تقديرات إسرائيلية: لماذا اغتيال زادة الآن؟ وكيف ترد طهران؟

نتانياهو فى العرض الذى كشف فيه عن زاده عام 2018
نتانياهو فى العرض الذى كشف فيه عن زاده عام 2018

باغتيال «أبو البرنامج النووي الإيراني» يوم الجمعة الماضي، لحق العالم النووى محسن فخري زاده بمصير سبعة علماء نووين إيرانيين على الأقل تم اغتيالهم منذ 2007 حتى الآن، اغتيل أربعة منهم في الفترة بين عامي 2010 و2012 (مسعود المحمدي، ماجد شهرياري، داريوش رضائي نجاد، ومصطفى أحمدي روشان)، بينما أصيب عالم آخر في محاولة اغتيال هو فريدون عباسي. وتسجل وكالة ستارفور الاستخبارية الأمريكية الخاصة، تسميم الموساد عالما إيرانيا خامسا عام 2007 بينما في يناير 2015 قالت السلطات الإيرانية إنها أحبطت محاولة أخرى للموساد لاغتيال عالم نووى إيراني. لكنها لم تورد تفاصيل.

ويأتي اغتيال زاده ضمن حلقة جديدة في سلسال دم العلماء النوويين الإيرانيين، ودائما تشير أصابع الاتهام إلى إسرائيل التي تعتمد أسلوب الغموض فلا تؤكد أو تنفي مسئوليتها عن تلك الحوادث، لكن نقل عن وزير الدفاع الإسرائيلي حينئذ موشيه يعلون قوله: «سنتصرف بأي شكل من الأشكال ولسنا مستعدين للتسامح مع إيران مسلحة نوويًا. ونفضل أن يتم ذلك عن طريق العقوبات، ولكن في النهاية يجب أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها».

إسرائيل و«مجاهدو خلق»

مع هذا ربط اثنان من كبار المسئولين الأمريكيين وفقًا لشبكة «NBC» بين منظمة مجاهدي خلق المعارضة الإيرانية وإسرائيل وأكدا أنه «تم تمويلها وتدريبها وتسليحها من قبل الأخيرة لقتل علماء نوويين إيرانيين»، مع ذلك أكد مسئول رفيع في وزارة الخارجية لاحقًا أنه لم يصرح مطلقًا أن منظمة مجاهدي خلق متورطة في اغتيال علماء نوويين إيرانيين.

وفي الحادث الأخير، أشار المحلل الإسرائيلي ميشيل بفايفر في "هاآرتس"، إلى خطاب نتانياهو قبل عامين، عندما كشف رئيس الوزراء عن «الأرشيف النووي السري» الإيراني، وأشار إلى «رجل الظل» الذي ترأس «مشروع أمد»، الذي يهدف، بحسب إسرائيل، إلى تطوير أسلحة نووية وكشف عن صورة فخري زاده عام 2018 وادعى أنه لعب دورًا مهمًا في البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، ورغم تعليق المشروع السري بعد عام 2003، لكن نتانياهو قال إن فخري زاده ما زال يلعب دورًا رئيسيًا في البرنامج النووي.

تأكيدًا لمسئولية كل من إسرائيل والولايات المتحدة، أشار بفايفر إلى دلالة توقيت العملية على أساس افتراضين استرشد بهما عمل المخابرات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة. «الأول هو أن إيران لن تشرع في مسار حاد إلى أن تتكون لدى النظام فكرة واضحة عن السياسة الدقيقة لإدارة بايدن فيما يتعلق بالعودة إلى الاتفاقية النووية لعام 2015. والثاني هو أن هناك احتمالًا ضعيفًا للغاية لشن ترامپ حملة عسكرية ضد إيران قبل أن يترك منصبه»، ما يعني أن هناك طلبًا أمريكيًا من إسرائيل بتولي المهمة قبل مغادرة ترامپ البيت الأبيض ليترك الأرض محروقة، حسب تعبير مراسلة هاآرتس «نوعا لنداو» أمام الرئيس الجديد.

الرد الإيراني

تدور الآن في أروقة صناعة القرار الإسرائيلي تكهنات حول كيفية الانتقام الإيراني المتوقع، فذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم"، أن إيران تملك وسائل متعددة للرد على اغتيال زاده تتمثل في تنفيذ عمليات اغتيال في الخارج. وزعمت أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يضم وحدة اغتيالات معروفة بـ«الوحدة 804».

الاحتمال الثاني «هو عملية انتقامية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج. إذ تحدث مسئولون إيرانيون عن الحاجة إلى ضرب أهداف «دولية»، مشيرين على ما يبدو إلى أهداف تابعة لإسرائيل في الخارج».

وقالت إن الميزة في هذا الاحتمال هي القدرة على نفي أية صلة به بشكل رسمي وتقليل احتمال تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية فورية. مع ذلك ينطوي العمل في دولة أجنبية على مخاطر التسبب في إحراج دولي حال الفشل، وبما أن الحديث يدور عن إنجاز عسكري مذهل فى مجال الصواريخ الباليستية. فإن الصحيفة العبرية لا تستبعد أن تقرر إيران إطلاق صواريخ دقيقة على الأراضي الإسرائيلية، لكنها قد تضطر على الأغلب إلى القيام بذلك من داخل الأراضى السورية أو العراقية». مثلما أُطلقت الصواريخ على القاعدة الأمريكية فى العراق من داخل الأراضى الإيرانية، الاحتمال الآخر هو شن هجوم حدودى لأن إيران دربت خلال العقود الأخيرة قوتين هامتين على الحدود الشمالية لإسرائيل وهما منظمة حزب الله والميليشيات الموالية لإيران في سوريا. ويتواجد كلاهما على حدود إسرائيل، وسبق أن استخدمتهما إيران فى مهاجمة إسرائيل.