بدون تردد

تغيرات المناخ الحادة (١)

محمد بركات
محمد بركات

هناك صعوبة ليست بالقليلة فى القبول بما يقول به خبراء الأرصاد الجوية، حول الأسباب التى يرونها وراء حالة الاضطرابات الجوية الحادة والشديدة، التى نتعرض لها حاليا، والتى حولت محافظة الإسكندرية وعددا من المحافظات والمدن والقرى الأخرى، إلى مجرد بنايات غارقة وسط بحيرات المطر الموحلة.
يقول خبراء الأرصاد، إن ما نتعرض له حاليا من موجات الأمطار العنيفة وغير المعتادة، هو النتيجة الطبيعية لمجريات الطقس وتغيراته، فى ظل «نوة المكنسة»، التى تأتينا فى مثل هذه الأيام من نهايات الخريف وبواكير الشتاء، طبقا لمواقيت محددة ومتوقعة.
ورغم احترامى وتقديرى الكبيرين لخبراء الأرصاد الجوية عندنا، وثقتى فى علمهم وما يقولون به،...، إلا اننى أقول إن هذا القول رغم صحته هو قول منقوص وغير كامل، وبالتالى يصبح من الصعب القبول به كما هو.
حيث إن ما يعرفه هؤلاء الخبراء، أن «نوة المكنسة»، وغيرها من النوات، كانت ولا تزال تأتينا فى مصر فى المواقيت والأزمنة المحددة لها طوال مئات بل آلاف السنوات الماضية، وحتى الآن، ولكنها لم تكن أبدا بمثل هذه الحدة، ولا على ما هى عليه الآن من شدة قاسية وعنيفة، من موجات المطر التى بلغت فى كميتها وشدتها الحالية، ما يفوق عشرة أضعاف ما اعتادت عليه طوال السنوات السابقة.
وهم يعلمون أن ما يجرى لنا وما جرى عندنا، خلال السنوات القليلة الماضية وحتى الآن، هو تغير حاد وواضح فى المناخ أدى إلى ما نتعرض له حاليا من تغير حاد فى الطقس صيفا وخريفا وشتاء، وربيعا أيضا، وهذا نراه بوضوح فى الموجات الحادة صيفا والحادة أيضا فى الشتاء، كما أنه ظاهر ومؤكد فى الحرارة القاسية والبرودة القارصة وموجات المطر غير المعتادة التى لم تحدث من قبل.
«وللحديث بقية».