حكايات| الأم الحزينة.. «شيري» تستعيد القديسين بـ«سفينة الموزاييك»

 الأم الحزينة.. «شيري» تستعيد القديسين بـ«سفينة الموزاييك»
الأم الحزينة.. «شيري» تستعيد القديسين بـ«سفينة الموزاييك»

أينما تطأ قدماك في أي كنيسة أثرية أو حديثة في العالم، تجدها لا تخلو من الأيقونات والرسومات القبطية للعديد من القديسين والرموز المسيحية داخلها وللسيد المسيح والسيدة العذراء، حتى أصبحت الأيقونات مصدرًا للجوء الأقباط للصلاة وطلب الشفاعة من صاحب الأيقونة لتحقيق الأمنيات والطلبات من الله.

 

شيري نشأت (26 عامًا) فتاة أيقنت رسم الأيقونات القبطية للعديد من القديسين بالكنيسة، لكن الصورة الأولى لها كانت مع لوحة السيدة العذراء مريم قبل أن تطلق عليها (الأم الحزينة)، وهي صورة للسيدة العذراء تحمل رضيعها وبملامحها جسد حزن العذراء بعد هروبها من بطش الإمبراطور بلاطس وهروبها إلى مصر.

 

لم تكن تلك اللوحة الوحيدة التي رسمتها شيري؛ حيث تعددت اللوحات بعدها، مستندة إلى كونها خريجة كلية التربية الفنية، وتمكنها من رسم اللوحات باستخدام الموزابيك والأزار، وذلك عن طريق تجميع 20 قطعة من الموزابيك عقب تكسيرها.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| شموع الكنائس.. سر قبطي تحميه السيدة العذراء

 

والموزاييك هو فن وحرفة صناعة المكعبات الصغيرة واستعمالها في زخرفة وتزيين الفراغات الأرضية والجدارية عن طريق تثبيتها وتشكيل التصاميم المتنوعة ذات الألوان المختلفة، بحسب ما ذكرته شيري.

 

 

ويمكن استخدام مواد متنوعة مثل الحجارة والمعادن والزجاج والأصداف وغيرها، وفي العادة يتم توزيع الحبيبات الملونة المصنوعة من تلك المواد بشكل فني ليعبر عن قيم دينية وحضارية وفنية بأسلوب فني مؤثر، وهو يعتبر من أقدم فنون التصوير.

 

 

ولا تتخلى الفنانة الصغيرة عن الخشب وموزيك وقطع من  الأزار وقلم رصاص تخطط به قبل الرسم، وغراء أبيض وجفت، ومنذ أن كانت في الكلية وهي تحب الرسم، خاصة أنها لم تدرسه لكنها أحبته بهذه الطريقة واتعلمته بالممارسة لأن هذا النوع من الفن لا يوجد قسم له بالكلية.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| أول صيام للبشر.. 36 يومًا في السنة رفعها الفراعنة لـ70 

 

وتروي شيري: "لوالدي الفضل في أنني طورت من نفسي واستمر في الرسم حتى رسمت أكثر من لوحة لبعض القديسين أولها لوحة السيدة العذراء والتي استخدم فيها حوالي 20 ألف قطعة موزاييك تم تكسيرها وتجميعها في اللوحة، وأيضا لوحات أخرى للقديسين أبي سيفين ولوحة للسيد المسيح".

 

 

وبالنسبة لعلاقتها بالكنيسة، تقول: "خدمتي بالكنيسة وعلاقتي بحضور الخدمات الكنسية أثرت بشكل كبير في معرفتي بقصص القديسين، وجعلتني أعجب بهم ومن خلال قصصهم استطيع أن أجسد اللوحة للعديد بشكل أفضل".

 

وعن طموحاتها تأمل الفنانة الشابة في نشر فن الموزاييك، وأن ترسم لوحات أخرى ليست فقط لشخصيات قبطية في الكنيسة بل صور لشخصيات عامة والطبيعة، وأن يتم عرض لوحات في معارض كبيرة حتى ينشر فن الموزابيك.