أهم محطات «العلاقات الأثرية» بين مصر و فرنسا

 المسلة الفرعونية منتصبة في ساحة الكونكورد الباريسية
المسلة الفرعونية منتصبة في ساحة الكونكورد الباريسية

يربط مصر و فرنسا علاقات أثرية قوية عبر السنين، حيث تعتبر مصر من أهم الوجهات السياحية لفرنسا بسبب عشق الفرنسيون للحضارة الفرعونية القديمة.
و في هذا الصدد يقول الباحث الاثري مجدي شاكر ، أن الفرنسيين من أشد عاشقى الحضارة المصرية حيث بدأت مع (الحملات الصليبية) السابعة وحملة لويس التاسع عام ١٢٤٩ وأسره بعد هزيمته في المنصورة ثم حملة نابليون بونابرت التي أحتلت مصر ثمانية وثلاثين شهراً لكنها تركت أثارا يصعب محوها، حيث أصبح لفرنسا دور كبير في مصر بعدما ساعدت محمد على في تأسيس مصر الحديثة حيث أسس سليمان باشا الفرنساوي جيش مصر الحديثة وكلوت بك مدرسة الطب وأرسل محمد على كثير من الطلاب وخاصة رفاعة الطهطاوى للدراسة في فرنسا.

اقرأ أيضا| «هيجيب الديب من ديله».. قصة قصيدة «الفاجومي» في هجاء رئيس فرنسا الراحل

