حكايات| من الإعاقة لـ«موديل».. محمد خالد «بطل من حديد».. صور

محمد خالد
محمد خالد

قصة ليست من نسج الخيال، بطلها من مواليد عام 1994، أي أنه في أواخر العشرينيات من عمره، ولكن مع السنة الأولى لمولده، كانت هناك مفاجأة ليست سارة لوالديه، بعدما صدما بأنه يعاني من إعوجاج في العظام وعدم استقامة الصدر.

لتبدأ رحلة البحث عن علاج  مع الأطباء، خاض خلالها بطل قصتنا، 7 عمليات جراحية مختلفة، حتى وصل لعامه الخامس عشر.

من أحب المدن لقلبه (الإسكندرية) حيث المولد والمنشأ تحدث محمد خالد، قائلا: «بعدما وصلت لعامي الخامس عشر، وكنت وصلت في المرحلة التعليمية إلى الإعدادية، أردت أن التحق بمدرسة الثانوي حاسب آلي، لكن كانت هناك عوائق حالت بينى وبين استكمال تعليمي،  ومن هنا بدأت في حفظ القرآن، ومع الوقت لم أوفق في استكمال الحفظ، بسبب ظروف صحية».

اقرأ أيضا|«العمر مجرد رقم».. رياضيون على «التراك» بعد سن الـ60

أراد «محمد خالد» أن يتفوق على نفسه، ويحقق حلمه فيمضي في حديثه: «لم ينته بي الأمر إلى هذا الحال كلما أردت شيئًا أتوقف ولا أحقق فيه شيئا، ولكن إرادتي كانت أكبر من كل شئ، عملت في أكثر من شغلانة بالمحلات، حتى أكرمني الله بلطفه، والتحقت بعمل في إحدى الشركات، قسم الحسابات، ومن هنا تعلمت فيها الكثير من المدير والأصدقاء المتواجدين معي في العمل، وتمكنت من تعليم نفسي أساسيات الحاسب الآلي، وكان التفاني في العمل والإخلاص هما شهادة مرور نحو النجاح، وحب الجميع».


لعبت الصداقة الحقيقة دورا كبيرا في حياة محمد خالد؛ إذ يتوقف ليقول إن لديه أصدقاء كان يرافقهم إلى صالات الجيم، مضيفًا: «أحب أن يمارس رياضة كمال الأجسام، في أواخر عام 2019، ولكن بعد مسافة من الوقت شعر بالملل ولم يعلم  السبب الحقيقي، ومن 4 شهور فقط، جدد أحد أصدقائي المقربين الروح والعزيمة بداخلي من جديد، ودعاني لأتمرن معه، وكان دائما  يشجعني، ويتواصل معي بالتليفون، وينتظرني أمام  منزلي لنذهب معا للتمرين».

 

من خلال مدربه الكابتن إيهاب جودو، قام بدعمه كثيرا وخلال 3 شهور فقط حقق نتائج مذهلة، من خلال مدربه الذي يختار له ما يناسبه من تمارين، ووضعه في تحديات كبيرة، ليجد نفسه يتقدم يوما بعد يوم.

كلما نظر في المرآة وجد نفسه يتطور للأفضل، ومن هنا جاءته فرصة جديدة بقدر طموحه الكبير، بعدما دعته إحدى شركات الملابس الأمريكية، للمشاركة معها في العمل كموديل، ومع التزامه الكبير والمواظبة بين عمله، والتمارين، وتغلبه على كلمة إعاقة، حقق «محمد» المعادلة الصعبة وهي النجاح والتفوق، ليتنحى المستحيل بعيدًا عن طريقه، ويرسم لنفسه طريقا آخر نحو المستقبل.


ويختتم الشاب الاسكندراني حديثه بقوله: «رغم الصعوبات التي مررت بها منذ قدومي للحياة، إلا أن أحلامي لن تتوقف، وتمكنت بفضل الله والمخلصين وأسرتي، أن أحقق نجاحات في عملي، وتحول جسدي لعضلات ضخمة من خلال ممارستي للعبة كمال الأجسام، وأتمنى أن أفتح صالة تدريبات رياضية لتدريب قصار القامة، وأصحاب القدرات الخاصة، وتأهيلهم على يد أفضل المدربين».