بسم الله

سيدة المطر

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

كشفت لنا الأمطار الغزيرة التى سقطت على مصر مؤخرا حجم المعاناة التى تواجهها البائعات المتجولات. لم تكن بائعة الترمس الوحيدة التى تعانى شظف الحياة، وخروجها وأمثالها فى هذا الجو لم يكن استعراضا فى المطر، بل كان سعيا على لقمة العيش لها وأسرتها. وقد خلقنا الله متفاوتين فى الأرزاق؛ منا المستريح ماديا، ومنا الكادح على رزقه، والله سبحانه يطلب منا الكد والتعب والاجتهاد فى العمل. وإذا كانت القلوب والعيون قد شعرت بالألم لهذه السيدة، فإن الحكومة تحركت، وهذا واجبها، ليس منًّا على أحد؛ بل هو من صميم عملها رعاية الفقراء والمحتاجين، وهو ما تفعله مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى «تحيا مصر»، وهو أيضا برنامج تكافل وكرامة، الذى تشرف على تنفيذه وزارة التضامن.
كلفت الوزيرة الدكتورة نيفين القباج فريق «أطفال وكبار بلا مأوى» بالتواصل مع «سيدة المطر» وطلبت التنسيق مع محافظة الجيزة لتوفير وحدة سكنية إيجار جديد للأسرة وتقديم مساعدات عاجلة للسيدة واسرتها لمواجهة أعباء المعيشة. هذه حكاية نعمات عبد الحميد من محافظة بنى سويف وتبلغ من العمر 63 عاما، وسبق أن تزوجت وانفصلت منذ 45 عاما تقريباً بعد أن رزقت منه بطفل وهى حاليا متزوجة ابن عمها، ولم تنجب منه أبناء، وتعيش معه فى حراسة عقار تحت الإنشاء، وتعانى الأسرة من ظروف سيئة، وهو ما دفعها لبيع «الترمس» بشوارع القاهرة لسد احتياجات أسرتها من معيشة ومصاريف دواء، حيث إن الزوج يعانى من مرض الكلى والزوجة تعانى من ضغط وسكر وضيق تنفس.
يجب ألا ننسى أن هناك ملايين مثل سيدة المطر، يسعون على أرزاقهم، ويجب ان نتعلم من الصورة حالة الجهد والمثابرة، وحب الكسب من كد اليد بدلا من التسول، كما يجب أن يبادر القادرون بالمساهمة فى برنامج تكافل وكرامة وأيضا مبادرة تحيا مصر حتى نستطيع تحقيق التكافل الاجتماعى، ورعاية الفقراء والمعوزين.. الحكومة وحدها لا تستطيع كفاية هؤلاء.
دعاء: اللهم أعطنى من الدنيا ما تقينى به فتنتها، وتغنينى به عن أهلها، ويكون بلاغاً لى إلى ما هو خير منها، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .