ورقة وقلم

نحن.. وانتخابات الضباب الأمريكية

ياسر رزق
ياسر رزق

النخبة المصرية تنظر إلى المفاضلة بين ترامب وبايدن على أنها اختيار بين الكوليرا والطاعون.. بينما مزاج الشارع يميل نحو ترامب لأسباب عديدة

على الجانب الآخر من الأطلنطى، يخيم ضباب كثيف على الشارع السياسى الأمريكى، فيصعب بشدة التنبؤ بشخص الساكن الجديد للمنزل رقم ١٦٠٠ بطريق بنسلفانيا فى واشنطن، والمعروف باسم البيت الأبيض، خلال السنوات الأربع المقبلة (٢٠٢١ـ ٢٠٢٥).
ليس من المرجح أن تعلن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها بعد غد «الثلاثاء»، فى التوقيتات المتعارف عليها على مدار الانتخابات السابقة، وليس من المنتظر أن نستمع فجر الخميس بتوقيت الشرق الأوسط إلى بيان للمرشح الخاسر يعترف فيه بهزيمته ويهنئ الرئىس المنتخب مثلما تعودنا فى كل انتخابات.
المتوقع أن يرجأ الإعلان عن النتائج إلى أجل يبدو أبعد من كل الانتخابات ذات المنافسة اللصيقة فى السباق، بما فيها انتخابات عام ٢٠٠٠، التى تأخر فيها الكشف عن اسم الفائز عدة أسابيع، لحين انتهاء الفرز اليدوى لأصوات الناخبين بولاية فلوريدا، ونجاح المرشح الجمهورى جورج دبليو بوش فى حسم أصوات المجمع الانتخابى للولاية لصالحه، بعد أن تفوق على منافسه الديمقراطى آل جور بفارق ضئيل للغاية لا يتعدى ٥٣٧ من أصوات الناخبين، بينما خلفت الانتخابات فى هذه الولاية تحديداً جدلاً مازال دائراً فى الأروقة الأكاديمية الأمريكية، خاصة أن حاكم فلوريدا كان جيب بوش شقيق المرشح الجمهورى الذى تم الإعلان عن فوزه بأصوات الولاية التى قادته للفوز بالانتخابات فى مجملها فى دورته الرئاسية الأولى.
< < <
استطلاعات الرأى فى معظمها تشير إلى أن المرشح الديمقراطى جو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما هو الأوفر حظاً للفوز بمقعد الرئيس فى المكتب البيضاوى.
بالرغم من أن الأسبوع الأخير شهد تقدماً للرئيس دونالد ترامب، على صعيد الولايات المتأرجحة وعددها ١٢ ولاية، مما أدى به إلى توسيع هامش تقدمه فى بعضها، أو تقليل الفارق بينه وبين بايدن المتقدم فى معظمها، وفق استطلاعات الرأى التى أجرتها وسائل إعلام أمريكية، اعتاد ترامب أن يصفها بإعلام الأخبار المزيفة.
والولايات المتأرجحة، هى تلك التى اعتادت ألا تحسب على حزب بعينه على عكس ولايات أخرى، معروف عنها ميولها الديمقراطية أو الجمهورية، وهذه الولايات هى التى تحدد هوية المرشح الفائز، بأغلبية أصوات المجمع الانتخابى والبالغ عددها ٥٣٨ صوتاً، ويتراوح نصيب كل ولاية من أصوات المجمع، ما بين ٣ أصوات للولايات الصغيرة، و٥٥ صوتاً لولاية كاليفورنيا أكبر ولاية أمريكية.
ويلزم للفوز بالرئاسة أن يحصل المرشح على ٢٧٠ صوتاً من المجمع الانتخابى على الأقل، حتى لو كان قد حصل على عدد من أصوات الناخبين، أو ما يسمى بالأصوات الشعبية يقل عن منافسه الخاسر، مثلما حدث فى انتخابات ٢٠٠٠ بين بوش الابن وآل جور الذى خسر برغم أنه فاز بالأصوات الشعبية، وكذلك بين الرئيس الحالى ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية فى الدورة الأولى لأوباما، والسيدة الأولى أثناء إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، التى كان هناك شبه إجماع فى استطلاعات الرأى على أنها ستفوز حتما بانتخابات الرئاسة، وقد تفوقت فعلاً فى الأصوات الشعبية على منافسها ترامب،لكنه اكتسح أصوات المجمع الانتخابى،وربح الانتخابات، وسط ذهول المراقبين ووسائل الإعلام التى ظلت تسخر طوال شهور الانتخابات من المرشح القادم من خارج أروقة المؤسسة السياسية الأمريكية، فلم ينتخب أبداً فى أى موقع سياسى أو جماهيرى، ولم يتقلد أى موقع تنفيذى سواء على مستوى الولايات أو المستوى القومى.
