نهار

الحكواتى الطيب...

عبلة الروينى
عبلة الروينى

بعد خروجه من عملية قلب مفتوح(2011) سجلها فى كتابه( ياقلب مين يشتريك)بادرنى معاتبا(يوم ماتكتبى عنى وتتناولى كتابى وتجربتى مع القلب المفتوح،يكون نصف مقالك عن إبراهيم أصلان وعملية قلبه المفتوح،التى أجراها قبلى بسنوات)!!....قلت ضاحكة القلوب الطيبة تتلاقى ياسعيد....وبالفعل أمتلك سعيد الكفراوى قلبا طيبا،لا يكف عن مديح الآخرين ومحبتهم، وبدرجة من الحماس والمبالغة،كما حدث مع الشاعر أدونيس فى معرض القاهرة للكتاب بالتسعينيات..بالغ سعيد فى الحفاوة معلنا أمام جمهور الندوة (لوسألنا أى طفل فى أى قرية مصرية، ماذا تقرأ؟ لقال أقرأ أدونيس)!!....يبالغ الكفراوى فى المحبة والعناية بالأصدقاء، ورعاية أصحاب المواهب من الكتاب الشباب، حريص على متابعتهم ودعمهم...لا يتأخر أبدا عن إنسانيته،متحملا مسئولية كل ألم أو مرض يصاب به أحد الكتاب،فيبادر بالاتصال بالمسئولين والبحث عن سبل العلاج،وتوفير حق الكاتب فى العلاج...وفى إخلاصه على إمتداد تجربته الإبداعية للقصة القصيرة، تجسيدا لتلك الطيبة والملامح الإنسانية فى شخصيته..فقد اعتبر دائما القصة القصيرة هى الفن المعبر عن»المغمورين من الفلاحين والموظفين ومكسورى القلب..الذين يعيشون فى وحشة على حافة الوجود الإنساني)..
قدم سعيد الكفراوى 14مجموعة قصصية، ورواية وحيدة «مرقص الصياد» كانت وصيته الأخيرة، أن تنشر بعد وفاته(وبالفعل نشرت هذا الأسبوع فى جريدة أخبار الأدب)..حكايات كثيرة أبدع الكفراوى فى كتابتها..وحكايات أكثر أبدع فى روايتها شفاهيا بتلقائية وخيال حكواتى مبدع..لا يهم كثيرا دقة الحكاية..المهم دائما هو جمالها، وقدرتها على إحداث الدهشة والمتعة وجذب كل القلوب حوله.