 وكشف أحد ضباط الحملة حجر رشيد الذي كان الأساس الذي ساعد شامبليون الفرنسي في فك رموز الكتابة المصرية القديمة ١٨٢٢ وتأسس أول كرسي لدراسة علم المصريات في الكوليج دي فرانس الذي أنشأه شامبليون 1831ويدرس علم المصريات الآن في سبع جامعات فرنسية.
وأهدى محمد على إحدى مسلات معبد الأقصر لنصبها في ميدان الكونكورد فى باريس وكتاب وصف مصر الذي رسم به معظم الآثار الموجودة بمصر وقيام الفنان فيفان دنيون برسم كثير من النقوش في وادى الملوك وغيرها وأصدر كثيرا من الكتب عن حضارتنا مما لفت نظر العالم لذلك الكنز التاريخي خاصة بعد كتاب وصف مصر وكتاب دنيون (رحلة).
وانتقلت فرنسا من الهوس بمصر إلى علم المصريات ودراسة مصر القديمة وكان أثاث قصور الطبقة البرجوازية الفرنسية تشكل بالطريقة الفرعونية وخاصة شكل أبو الهول، حيث قام ماريت باشا الفرنسي بتأسيس مصلحة الآثار المصرية واكتشاف السرابيوم وأنشأ متحف القاهرة الذي دفن في حديقته وقام فرديناند ديلسبس بوضع وتنفيذ مشروع قناة السويس ولا ننسى تأسيس مدارس الليسيه والجيزويت والفرير في مصر التي كان لهم الفضل في نشر اللغة والثقافة الفرنسية وعندما شرع الخديو إسماعيل في تطوير القاهرة استلهم النموذج الفرنسي في القاهرة الخديوية وكذلك في الإسماعيلية التي لقبت بباريس الصغرى.
دور «فرنسا» فى حملة «أنقاذ أثار النوبة»
يعد متحف اللوفر في باريس ثانى متحف يمتلك آثار مصرية في العالم بعد المتحف المصري ولا ننسى رحلة مومياء الفرعون رمسيس الثاني لباريس في رحلة علاجه وهناك أربعون بعثة فرنسية تعمل في مصر في جميع انحائها وهناك المعهد الفرنسى للآثار الشرقية في الكرنك ومركز البحوث في معبد الرمسيوم ووادى الملكات ومقبرة رمسيس الثاني، ومما يؤكد الولع الفرنسي بمصر أنه في عام ١٩٩٤ استقبل معرض بعنوان «الهوس بمصر» في متحف اللوفر أكثر من ٢٠٤ آلاف زائر.
تعد فرنسا أهم الشركاء لمصر في مجال الآثار، إذ تعمل أكثر من أربعون بعثة في عدة مواقع حفائر وترميم في شتى أنحاء البلاد، من الساحل السكندري إلى صعيد مصر وحتى سواحل البحر الأحمر بالصحراء.
وفي فرنسا ما يقرب من 52 ألف قطعة آثار مصرية، موجودة في متحف االلوفر   ويوجد ثلاثة معاهد علمية فرنسية في مصر المعهد الفرنسي للآثار الشرقية IFAO، هو جزء من شبكة المدارس الفرنسية في الخارج، وهو يقع تحت رعاية وزارة التربية والتعليم الفرنسية، وتتمثل مهمته في دراسة الحضارات المصرية، منذ ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث، ويضم نطاق عمله «وادي النيل، والدلتا، والواحات، والصحراء الشرقية والغربية، وسيناء، والبحر الأحمر»، والمركز الفرنسي المصري لدراسة معبد الكرنك CFEETK، ومركز الدراسات السكندرية CEAlex.
ومن أهم الأكتشافات :-
بدأ ماريت حفائرة فى 1850وأكتشف أعظم أكتشاف وهو معبد السرابيوم فى سقارة عام 1851وهو أعظم أكتشاف في مصر وظل يكشف حتى بلغت أكتشافاته سبعة آلاف أثر وفى 1859أكتشف مقبرة الملكة إعح حتب وفيها المومياء والحلى الذهبيه
في عام 1881، أشرف ماسبيرو على كشف ونقل خبيئة الدير البحرى التى عثر فيها على تسع وعشرون مومياء أهمها مومياء رمسيس الثانى وأنشأ المعهد الفرنسي الآثار الشرقية وأفتتح.
وفي عام 1898، أكتشف الأثارى الفرنسي لوريه مقبرة الملك أمنحتب الثانى رقم 35 فى وادى  الملوك وأكتشف بها خبيئة مكونة من تسع مومياوات ملكية.
وفي عام 1905، أكتشف ليجران فى أرضية الصرح السابع فى معبد الكرنك فى الأقصر على خبيئة بها 751تمثال ولوحات صغيرة من الحجر وحوالى 17000تمثال صغير من البرونز للمعبودات.
وفي عام 1917، بدأ المعهد الفرنسي الآثار الشرقية حفائرة فى منطقة دير المدينة في الأقصر وكشف عن معظم مقابر دير المدينة قرية العمال الذين شيدوا مقابر وادى الملوك  ومازال حتى الأن.
وفي عام 1920، كشف لففر عن مقبرة بيتوزيريس في تونا الجبل فى المنيا.
وفي عام 1939، أكتشف مونتيه مقابر ملوك الأسرة الحادية والعشرين والثانية والعشرين فى منطقة تانيس (صان الحجر )فى محافظة الشرقية حيث كنوز تانيس والفرعون الفضى وهى توازى كنوز مقبرة توت.
وفي عام 1980، عمل الفرنسى ألن زيفى عمله فى سقارة فى منطقة. بوابات القطط حيث كشف 23مقبرة أهممها مقبرة عبريا.
ومن أوئل البعثات في مصر أكتشاف آثار غارقة تحت الماء إلى أوائل القرن العشرين، منذ عام 1910، حينما كُلف مهندس الموانئ الفرنسي "جونديه" Jondet بإجراء توسعات في ميناء الأسكندرية الغربي حيث اكتشف منشآت تحت الماء تشبه أرصفة المواني غرب جزيرة فاروس.
وفي عام 1933، لعبت الصدفة دورًا في اكتشاف أول موقع للآثار الغارقة في مصر، وذلك في خليج أبي قير شرقي الإسكندرية، حيث قامت البحرية الفرنسية بالتعاون مع هيئة الآثار بدراسة موقع غرق أسطول نابليون وانتشال بعض مخلفاته. كما تم تحديد موقع السفينة "باتريوت".
ومع بداية التسعينيات توافدت البعثات الأجنبية المهتمة، وبدأت العمل في البحث والتنقيب عن الآثار الغارقة في مصر، ويعد موقع قلعة "قايتباي" من أهم مواقع تلك الآثار.
كما تم‏ ‏الكشف عن ‏مجموعة‏ ‏كبيرة‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الآثار ‏في‏ ‏مدينة‏ "‏هيرا‏كليون"‏ ‏الغارقة‏ ‏والتي‏ ‏اكتُشفت‏ ‏عام  2000‏ بواسطة المستكشف‏ ‏الفرنسي‏ "‏فرانك‏ ‏جوديو "‏Franck Goddio ، ‏وكذلك في منطقة شرق‏ ‏كانوبس‏ ‏التي‏ ‏اكتشفها‏ ‏جزئيًّا‏ ‏عمر‏ ‏طوسون‏ ‏عام‏ 1934، ثم أعادت بعثة المعهد الأوروبي اكتشاف الموقع.
أما أسطول "نابليون" الغارق في قاع خليج أبي قير، فقد حدد "أبو السعادات" سبعة مواقع لسفن الأسطول قرب جزيرة نيلسون عام 1966، وانضمت له البعثة الفرنسية "بونابرت" بقيادة "جاك دوما" في عام 1983.
وقد قامت البعثة بمشاركة البحرية الفرنسية والمصرية بانتشال مجموعة كبيرة من حطام الأسطول.
وفي موقع وادي الجرف عثرت البعثة الفرنسية عن أربعة مكونات رئيسية أهمها مجموعة من المغارات الكبيرة المنحوتة في الصخر على مسافة ٥ كم من الساحل استخدمت كمخازن للبعثات التي كانت ترسل إلى الصحراء الشرقية وسيناء وربما إلى أبعد من ذلك كما كان في العين السخنة ومرسى جواسيس، حيث عثر بها على أجزاء خشبية وبقايا منسوجات وحبال وأخشاب من لبنان؛ وهو ما يشير إلى وجود سفن مفككة داخل تلك الكهوف.
وكشفت البعثة الفرنسية عن بردية هى أهم اكتشاف أثرى فى القرن ٢١ وهى بردية وادى الجرف ، على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الزعفرانة وليس بعيدًا عن مدينة السويس، داخل ميناء معروف باسم ميناء الملك خوفو ويتحدث رئيس العمال «مرر» فى هذه البردية عن الفريق الذى كان يعمل معه وبلغ عدد أفراده 40 عاملاً، وقد ذهبوا إلى طرة الشمالية وطرة الجنوبية لقطع الأحجار التى كانت تُستعمل فى كساء الهرم، ويشرح لنا «مرر» طريقة نقل الأحجار من المحجر إلى مراكب ضخمة، ونقل الأحجار عبر نهر النيل، وكان هناك فرع آخر حفره الفراعنة غرب النيل؛ وذلك كى تكون المياه قريبة 
وفى البر الغربي في الأقصر قامت البعثة الفرنسية والتي تعمل من التسعينات في منطقة دير المدينة ووادي الملكات وفي معبد الرمسيوم بقيادة كرستيان لوبلا حيث أعاد شكل معبد الرمسيوم وأقام كثير من المنشأت والقصر الملكى وأكتشاف مقبرة كاروماما الكاهنة الألهية وترميم في مقبرة رمسيس الثانى في وادي الملوك.