< < <
يوم الخميس الماضى، سألنى ديكلان وولش مدير مكتب صحيفة «نيويورك تايمز» فى أفريقيا عن سباق الانتخابات الأمريكية بين ترامب وبايدن، وعن المزاج العام للمصريين ومن يفضلون من بين المرشحين الاثنين، وسألنى عن تصريحات ترامب الأخيرة فى مكالمته مع رئيس الوزراء السودانى عبدالله حمدوك، والتى حذر فيها إثيوبيا من أن مصر قد تلجأ فى نهاية المطاف إلى تفجير سد النهضة.
قبلها بأسابيع كان ديكلان قد زارنى فى مكتبى وأجرى معى حواراً لصحيفته، قبل أن ينهى مهمته كمدير لمكتبها بالقاهرة، وينتقل إلى نيروبى فى مهمة أوسع هى مدير مكتب الصحيفة بالقارة الأفريقية.
دار الحوار حينئذ حول المستقبل الواعد للاقتصاد المصرى، وحول المشروعات الجديدة ومنها العاصمة الإدارية، وحول جماعة الإخوان المسلمين والخطر الذى تشكله كتنظيم إرهابى، وتطرق الحوار بطبيعة الحال إلى العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، والصداقة الشخصية التى تجمع الرئيس عبدالفتاح السيسى بالرئيس ترامب، منذ التقيا لأول مرة فى شهر سبتمبر عام ٢٠١٦، قبل أسابيع من إجراء انتخابات الرئاسة.
قلت للصحفى الأمريكى: بغض النظر عما تقوله استطلاعات الرأى وعما تتوقعه من تحقيق بايدن لفوز مريح على ترامب، فإننى أعتقد أن المنافسة قريبة للغاية، وربما يحسمها ترامب بنفس الطريقة التى فاز بها على منافسته هيلارى كلينتون منذ ٤ سنوات، وهذا أيضا هو ما أتمناه، ومعى قطاع عريض فى الشارع المصرى، يقدر لترامب وقفته مع مصر المغايرة لموقف إدارة أوباما، التى دمرت النظم الجمهورية والقومية فى المنطقة العربية برمتها، لحساب قوى الإسلام السياسى وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.
بينما ينظر الغالبية إلى بايدن أو ظل أوباما، على أنه سيكون رئيسا لإدارة مستنسخة من إدارة أوباما فى موقفها من قضايا الشرق الأوسط، وبالأخص فى موقفها من ثورة 30 يونيو ونظامها الوطنى.
قلت: «إن النخبة المصرية فى معظمها سواء الذين ينتمون إلى اليسار أو إلى يمين الوسط، ينظرون إلى المفاضلة بين ترامب وبايدن، على أنها اختيار بين الكوليرا والطاعون، وهو أشبه بالاختيار البائس فى انتخابات الإعادة الرئاسية عام 2012 بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى..!
على أن الرأى الغالب لدى النخبة - ولست أتفق معه - يفضل نوعا ما طاعون بايدن، على أساس أنه لن يسرف فى تحيزه لإسرائيل، مثلما أوغل ترامب، الذى اعترف بالقدس عاصمة للدولة العبرية، واقتاد الدول العربية اقتيادا فى سباق هرولة محموم لتوقيع معاهدات سلام أو اتفاقات صلح أو تطبيع مع حكومة نتنياهو تحت رعاية ترامب.
< < <
وقلت لمدير مكتب «نيويورك تايمز»: ان موقف إثيوبيا المتعنت فى مفاوضات سد النهضة، يضر للغاية بالدولة الإثيوبية الهشة المكونة من موزاييك، سوف ينفرط حتما، إذا انفك عنه إطاره، وبالشعب الإثيوبى الذى لا نريد له ضرا ولا نريد منه ضررا.
ولا شك أن تصريحات ترامب المؤيدة لحق مصر فى نصيبها من مياه النيل،  قد نالت تقدير واحترام الشارع المصرى.
لكننا لا نملك أصواتا نضعها فى صندوق الانتخاب الأمريكى، إنما هذا هو حق للناخب الأمريكى وحده، وعلى كل حال، فقد تعودنا على احترام اختيار الشعب الأمريكى - أو أى شعب - لرئيس دولته أو حكومته، ودائما تستطيع القيادة المصرية أن تتعامل مع الرئيس الجديد أو الحكومة الجديدة، على أساس المصلحة المشتركة التى قد يجدها الرئيس المنتخب مخالفة لتصوراته ومغايرة لتصريحاته أثناء حملته الانتخابية..!
ثم سألت مدير مكتب «نيويورك تايمز» فى أفريقيا: ما رأيك أنت.. من تتوقع أن يفوز بالسباق؟
وحاول ديكلان أن يتملص من الإجابة، ثم قال: بايدن متقدم فى استطلاعات الرأى، لكن ترامب فعلها الانتخابات الماضية وفاز على كلينتون التى كانت متقدمة عليه فى الاستطلاعات. إذن يصعب جدا التنبؤ، ويبدو أن الفرز سيكون طويلا جدا..!
