كل سنة وأنت طيب يا ريس

محمد صلاح عبد المقصود. باب تويت بوك‎
محمد صلاح عبد المقصود. باب تويت بوك‎

كان طبيعياً مع بداية يوم التاسع عشر من نوفمبر من كل عام أن يجلس المواطن عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي ليحتفل وسط أفراد أسرته الصغيرة بذكرى ميلاده، إلى أن جاء عام 2013 ليحتفل بعده بهذه الذكرى وسط أسرة كبيرة قوامها 110 مليون مصري إلا قليلا.

 

أحب أن احتفل بهذه المناسبة مع مواطن عاشق لهذا البلد، أكثر من رئيس فشلت السلطة في أن تنال من بساطته و لا أخلاقه و لا نزاهته، كما فشل الغرور في أن يغير من طبيعته العسكرية، أو يؤثر في جوهره الأخلاقي الذي نراه في تصرفاته طبيعيا دون افتعال أو اصطناع، فلطالما حاول الرجل اخفاء ذلك، لكنه على غير عادته فشل أمام الكاميرات، التي سلطت الضوء على هذا الجوهر فزادت الرجل قيمة فوق قيمته، وقدرا فوق قدره لدى كل المصريين.

 

"نبتدي منين الحكاية؟"

لا أدري، هل نبدأ من حي الجمالية العتيق، حيث نشأ الطفل و تربى الشاب وسط جو من الروحانية و التاريخ و الأساطير أيضا، فعندما تبدأ مشوار عمرك في حي الجمالية لابد وأن يكون في حياتك أسطورة ما، لابد وأن تكون قد قابلت الحاكم بأمر الله في منام، أو رأيت الأشرف قايتباي سائرا ليلا بين القصرين، أو احتسيت الشاي بإحدى النواصي مع أمير الجيوش الأمير بدر الدين الجمالي، أو حتى وقفت بساحة سيدنا الحسين بن علي تنتظر دورك في قراءة الفاتحة بعد صلاة الجمعة.

 

أم أن الأفضل أن نبدأ من الكلية الحربية، التي هي بالنسبة للسيد الرئيس محرابا يهرع إليه كلما اتعبته التحديات، أو اشتدت عليه الأزمات التي ربما لم يقابلها رئيس مثله من قبل، فيخرج منها بعد الزيارة و قد استعاد مصريته، و استجمع قواه العسكرية، و عاد محاربا لينتصر على كل هذه الأزمات و التحديات.

 

أم أن الأفضل أن نبدأ من الأسرة الصغيرة ذاتها، و كيف حرص الرئيس السيسي أن يعتمد أفرادها على أنفسهم في شئون حياتهم، و كيف كان حريصا على أن يتعلموا مبادئ الدين الاسلامي الوسطي بعيدا عن دجل التطرف و براثن التعصب المقيت، و أن يعطيهم ما يملك من مصريته ما يكفي ليخوضوا غمار الحياة بشكل عصامي يندر وجوده هذه الأيام.

 

فالجميل في هذه الأسرة أنها أسرة تشبهنا، قرينته تشبه عظيمات مصر في المظهر و الملبس، أسرة مرت بما مرت به أسرنا من أيام صعبة، كافح ربها في بداية حياته من أن أجل يحقق أحلامه، كان أمينا عليها كما كان أمينا على وطن بأكمله فيما بعد.

 

أم نبدأ الحكاية من يوم الثالث من يوليو، عندما أنقذ مصر من مصير مظلم، و جنبها الضياع في ساعات صعبة، راحت فيها أوطانا عديدة حولنا و لم تعد حتى اليوم، و بدأ التحدي الأصعب في تاريخ مصر الحديث، في قلبه إيمان و وطن و شعب، و حمل على كتفه عاتق العودة بمصر لسالف عهدها، قوة حقيقية و مؤثرة في كافة موازين القوى حول العالم.

 

أم نتحدث عن المقاتل عبد الفتاح السيسي الذي اتخذ أقوى و أعظم القرارات السياسية و الأمنية و الاقتصادية في تاريخ مصر الحديث، فلا قرارات أخطر من فض اعتصام الخراب أو التعويم أو اطلاق رؤية مصر 2030 أو الاقتراض لبدء تدوير الاقتصاد المصري، أو اقتحام السوق داخليا و خارجيا، ربما لا يدرك الكثير أن هذه الملفات كانت جاهزة على طاولة صناع القرار منذ سنوات، لكن لم يكن هناك من يملك شجاعة السيسي فعادت هذه القرارات لأدراجها مرة أخرى.

 

و لكي لا يقع هذا الكلام في طاولة النفاق، فكاتب هذه الكلمات أبعد ما يكون عن ذلك، فسأكتفي هنا بشهادة أعدائه عن التزامه الأخلاقي و حرصه الدائم على اقامة الصلوات الخمس، كما سأكتفي بشهادة جيرانه عن بره بوالديه و صلته لرحمه و احسانه لأقربائه و التزامه الذي كان صفة شخصية له في شبابه، قبل أن يتوج بالتحاقه بالقوات المسلحة المصرية.

 

لا يسعنا في الختام إلا أن نتمنى للرئيس البطل مزيد من النجاح و التقدم، و أن يحقق باقي أحلامه لوطنه، و أن يوفق فيما يسعى إليه لرفعة شأن مصر و أبنائها، و أن يرفع علمها في كل المحافل الدولية بكل الفخر و العزة و الإباء، و أن ينتصر فيما تبقى من تحديات بإذن الله تعالى.

 

و كل عام و أنت بخير سيدي الرئيس.