يوميات الأخبار

أعلى وسام.. لمن.. ومن؟؟

حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى

إنه فيما يبدو الربيع الأمريكى بنكهة عربية، خاصة لو لعبت فيه أصابع أجنبية، روسية أو صينية أو حتى إيرانية.

فى إطار توجهاته وتحركاته المكثفة لترسيخ العلاقات الخارجية لمصر بجوانبها وأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. جاءت الزيارة الأخيرة للرئيس السيسى لليونان التى جددت اعتزازها به وتقديرها له بمنحه أعلى وأقدم وسام وكعادته استثمر الرئيس الفرصة ليحقق نقلة نوعية فى التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، ليمتد هذا التعاون الى درجة التكامل فى تناول اهم القضايا بدءا من اهمية الحل السياسى الشامل فى ليبيا ومتضمنا بالضرورة تفكيك الميليشيات ومواجهة التدخل الخارجى متمثلا فى الدور التركي، كما يمتد التعاون والتنسيق إلى التصدى لأى سياسة ايدلوجية تدعم الجماعات الإرهابية، والتصدى طبعا لأى دولة تتبنى تلك السياسة وتلك الجماعات، مع التأكيد على أن ظاهرة الإرهاب والتطرف ليست مرتبطة بالأديان.. وتتألق نتائج الزيارة أيضا فيما أعلنه «كيرياكوس» رئيس وزراء اليونان عن حرصه على تعميق العلاقات بين مصر والاتحاد الاوروبى مشيدا بما تمثله مصر كعامل استقرار فى المنطقة.
والمؤكد أن أعلى وأقدم وسام يونانى عندما يوضع على صدر الرئيس السيسى فهو يوضع أيضا على صدر مصر، ويضعه الرئيس  كعادته  على صدر الشعب المصرى الذى يتفاعل بوعى واستجابة هائلة مع أقوى وأشد القرارات والتوجهات ضاربا عرض الحائط بما تبثه قوى الشر من دعايات وأكاذيب مرحبا كل الترحيب بما يتحقق من أكبر المشروعات والإنجازات السياسية والاقتصادية التى تنضم إليها زيارة اليونان بنتائجها.
هل نرى قريبا ليبيا الجديدة؟
هل نرى  فعلا ـ ليبيا الجديدة قريبا بدون انشقاقات عبثية، وميليشيات فوضوية وتدخلات أجنبية؟!.. هذا هو السؤال الذى يشغل بال كل ليبى وكل عربي، ولذلك اتجهت الأنظار صوب «تونس» لدى استضافتها لملتقى «الحوار الليبي» الذى رتبته «ستيفانى ويليامز» الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، والتى قالت ـ بالحرف الواحد ـ إنها تعلمت من دروس المؤتمرات السابقة التى ثبت فشلها، مما جعلها تسعى لاشراك جميع الأطراف الليبية، وقد اكتسب الملتقى أهمية إضافية بمشاركة الرئيس التونسى «قيس سعيد» الذى أكد ـ فيما أكد  على ضرورة تفكيك أية قوة مسلحة خارج الشرعية الليبية، مؤكدا  بلغته الفصحى الجميلة  على أن الحل السياسى المنشود لا يمكن أن يخرج من البنادق وأزيز الرصاص.
من جهة أخرى يظل للدور المصرى زخمه وفعاليته الواضحة فى دفع أية جهود لحل الازمة الليبية كما ظهر فى إعلان القاهرة، واستضافة ابرز القيادات البرلمانية والحكومية، وعقد الجلسات واللقاءات السياسية والعسكرية فى القاهرة والغردقة إلى جانب ما يؤكده الرئيس السيسى دائما من دعم مصر للحلول اللازمة فى جميع المسارات مع ضرورة إخلاء ليبيا من المقاتلين الاجانب، وتقويض التدخلات الأجنبية التى تؤجج الأزمة سعيا لمصالح ومكاسب لم تعد خفية، وهذا ما أكده من جديد خلال استقباله مؤخرا لرئيس المخابرات البريطانية الذى رحب بالرؤية والجهود المصرية لحل الأزمة الليبية وغيرها تجسيدا لدور مصر «كمحور اتزان الأمن الإقليمي».
