حكايات| لإخفاء التجاعيد.. ملكة تستحم بدماء 600 عذراء

لإخفاء التجاعيد.. ملكة تستحم بدماء 600 عذراء
لإخفاء التجاعيد.. ملكة تستحم بدماء 600 عذراء

قوام ممشوق، وجه حسن، أصل نبيل وثروة طائلة، كلها عوامل كونت أيقونة الأنوثة الطاغية وقتها إليزابيث باثوري، تلك الأنوثة التي ستقودها حلم الاحتفاظ بها إلى قتل قرابة الـ650 فتاة عذراء، والاستحمام بدمائهن أحيانا.

 

كانت واحدة من أفراد الأسرة الحاكمة في القرن السادس عشر على ما نعرفه الآن بدول المجر وسلوفاكيا وبولندا، عاشت  طفولتها مدللة إلا أنها فترة لم تخل من مشاهدة الدماء ومعاينته نظرا لتاريخ عائلتها الوحشي، ففي أحد حفلاتهم هاجم مجموعة من الغجر القصر فاختبأت ابنة الست سنوات حينها في أحد الغرف، وفي الصباح اليوم التالي رأت أشخاصا يتم قتلهم بطريقة بشعة أمام أعينها.

وبعد تلك الليلة بثلاث سنوات اشتعلت ثورة المزارعين والقرويين على أهلها، واغتصبوا الأخت الكبرى لإليزابيث وقتلوها أمام أعينها، ومع إخماد الثورة أرادت أن تشفي غليلها بالانتقام لأختها أمام أعينها فشاهدت حلقات تعذيب المزارعين وقتلهم. 

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «بئر الأمنيات» كرامات مذهلة وأساطير غامضة لسر العملات المعدنية

 

العنف والانتقام هما من حركا إليزابيث خلال عمرها بعد ذلك، فتلك الطفلة التي بكت لعذاب الغجر يومًا، قررت أن تقتل العذارى لتجديد شبابها والاحتفاظ بأنوثتها دائما، فبعد زواجها وهي بعمر الـ 15 عاما، شيد زوجها الكونت فرنسيس ناداستي قصرا لها على سفح الجبل بسلوفكيا، ونظرا لانشغاله بحروبه مع الأتراك كانت إليزابيث بمثابة الحاكم الفعلي لتلك المقاطعة. 

 

ولم ينه الزواج عقدة الدم لديها بل زادها بأن علمها الكونت المفتون بها أساليب تعذيب وقتل جديد للأسرى ولاحظ متعتها.

 

ومع اقتراب إليزابيث من سن الـ45 وجدت أن السن يقهر أنوثتها، فاستشارت الأطباء لإخفاء التجاعيد التي بدأت في طمس ملامحها لكنهم فشلوا، فنصحتها إحدى الساحرات بالاستحمام بدم فتاة عذراء، فبدأت بإحدى خادماتها واقتنعت أن جلدها اكتسب نعومة غير مسبوقة، فاستمرت على أفعالها لعشر سنوات كاملة قتلت خلالهم قرابة الـ 600 فتاة من الخادمات والقرويين. 

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «أبناء القمر» يعيشون بالظلام.. والشمس تعذبهم

 

شعرت الكونتيسة إليزابيث أن الدماء لم تعد تجدي نفعا وطالبت ساحرتها بحل بديل فما كان منها إلا أن تطلب منها ما سلمها في أيدي الإمبراطور في النهاية، بعدما اقترحت أن تستبدل فتيات القرية بعذارى من العائلات ذات الأصل النبيل والعائلة المالكة، وخلف جنون الاحتفاظ بالشباب قتلت إليزابيث 25 من بنات تلك العائلات.

 

تسرب الخبر للإمبراطور الحاكم فأمر جنوده باقتحام قلعة إليزابيث لاسيما بعد توصية ابن عمها الكونت «جورجي ثورزو» والذي كان يحكم إقطاعيات مجاورة لها وطمع فيما تملكه، وبتنفيذ الأمر وجد الجنود إحدى الفتيات معلقة تحتها مسبح يحوي دمائها، ليكتشف سر كونتيسة الدم إليزابيث باثوري بعد الاستحمام بدماء قرابة الـ 650 عذراء.

 

 

وتختلف الروايات التاريخية حول مصير ملكة الدم بين أنها أعدمت بعد محاكمتها أو أنها سجنت مدى الحياة في غرفة صغيرة وماتت بعد 3 سنوات، لكن المؤكد أن تلك القلعة التي ضمت أفظع جرائم القتل عبر التاريخ حولتها سلوفاكيا قبل سنوات لمتحف سياحي يزوره الملايين سنويا.