كل يوم

احترام حق الجار

زكريا فهيم
زكريا فهيم

حق الجار

ألم يقل رسول الله عليه الصلاة والسلام (( ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) ؟ أليس للجار حق عظيم على جاره فى الإسلام ؟ فكيف نزعجه ونقلق راحته ونؤذى مشاعره خاصة إذا كان مريضا أو مسنا أو طفلا أو طالبا يستذكر دروسه... إلخ.
فهل توجد توصية بالجار أو بحق الجار وعدم إيذائه أكثر من توصية الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
إذن فإلى متى لا نحترم حق الجار ولا نراعى شعوره ولا ظروفه؟ وإلى متى اللا مبالاة بحقه؟ وإلى متى يتسبب سلوك بعض الجيران فى إزعاج وإيذاء جيرانهم، وهم لا يهتمون ولا يكترثون ولا يبالون بحق الجار ولا بالمعاناة التى يسببونها لجيرانهم فى بعض الأحيان ؟ ولماذا لا يوجد قانون ضد هؤلاء الجيران الذين يعتدون على حق جيرانهم يوقف الجار المعتدى عن جاره المعتدى عليه ؟ ولو فرض وكان هذا القانون موجود فلماذا لا يفعل؟ ومَن الذى يقف فى طريق تفعيل هذا القانون؟ !!
وأمثلة اعتداء الجار على جاره أصبحت كثيرة جدا ومتعددة فى مجتمعنا.. فعلى سبيل المثال توجد ظاهرة جديدة فى مجتمعنا، هى ظاهرة انتشار المطاعم بكثرة فى الأحياء السكنية الهادئة، والمشكلة ليست فى انتشار هذه المطاعم فحسب، بل إن المشكلة كل المشكلة فى وجود مداخن وأجهزة ليست بحسب الشروط والمواصفات الجيدة المطابقة لحماية البيئة وحماية المواطنين من التلوث الذى يخرج من مداخن وأجهزة هذه المطاعم. والطامة الكبرى أن بعض هذه المطاعم لا تتوقف لا أثناء الليل ولا أثناء النهار، بل تعمل فى كل وقت على مدار الأربعة وعشرين ساعة.
ونتيجة هذا ينتشر التلوث فى الأماكن السكنية الهادئة التى تحيط بهذه المطاعم، فيفسد الهواء النقى ويتسبب فى شعور المواطنين بالاختناق الشديد، بالإضافة لما يصدر عن أجهزة هذه المطاعم من ضوضاء، ينتج عنها إزعاج سكان هذه المناطق الهادئة التى تحيط بهذه المطاعم وبصفة خاصة أثناء الليل.
ورحمة بالمواطنين فإنى أقترح أن تتوقف هذه المطاعم عند ساعة محددة من الليل كما هو متبع فى كل أنحاء العالم، ولتكن الساعة العاشرة مساءً أو أقصاها الحادية عشرة على أكثر تقدير، ولا يجب أن تعمل هذه المطاعم بأى حال من الأحوال قبل الساعة السادسة صباحا. وهذا التوقف فيه توفير للطاقة وفيه راحة للمواطنين من هذا التلوث وهذا الإزعاج، كما أن فيه إنقاذ لصحة المواطنين التى تكلف المواطن الكثير وتكلف الدولة الأكثر.
< رئيس جمعية اصدقاء الكفيف