صحيح أن من حقنا ومن صلب اهتماماتنا أن نشعر بقدر من التفاؤل ازاء ما يمكن ان يحققه ملتقى الحوار الليبى لكن الصحيح ايضا اننا نشعر بقدر من القلق نظرا لان الديناميكية الايجابية فى ليبيا لاتزال هشة، كما اتضح فى الموقف العصبى المغرض لميليشيات طرابلس التى أعلنت رفضها ـ مسبقا ـ لأية قرارات تنجم عن جلسات وحوارات ملتقى تونس وما سبقها ـ بالتالى  فى القاهرة والمغرب وخاصة المسار الأمنى هذا ولا يمكن أن نفصل بين هذا الموقف الميليشياوى وبين مخطط أردوغان الذى قد يكون الآن فى طريقه إلى طرابلس للعمل التآمرى بشكل مباشر وبين ما تم بين قطر والوفاق لإقامة قاعدة عسكرية فى مصراته ظاهرها قطرى وباطنها تركى وهدفها أفشال الاتفاق الأمني.
صائب مات بأى كورونا؟؟!
مات صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكبير المفاوضين ومحادثات السلام مع إسرائيل التى توسطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وانهارت فى  عام ٢٠١٤، مات الرجل بسبب الكورونا.. فهل هى الكورونا بفيروسها اللعين «كوفيد ١٩»، أم «الكورونا الإسرائيلية» المتمثلة فى يأسه وإحباطه نتيجة المخططات الاستعمارية والإجراءات الاستيطانية والتى  تستهدف «قتل القضية الفلسطينية» التى عاش حياته مناضلا من أجلها مجاهدا فى محاولات إنقاذها حتى صار رمزا لشرف النضال الوطنى الفلسطينى المشروع.
مات فى مستشفى هداسا الإسرائيلى فى «القدس»، التى صارت بقرار «أمريكي- ترامبي»، عاصمة دولة الاحتلال.. مات قبل أن يرى حلمه أو نصف حلمه فى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وقد شيعت جنازته فى يوم ذكرى وفاة ياسر عرفات وكأنه على موعد معه فى «لقاء افتراضي»، يتبادلان فيه مشاعر الأسى والحسرة لما جرى ويجرى للقضية الفلسطينية من مخططات إجهاضها نهائيا، وقد يتبادلان التساؤل حول الطريقة التى أنهت بها إسرائيل حياة كل منهما.
أمريكا معنا فى العالم الثالث!!
كان يحسب علينا نحن دول العالم الثالث أو «العالم النامي»، كما يطلقون علينا أحيانا من باب السخرية، رأى رؤيا العين فى الانتخابات الأمريكية الصاخبة، حيث تبادل المتنافسان «ترامب وبايدن»، و«الحزب الجمهورى والحزب الديمقراطي»، الاتهامات بأقسى العبارات، وبلغت حالة الاستقطاب بين الحزبين وحالة الرفض الحاد بينهما منعطفا خطيرا ظهرت ملامحه فى الاشتباكات بالأيدى والتهديدات بالقتل، كما ظهرت فى تذبذب الأصوات الانتخابية فى عدد من الولايات خاصة تلك المتأرجحة، ولمزيد من الاندفاع إلى طريق «العالم الثالث»، تصاعدت الشكوك فى نزاهة الانتخابات، وتراجعت كل قيم الشفافية فأعلن «ترامب»، ورفاقه بأعلى الأصوات أنه يتم استبعاد من يميل إليه من الناخبين وقالوا إن تزوير الانتخابات «على ودنه»، واقسموا بأغلظ الإيمان أن «الموتي»، لهم أصوات فى بعض اللجان، وعلى الطرف الآخر قال «بايدن»، ورفاقه إن أى تزوير قد يتم بتأثير رؤساء الولايات الجمهوريين، وفى هذه الأجواء العاصفة نشطت طبها الجماعات اليمينية المتطرفة مثل «الأبناء الفخورون»، و«تنظيمات القوميين البيض»، مما يهدد بإشعال المزيد من العنصرية، وهذا ما أشار إليه المؤرخ الأمريكى «جوناثان» زيمرمان»، الذى أبدى أسفه وقلقه لتزايد العزلة وتصاعد مظاهر العرق والعنصرية واللا مساواة، ولعل ما قالته «الكاتبة كاثلين بابكر»، بالحرف الواحد يلقى مزيدا من الأضواء على هذه الأجواء التى تبتعد بأمريكا عن صورتها التى كنا نراها نموذجا للتقدم والديمقراطية حيث قالت «ربما كان ترامب يبدو مجنونا لكن الأخطر هو أنه يستمتع بأن يجعل الآخرين يفقدون عقولهم مما ينشر الفوضي، وينقلب الناس على بعضهم البعض وهذا يجعلنا منقسمين بشكل مؤلم كما تقول كاتبة أخري، وهذا ما ظهر جليا من خلال الشكاوى العنيفة ورفع القضايا مهما كانت ضعيفة الحجة والأسانيد لكنها على الأقل تعوق وتؤخر دخول المنافس الناجح «بايدن»، إلى البيت الأبيض، مع التعثر المتوقع فى القرارات والإجراءات المنتظرة بشكل عاجل. ومن ثم قد يصعب رأب الصدع ولم الشمل بما يوضح أن الوحدة الأمريكية الوطنية تعيش أزمة فاقعة قد تنتهى بنزاعات وصراعات وانفصال بعض الولايات.
