حكايات الحوادث| الرضيع.. ضحية الأمومة الجاحدة‎

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الأمومة شعور تطمح له كل أنثى، ولو علا شأنها، ومكانتها في المجتمع، فالأم كلمة عدد حروفها قليل، لكن معناها عظيم، فهي نبع الحب، والحنان، والطمأنينة، وما إن تنظر إلى امرأة تحتضن وليدها لتشعر بشيئ من ذلك الحنان والرحمة، وقد تمتلك كل شيئ لكن لا شيئ يضاهي حضن الأم وحنانها، وعطفها على وليدها، لكن كان لهذه الأم التي تجردت من كل معاني الأمومة والرحمة، حتى ولو أمطرت دموعها تراب قبر رضيعها فما عاد ينفع الندم، ولا النعايا، حيث تركت رضيعها ٨ أيام وحيدا، حتى توفي متأثرا بالجوع.

 

كادت حنجرة الرضيع الضعيفة أن تنشق من كثرة البكاء، غاضبا منزعجا، لشعوره بالجوع يبحث عن ثدي أمه، يضع يده الصغيرة في فمه يمصمص أصابعه طمعا في الحصول على الحليب، أو أي شيئ يشبع شعوره بالجوع، ولم يتمكن من النوم جيدا، ويدخل في نوبة من البكاء، والصرخات، والأنين، استمر الرضيع على هذا الحال لمدة ٨ أيام، دون أن يشعر به أحد يتوسط سريره، ترتطم صرخاته بجدارن الغرفة دون مغيث، ولم يتحمل جسده الضعيف مقاومة الجوع، حتى جفت بشرته، وغطت المرارة حلقه، وتوفي متأثرا بآلامه.

 

بينما كانت الأم الجاحدة، والتي اصطحبت ابنها الأكبر، وتركت المنزل، دون أن تخبر أحد من عائلة زوجها المقيمين معها بالمنزل كي يقوموا برعايته بأنها تركت الرضيع وحيدا، بعد مشاجرة نشبت بينها، وبين زوجها، الذي كان يحضر كل أسبوع، حيث يعمل بالقاهرة، بحثا عن لقمة العيش، وأثناء مكالمة هاتفية بين الأب والأم التي تجردت من كل مشاعر الأمومة، والإنسانية، أخبرته بأنها تركت الرضيع بمفرده منذ نشوب الخلاف بينهما، ازدادت دقات قلبه، وكاد أن يغشى عليه، وهرول مسرعا إلى المنزل، وفي مشهد تقشعر له الأبدان، ويذوب له الصخر، تنذرف الدموع على الأعين، يصاحبها نحيب، وبكاء مرير من هول المشهد حيث تحللت جثة الصغير فوق السرير.

 

وبإخطار اللواء فخر العربي مدير أمن القليوبية، انتقل رجال مباحث مركز طوخ، لمعاينة مكان الواقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة، ذكر فيه الأب اكتشافه لجثة ابنه الرضيع، وعدم تواجد زوجته بالمنزل، واحيل المحضر إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الرضيع الذي لا ذنب له بعد العرض على الطب الشرعي، وتولت التحقيقات.