< < <
رأيت ترامب لأول مرة، منذ 4 سنوات مضت. بالتحديد مساء الإثنين 19 سبتمبر عام 2016. دخل أمامنا عبر حديقة فندق «بالاس» فى نيويورك مقر إقامة الرئيس السيسى أثناء حضوره اجتماعات الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن الحديقة إلى بهو الفندق إلى المصعد إلى جناح الرئيس السيسى.
كل ذلك أمام رءوس الأشهاد من نزلاء وزوار ورجال إعلام، وهو يومئ برأسه للجميع ناصبا هامته فى خيلاء..!
قبله بنحو 45 دقيقة، دخلت هيلارى كلينتون المرشحة الديمقراطية إلى الفندق من البدروم حيث جراج السيارات، ومنه صعدت إلى جناح الرئيس.
كان لقاء السيسى وكلينتون إيجابيا، لكن البيان الذى صدر عن حملة كلينتون جاء مغايرا لأجواء اللقاء وحاولت أن تصور فيه اللقاء على أنه مخصص لطلب الإفراج عن ناشطة من أصل مصرى.
بينما كان لقاء ترامب والبيان الذى صدر عنه متطابقين فى وصف الأجواء والتعبير عن المواقف.
حرفيا.. استهل ترامب اللقاء قائلا: سيادة الرئيس.. أنا من كبار المعجبين بك وببلادك، إننى أقدر ما فعلته وما قام به شعب مصر من أجل الدفاع عن دولتكم، ومن أجل مصلحة العالم بأسره خلال السنوات الماضية.
وفور الإعلان عن نتائج الانتخابات، وفوز ترامب بها مثلما توقعت مصر، كان السيسى ثانى زعيم يتلقى منه ترامب التهنئة بفوزه بانتخابات الرئاسة.
قبل مرور شهرين على الانتخابات، وقبيل حفل تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب.. سألت الرئيس السيسى فى لقاء مع رؤساء تحرير الصحف القومية: هل كنت تتوقع فوز ترامب بالرئاسة؟
رد الرئيس قائلا: كنت أتوقع أن يفوز، وكان تقديرى للموقف مبنيا على أنه لمس بصراحته وصدقه عقل وقلب المواطن الأمريكى.
< < <
بعدها بنحو 70 يوما زار الرئيس السيسى واشنطن لأول مرة، فى أول زيارة رسمية يقوم بها للولايات المتحدة بدعوة من ترامب.
وعلى مدار 150 دقيقة استغرقتها المباحثات الثنائية والموسعة، التقى الرئيسان، وقال ترامب للسيسى: «إن لديكم صديقا عظيما وحليفا وثيقا يمكنكم الاعتماد عليه، هو الولايات المتحدة وأنا شخصيا».
وتعمقت من هذا اللقاء الأول للرجلين -بعدما صار ترامب رئيساً- صداقة شخصية عميقة ربطت بينهما، دفعت ترامب على مدى اللقاءات التالية بينهما فى واشنطن ونيويورك وفرنسا على هامش قمة مجموعة السبع، إلى وصف الرئيس المصرى، بأنه صديق عزيز وزعيم محترم لبلد صديق.
وفى قضايا كثيرة، كان ترامب وفيا بوعوده للرئيس السيسى، ولعل أقربها هو توسطه فى النزاع حول سد النهضة واستضافته للمفاوضات الثلاثية للتوصل إلى اتفاق يضمن حق إثيوبيا فى التنمية وحق مصر والسودان فى نصيب كل منهما من مياه النيل. ثم توجيهه تحذيره الرادع للنظام الإثيوبى من أن استمرار التعنت سيدفع مصر حتما إلى الخيار الأخير وهو تفجير السد. ولعله كان يريد أن يقول لإثيوبيا: إن التوصل إلى اتفاق عادل ومنصف مع مصر والسودان، هو السبيل الوحيد للتنمية وصون حق الشعوب فى العيش الآمن.
< < <
أظن المرشح الديمقراطى جو بايدن، عندما دون تغريدته ضد النظام الوطنى المصرى منذ أربعة أشهر، والتى تحمل تجاوزا عن الأعراف الدبلوماسية، قد نسى رد الفعل المصرى قبلها بسبع سنوات، حين تلقى القائد العام للقوات المسلحة المصرية تهديدا بقطع المساعدات العسكرية إذا انحاز الجيش لمطالب الشعب.