إنه فيما يبدو الربيع الأمريكى بنكهة عربية، ومن خلال تطوراته وتداعياته خاصة لو لعبت فيه أصابع أجنبية، روسية أو صينية أو حتى إيرانية. تدخل الولايات المتحدة الأمريكية إلى مكانها الجديد معنا فى «العالم الثالث».
إنه اللقاح السياسي!!
بينما يعلن الرئيس المنتخب «بايدن»، تشكيل فريق من «١٢ خبيرا»، للتحرك العاجل فى مواجهة الكورونا فشل الرئيس «السابق»، ترامب فى هذه المواجهة، خرجت علينا فجأة شركة «فايزر»، بإعلان التوصل الى لقاح فعال بنسبة ٩٠٪ وبغض النظر عن الترحيب المريب من منظمة الصحة العالمية، بهذا اللقاح الأمريكى تجاهلها للقاح روسى فعاليته ٩٢٪، إلا أن الهدف السياسى واضح لكل ذى عينين حيث يكون دفاعا عن ترامب.. وإحراجا لبايدن.
المهم أن نستفيد نحن دول العالم الثالث من تنافس الشركات إياها ونحظى بلقاح فعال.
«قالتها السفيرة ميرفت»
السيدة «ميرفت تلاوى» التى شغلت عن جدارة موقع «السفيرة» ثم موقع «الوزيرة» ثم موقع «الأمين العام للمجلس القومى للمرأة». تحدثت مؤخرا عن بعض القضايا الوطنية وأوضحت كيف أحرزت مصر تقدما بارزا على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، ثم ركزت على ما تحقق ويتحقق للمرأة فى عهد الرئيس السيسى الذى يتبنى كل ما تنشده المرأة المصرية من توافر الأمن والاستقرار والحياة الاجتماعية!!
ثم كانت النقلة الكبرى متمثلة فى وجود المرأة القوى الفعال غير المسبوق فى مجلس الوزراء ومجلس النواب ومجلس الشيوخ بل فى موقع مستشار رئيس الجمهورية «الوزيرة فايزة أبو النجا»، مما يؤكد أن المرأة تعيش حاليا «عصرها الذهبى». وكان هذا المعنى بالتحديد ما أبرزته أيضا الفنانة الكبيرة «سميرة أحمد» أثناء تكريم الرئيس لها فى عيد المرأة، فكررت نفس العبارة قائلة: «إننا لن ننسى أبدا أنه أنقذنا».
بالمناسبة كنت «أنا شخصيا» أول من قالها «المرأة المصرية تتألق فى عصرها الذهبى».. وهذا ما سجله فعلا تاريخ مصر الحديث.
«وزيرة الصحة.. ترد عمليا»
وزيرة الصحة والسكان د. هالة زايد تعرضت فى مستهل توليها مسئولية الوزارة لانتقادات بعض المغرضين حتى قبل أن تمارس مهمتها.. وقد ردت عليهم جميعا عمليا بما حققته وتحققه من إنجازات متتالية. بالرغم من مفاجأة الكورونا التى أضافت أعباء جديدة على عاتقها. ونجحت الوزيرة باقتدار فى كل خطوات مواجهة الوباء اللعين لدرجة أنها شاركت بنفسها فى التجربة الإكلينيكية للقاح «فيروس كوفيد المستجد».
كما تحركت خارج مصر فشاركت فى لقاءات ومؤتمرات بعدة دول منها «الصين وإيطاليا» حيث عرضت تجربة مصر فى إدارة الأزمة غير المتوقعة، وساهمت بفعالية فى المنتدى الدولى لتعزيز التعاون الذى عقد فى «روما». ويحسب لها أيضا اتفاقها مع حكومة إيطاليا على إنشاء مستشفى عالمى للأطفال بأرقى الإمكانيات. كذلك يحسب لها نجاحها فى الاتفاق مع شركة فايزر على توفير ٢٠٪ من احتياجاتنا من اللقاح فى أسرع وقت وقبل دول أخرى وهكذا تؤكد مع زميلاتها من الوزيرات المتوهجات فكرا وعملا جدارة المرأة المصرية بعصرها الذهبى.