض جليل محايد فى تطبيق القانون دون تحيز لفريق ضد الآخر، وكان الفيصل فى هذه الانتخابات هو رأى الناخب فى الصندوق دون أى تدخل أو توجيه أو ضغط، واختارت دولة 30 يونيه رئيسها الذى منحه الشعب ثقته فى انتخابات نزيهة، تضمن خطاب التعارف الذى ألقاه الرئيس السيسى على الشعب أنه ليس له حزب، حزبه هو الشعب المصرى، ولا يرغب فى أن يكون له حزب سياسى، وأنه يقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب السياسية. 
وقال نحن فى حاجة فعلاً إلى حزب أغلبية يساند الدولة، وينحاز إلى القضايا التى تطرحها الحكومة تحت قبة البرلمان، كما يساند إدارة البرلمان فى تمرير مشروعات القوانين. وجود أغلبية ومعارضة تحت قبة البرلمان يحقق مصلحة الوطن والمواطن، ويخدم الدولة خارجياً، ويخفف الأعباء الملقاة على كاهل السلطة التنفيذية، ويقدم صورة حقيقية عن البرلمان ترضى رجل الشارع، وتجعله يثق بنوابه، عندما تطرح القضايا تحت القبة، ويكون فيها الرأى للجميع، والقرار للأغلبية تتحقق الديمقراطية بمعناها المطلوب.