رئيس وزراء مصر يعطل قطارًا من أجل صحيفة

رئيس وزراء مصر يعطل قطارًا من أجل صحيفة
رئيس وزراء مصر يعطل قطارًا من أجل صحيفة

محمود عراقي

 

علاقة رؤساء الوزراء في مصر برجال الصحافة كانت ولا تزال تحظى باهتمام كبير، فـمصطفى النحاس باشا كان يحب الصحفيين لكنه لا يحب أن يتحدث إليهم؛حيث إنه كتوم حتى مع وزرائه، وهو يفضل اعتماد الصحفي على براعته في استقاء معلوماته.

 

وكان علي ماهر باشا صديقا للصحفيين وهو أول من أقام مآدب رسمية لهم، وحقق حلمهم في إنشاء نقابتهم والذي ظل سنوات عديدة أملا من آمالهم وحلما من الأحلام، وكان لا يخفي عليهم شيئا ويثق بهم جميعا، ولكنه كان في مقابل ذلك شديد الغضب علي من يخون الأمانة الصحفية وينشر ما يرى عدم نشره.

 

أما حسين سري باشا فكان محبا للصحفي الجرئ، ويميل إلى العبث بالصحفي الجبان، ويحلو له أن ينتزع الصحفي المعلومات منه انتزاعا، ويميل إلى حرب الأعصاب في كلامه وسلامه وفي مدحه، واستطاع أن يكون له شلة من الصحفيين الأصدقاء وأخرى من الصحفيين الأعداء.

 

اقرأ أيضًا| خالة سناء جميل تطردها بعد وفاة أبويها

 

ولا يمكن أن ينسى الصحفيون المعارضون لإسماعيل صدقي باشا بطشه بهم، ولا يمكن أن ينسى الصحفيون الأصدقاء مساعداته لهم بكل شئ يقع تحت سلطانه، وكانت جريدتا الأهرام والمقطم المحبوبتين إلى قلبه، وكان الصحفيان أبو الفتح وكريم ثابت المدللين عنده، وكثيرا ما عطل القطارات عن موعدها حتى تدركها نسخ المقطم، وكان صدقي باشا يتعمد حرمان خصومه الصحفيين من أهم الأنباء والتصريحات.

 

واعتاد عبدالفتاح يحيى باشا أن يصطفي نوعا خاصا من الصحفيين الأعيان ويخصهم بالأخبار العليا، وكان الصحفيون يخشون نسيانه فكان يدلي بالتصريح ثم يكذبه في اليوم التالي، ولكنهم كانوا مجتمعين على حبه.

 

وكان أحمد ماهر باشا صحفيا مع الصحفيين كثيرا ما هاجم الرقابة من أجل الصحافة، وكان محبا للصحفيين وعلاقته بهم كانت علاقة صداقة أكثر منها علاقة الحكام بالصحفيين، وكان مؤمنا أن مصلحة الدولة تقتضي معرفة الصحفي الحقائق بالتفصيل، لكي يكون قادرا على هدم ما يعرض له من الأكاذيب، فكانت سياسته مع سفراء صاحبة الجلالة أشبه بسياسة أخيه علي ماهر باشا، بحسب ما نشرته آخر ساعة في عددها 4-2-1945.