حبر على ورق

الأمل فى زمن الكورونا

نوال مصطفى
نوال مصطفى

رغم قتامة المشهد خلال الشهور الماضية منذ فبراير الماضى وحتى أكتوبر الحالى. ثمانية شهور صعبة، قاسية عاشها العالم، ولاتزال آثارها مؤلمة للجميع مع اختلاف الدرجة، وحدة الأزمة. استطاع البعض أن يضيء شمعة فى النفق المظلم. إنجازات على الأرض قام بها أشخاص ينتمون إلى تلك الفصيلة النادرة من البشر، إنهم «صناع الأمل». ماذا فعلوا فى زمن كورونا الحزين وكيف حولوا اليأس إلى أمل؟ كيف تحدوا الظروف واشتغلوا مع فرق عمل مؤمنة بهم وبما يفعلون فى عز الحظر والإغلاق والخوف المحدق بالجميع؟.
تصادف أن تنطلق فاعليتان مهمتان فى أسبوع واحد أحدهما من جمعية رعاية أطفال السجينات، والثانية من مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان. الأولى هى إطلاق مسابقة «نوال مصطفى لريادة الأعمال للغارمات». احتفلنا الأسبوع الماضى بحفل إعلان أسماء الفائزات بجوائز المسابقة فى دورتها الأولى.
استلهمت فكرة المسابقة من خلال معايشتى لسنوات طوال لسيدات واجهن من قسوة الحياة ما تنوء به الجبال، وجدت منهن الصلابة، والقدرة على تجاوز الألم، بل رأيت فى الكثير منهن التمسك بالأمل والحرص على الفرص الحقيقية التى حاولت جمعية رعاية أطفال السجينات تقديمها لهن.
إيمان هؤلاء جعلنى أتمسك برأيى الذى كان يراه الكثيرون مثاليًا، لا يمت للواقع بصلة وهو: أن تغيير حياة البشر ممكن. سبب آخر جعل فكرة المسابقة أكثر إلحاحًا علىّ وهو انتشار فيروس كورونا، جائحة كوفيدـ19 التى قطعت أرزاق الكثير من البشر، وكانت تلك الفئة المناضلة من أجل الحياة أكثر الفئات تضررا من وقف الحال الذى أصاب الجميع. رأيت الكثير من الدموع فى عيون السيدات اللاتى تقلصت مرتباتهن أو انعدمت.
شاركنى الفرحة بهؤلاء النساء الرائعات عدد من الشخصيات المهمة: الدكتور خالد عبدالفتاح، مدير مبادرة حياة كريمة بوزارة التضامن الاجتماعى ومستشار وزيرة التضامن للمتابعة والتقييم، والدكتورة حياة خطاب عضو مجلس الشيوخ، والأستاذة هدى البكر، المدير التنفيذى للشبكة العربية للمنظمات الأهلية.
تضمن الحفل توزيع جوائز المسابقة المادية على الفائزات بالمشروعات الثلاثة الأولى وفازت بالمركز الأول مها محمود من محافظة الأقصر صاحبة مشروع مصنع إنتاج المشابك الخشبية والثانى إيمان حسين صاحبة مشروع حضانة متكاملة والثالث راندا حسين صاحبة مشروع محل مكواة وتصليح ملابس، إلى جانب تكريم سبعة مشروعات أخرى ضمن القائمة القصيرة ومنحهن دورة تدريبية فى كيفية إقامة المشروعات الصغيرة.
كبار بلا مأوى
شاركت زميلى ورفيق رحلة «صناع الأمل» المهندس محمود وحيد، الفائز بلقب «صانع الأمل الأول» عام 2018 فرحته فى حفل افتتاح مجمع إيواء لدمج الأطفال وكبار السن بلا مأوى الذى أقامه بالتعاون بين مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان ووزارة التضامن الاجتماعى. حضر الحفل كوكبة من الشخصيات العامة والوزراء وقادة المجتمع المدنى وكبار الإعلاميين وذلك بحضور معالى الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، والدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة.
هذا الصرح الإنسانى الكبير الذى بذل محمود جهدا كبيرا حتى يخرجه إلى النور بهذا المستوى المحترم الراقى، الذى يثمن كرامة الإنسان، ويعيد للمسن المنسى من أهله وذويه إحساسه بالآدمية والأهمية باعتباره إنسانًا.
فرحت بوعود وزرائنا الأعزاء الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب الذى وعد بتأسيس ملاعب، وصالات جيم بدار الإيواء، وكذلك طالب الإعلامى طارق علام بإقامة دار سينما ومسرح وكافيتريات للترفيه عن كبار السن وكذلك الأطفال الذين يشغلون مبنى مستقلًا فى الدار. كلام جميل استمعنا إليه خلال تلك الساعات المضيئة بالأمل والطاقة الإيجابية أسعدتنى حقا. شعرت أن إنجاز محمود هو إنجازى الشخصى، وهذا أهم ما يميز «صناع الأمل». نحن نفرح ونحتفل بكل من يضيف بسمة جديدة على وجه إنسان، ويرفع الحزن والهموم عن كاهل الضعفاء والبسطاء من أهلنا الطيبين. مبروك محمود وحيد.