قلب مفتوح

سائرون نحو الكارثة!

هشام عطية
هشام عطية

أشعر بانقباض شديد فى قلبى وأحاول دائما مقاومة يأس يزحف إلى صدرى كلما فكرت فى الشرور المستطيرة التى تنتظر هذا الوطن إذا ظل هذا التعصب بين مشجعى كرة القدم خاصة الأهلى والزمالك والذى تجاوز حدود الجنون.
معارك ضارية ووصلات للتنابذ والتحفيل تتخذ من السوشيال ميديا ساحة لها تشتعل نيرانها عقب هزيمة أحد الفريقين تورث الحقد والبغضاء فى النفوس مع اشتداد وطيسها تشعر بأنها حرب بين شعبين بينهما عداء تاريخى لا يزول.
معارك المجنونة المستديرة أضحت تكرس القبح بكل أشكاله بين أبناء الوطن تستخدم فيها كل الأسلحة غير المشروعة بداية من الخوض فى الأعراض والعنصرية والتنمر وصولا إلى إهدار لكل القيم والإنسانيات تبث الفرقة والانقسام بين المصريين وربما نجحت فى بعض الأحيان فيما فشل فيه أعداء الوطن - الجماعة الإرهابية وأعوانها - فى إشعال احتراب داخلى بين المصريين.. الوضع بعد أحداث مباراة القرن بين الأهلى والزمالك أصبح شديد الخطورة فالرياضة التى كنا نظن فيها نجاتنا من التفكك والانقسام أضحت طريقنا المشئوم نحو هلاكنا!!
لا أدرى لماذا تتحرك الدولة على خجل وهى تخرس الألسنة المعوجة لبعض عناصر اللعبة الشعبية التى تملأ الدنيا ضجيجا وتشحن الصدور بالضغائن وتحرض الجماهير ضد بعضها لإخفاء جرائمها وفشلها أو لتحقيق مصالح انتخابية ضيقة؟!
كيف تترك الدولة صفحات الفيس بوك فى يد الصبية والموتورين سيفا معلقا بشعرة يمكن أن يغتال سمعة الأبرياء ويلصق بهم أبشع الاتهامات وترميهم بأقذع الألفاظ؟!
لماذا لا تفعل الدولة المادة ١٩ من قانون تنظيم الصحافة والإعلام وتقضى على فوضى السوشيال ميديا وتغلق المواقع والصفحات التى تنشر أخبارا كاذبة تحض على العنف والكراهية والعنصرية؟!
أحداث دموية مروعة شهدتها كل ملاعب العالم بسبب التعصب الأعمى ومذبحة ستاد بورسعيد ليست منا ببعيد، إذا استمرت هذه الفوضى فإننا نحو كارثة جديدة سائرون خاصة فى ظل جيل رضع من فوضى أحداث يناير حتى الشبع حفظ عن ظهر قلب قاموس بذاءات الثوار والنشطاء وتربى وجدانه على أغانى المهرجانات المدمرة وأفلام بلطجة محمد رمضان!!