عجلات حربية تتقدم موكب الفراعنة.. التحرير يستعد لوداع المومياوات الملكية

 استعدادات لنقل المومياوات من متحف التحرير
استعدادات لنقل المومياوات من متحف التحرير

قريبا ينطلق الموكب الملكي، ربما تأخرت الرحلة عن موعدها بعض الوقت، لكن العالم يترقبها بشوق، حتى بعد إعلان وزارة السياحة والآثار أنها لن تتم بعد غد الجمعة. غير أن الحدث الاستثنائي الذي يُنتظر أن تشهده القاهرة قريباً محل ترقب الملايين، ممن ينتظرون بشغف متابعة انتقال 22 مومياء ملكية من المتحف المصري إلى المتحف القومي للحضارة، في مسار تم إعداده بعناية لتكون الرحلة آمنة من التحرير إلى الفسطاط، وينتظر أن تعيد إلى الأذهان ذكريات نقل تمثال رمسيس قبل سنوات إلى المتحف المصري الكبير، وسهر أهالي القاهرة حتى الصباح ليتابعوا موكبه، مع ملايين شاهدوه عبر الشاشات على مستوى العالم.

استعدادات وإجراءات مُكثفة شهدتها العاصمة، لتليق بعظمة ملوك وملكات الفراعنة، ومومياواتهم التي ترجع إلى عصر الأسر الـ17، و18، و19، و20، و22، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، هم: سقنن رع، مريت آمون، امنحتب الأول، تحتمس الأول، الملكة تى، تحتمس الثانى، تحتمس الثالث، امنحتب الثانى، امنحتب الثالث، حتشبسوت، أحمس، نفرتارى، ست كامس، سبتاح، رمسيس الثاني، سيتى الأول، سيتى الثانى، رمسيس الثالث، والرابع، والخامس، والسادس، والتاسع.

وكان متحف الحضارة قد استقبل ١٧ تابوتاً ملكياً في يوليو الماضي، لترميمها وتجهيزها للعرض، استعداداً لاستقبال هذه المومياوات. وأكد د. خالد العناني وزير السياحة والآثار الانتهاء من تجهيز قاعة «المومياوات الملكية» بمتحف الحضارة.

وأضاف الوزير أنه سيتم تجميع مومياوات الأسرة الواحدة معاً، وعرضها بطريقة فريدة مصحوبة بشاشات عرض تفاعلية، و«هولوجرام» ثلاثي الأبعاد.. كما سيتم أيضاً افتتاح قاعة العرض المركزي بمتحف الحضارة، التي ستُعرض بها القطع الأثرية من جميع العصور المصرية المختلفة بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث.

بروفات نقل المومياوات


وأعدت وزارة السياحة والآثار زياً مصرياً فرعونياً يرتديه الأفراد المرافقون للموكب، كما تم تصنيع عجلات حربية مُشابهة لتلك التي كانت مستخدمة في الحقبة الفرعونية، وسوف يتم عزف مقطوعات موسيقية، بالإضافة إلى توحيد لون دهانات العمارات الواقعة وتجميل الشوارع والميادين في طريق السير لنقل المومياوات، ليخرج الحدث أمام العالم بشكل راق يليق بعظمة الحضارة المصرية القديمة.

كما قامت الوزارة بالتنسيق مع الشركة المُنفذة للاحتفالية وعدد من الجهات المعنية، بتنفيذ عدد من البروفات شاركت فيها 22 عربة مُصفحة تقوم كل منها بنقل مومياء، والعجلات الحربية، والخيول التى ستجرها.

المسار

من المُقرر أن ينطلق مسار الموكب الفرعوني من ميدان التحرير مرورًا بطريق كورنيش النيل، إلى قصر العيني، حتى متحف الحضارة بالفسطاط. وقد تم رفع كفاءة شوارع المسار بشكل يليق بالحدث العالمي، الذي يشهده عدد كبير من كبار المسئولين والشخصيات العامة حول العالم.. كما تم تجميل الحوائط الخرسانية الموجودة في أماكن مُتفرقة على طول الطريق بواسطة طلاب وأساتذة كليات الفنون الجميلة، والفنون التطبيقية، والتربية الفنية، برسم جداريات فنية، تعتمد فكرة تصميمها على توثيق تراث الحضارة المصرية القديمة، بكل ما تحمله من أصول فنية، ومعان رمزية، وتعبيرية، بأسلوب فني حديث يتماشى مع مجتمعنا المصري المُعاصر، لإخراج ذلك الحدث العالمي بشكل يليق بعظمة الأجداد وعراقة الحضارة المصرية المتفردة في موكب مهيب.

كما استعد ميدان التحرير بأعمال تطوير للميدان بالكامل، لتتوسطه مسلة «رمسيس الثاني» المنقولة من «صان الحجر» بالشرقية، وحولها تماثيل الكِباش الأربعة القادمة من الأقصر، وتتكون من جسد أسد، ورأس كبش وهو الرمز المقدس للمعبود الشهير «آمون رع»، يبلغ وزن المنحوتة الواحدة «الكبش» نحو ٥.٥ طن.

إحياء بحيرة عين الصيرة

وفي نقلة نوعية كبرى تمت إعادة إحياء بحيرة «عين الصيرة» التي يقع على ضفافها متحف الحضارة بالفسطاط، ويُطل عليها بواجهة المطعم والكافتيريا بالدور الأول والثاني بمبنى الاستقبال، والذي يسمح للجمهور بدخوله «مجاناً»، وقد شهدت البحيرة أعمال تكريك وتطهير، وإنشاء جزيرة صناعية بداخلها وزراعتها بالنخيل، وإقامة نافورات، كما تمت إقامة كورنيش وممشى سياحي حول البحيرة، وبعض الأنشطة الترفيهية مثل المطاعم والكافتيريات، وذلك لتشغيل أنشطة الخدمات للزائرين.