عشية قيام ثورة ٣٠ يونيو، وقبل يوم من انتهاء مهلة الأيام السبعة التى أعطاها الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة باسم الجيش لإنهاء الصراع السياسى بين النظام والقوى الديمقراطية.. طلب  رئيس مكتب التعاون العسكرى الأمريكى فى مصر وهو جنرال كبير، الحضور إلى الأمانة العامة لوزارة الدفاع وبصحبته آن باترسون السفيرة الأمريكية بالقاهرة، لإبلاغ القيادة العسكرية المصرية رسالة من البنتاجون.
أخطر الجنرال الأمريكى اللواء محمد سعيد العصار مساعد وزير الدفاع ومسئول ملف التعاون العسكرى مع الولايات المتحدة بالرسالة ومفادها أن القانون الأمريكى يحظر على الإدارة الأمريكية إعطاء مساعدات لأى دولة يجرى فيها «انقلاب عسكري» على نظام منتخب.
أبلغ العصار الرسالة إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسى الذى كلفه بنقل رد حاسم يقول: «نحن لا ندبر انقلابات، ولكننا لن نترك الشعب فى مهب الريح، ولو كنتم تتخيلون أن القوات المسلحة ستتخلى عن الشعب فى مقابل ١٫٣ مليار دولار (قيمة المساعدات العسكرية السنوية الأمريكية لمصر)، فإننا نقول لكم: إننا لن نتخلى عن الشعب ولو فى مقابل ١٫٣ تريليون دولار».
قطعا يعرف بايدن رد القائد العام المصرى الذى صار رئيسا للجمهورية، ولا شك أنه يفهم من ذلك الرد، أن تغريدته لن تزيد الزعيم المصرى إلا صلابة وتمسكا بنهج بلاده.
< < <
أما عن محاولة بعض الإخوة النخباويين تصوير بايدن على أنه مختلف عن ترامب فى الانحياز لإسرائيل، فقد كنت شاهدا على موقف معاكس لذلك التصور ورأيت وسمعت من داخل اجتماع مغلق حضرته مع بايدن منذ ٩٠ شهرا مضت!
ففى مطلع مايو عام ٢٠١٣، قبيل أقل من شهرين على انفجار ثورة ٣٠ يونيو، سافرت بدعوة من وزير الخارجية محمد كامل عمرو لحضور اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية مع الجانب الأمريكى فى واشنطن.
وفى الطابق الثانى لمبنى «بلير هاوس»، وهو قصر الضيافة الأمريكى الواقع فى طريق بنسلفانيا بالعاصمة واشنطن جرت وقائع الاجتماع الذى ضم أعضاء الوفد الوزارى للجنة متابعة مبادرة السلام، مع جون كيرى وزير الخارجية واثنين من مساعديه بمشاركة نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية، بينما ترأس الوفد حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى لاعتبارات بروتوكولية بحكم منصبه. وكنت الوحيد الذى حضر الاجتماع من غير الوزراء العرب.
وكان أهم ما استوقفنى خلال الاجتماع وفاجأ الوزراء هو حضور جو بايدن نائب الرئيس ليتابع مجريات النقاش لمدة تزيد على نصف ساعة من عمر الاجتماع الذى استغرق ساعتين، وكان يتحدث عن تعديل مبادرة السلام العربية لتشجيع إسرائيل على الانخراط فى المفاوضات.
ولأول مرة.. قدم حمد بن جاسم رئيس الوفد العربى تنازلا عن بنود مبادرة السلام العربية حين ألمح أن الجانب العربى يوافق على تبادل أراض محدودة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
بينما الجامعة العربية لم تعلن تبنيها قبل ذلك مطلقا لمبدأ تبادل الأراضى.
وفى اليوم التالى سئل جون كيرى عن سر اهتمام الجانب الأمريكى بما أعلنته الجامعة العربية عن تبادل الأراضى، برغم أن هذا المبدأ جاء ضمن حزمة كلينتون للسلام التى طرحها عام 2000 فيما يعرف بـ«كامب ديفيد- ٢»، فقال: إن ما أعلنه كلينتون جاء على لسانه هو، بينما لم يسبق للجامعة العربية أن أعلنت عنه من قبل!
وكان اجتماع «بلير هاوس»، والرءوس الواطئة العربية فى زمن الجزر العربي، هو الخطوة الكبرى على الطريق الذى أدى إلى إلغاء مبادرة السلام العربية عمليا والتحول إلى مبدأ «التطويع»، مقابل التطبيع..!
أخلص لأن أقول: إذا كان الأمر يتعلق بإسرائيل، فلا خلاف بين ترامب وبايدن إلا فى تسارع العربة.
أما عن العلاقات المصرية الأمريكية فأظن أن الواقعية السياسية هى التى يجب أن تغلب على المواقف المتوقعة للإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس الجديد أياً كان، وإن التعاون الاستراتيجى بين البلدين هو العنصر الحاكم لاتجاهات ساكن البيت الأبيض.