شائعات الخطف.. «عرض مستمر» دون معرفة مروجيها

شائعات  اختطاف الفتيات والأطفال
شائعات اختطاف الفتيات والأطفال

لا يمر أسبوع دون، تداول أخبار عن اختطاف الفتيات والأطفال، ثم تؤول الأمور في كل حادثة إلى سبب آخر أدى للاختفاء، ربما الغضب من الأهل، أو قصة إحدى الغراميات المراهقة.. ليتبين الجمهور في النهاية أن هناك من يلعب وراء الستار ويروج لأكاذيب.

 

شائعات تروج لنشر الذعر، يبقى السلاح الأقوى لها هو تصديق المتلقين لها، ومشاركتهم لها بدلا من تدقيقها والصبر حتى ترد الجهات المسؤولة ويتبين صحتها.

 

اقرأ أيضا|«أمن المنافذ» يضبط 39 قضية متنوعة خلال 24 ساعة

 

وقائع غامضة

 

عدة مرات تتلقى فيها أجهزة الأمن بلاغات بوجود حالات اختطاف لتكتشف في النهاية أن الموضوع ليس له أساس من الصحة، فعلى سبيل المثال توصلت لحقيقة إحدى الشائعات عن خطف الأطفال، بعد تداول صورة سيدة على فيس بوك، وزعم خطفها الأطفال من داخل المحلات التجارية.

 

وتمكنت الوزارة عقب التوصل إلى قيام سيدة مقيمة بدائرة قسم شرطة القطامية وبصحبتها شقيقتها مقيمة بذات العنوان بتصوير المبلغة حال تواجدها داخل المحل المشار إليه، وهي من قامت بنشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وقامت الأجهزة بضبطهن لادعائهما على إحدى المواطنات بدون سند، ونشر أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام، وبمواجهتهن اعترفن بارتكاب الواقعة.

 

اختفاء فتاة

 

مرة أخرى يرد لأجهزة الأمن أخبار تفيد باختطاف فتاة، إذ تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف حقيقة منشور متداول على موقع "فيس بوك" يزعم محاولة اختطاف فتاة بالقاهرة، يتضمن قيام أحد الأشخاص بملاحقة إحدى الفتيات ومحاولة اختطافها ووضع صورة له بالمنشور حال سيرهما بدائرة قسم شرطة المرج بالقاهرة، وأسفرت جهود أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة عن عدم صحة الواقعة وتمكنت من التوصل للفتاة المشار إليها وباستدعائها تبين أنها (طالبة، ومقيمة بدائرة القسم) وبسؤالها أنكرت تعرضها لأى محاولات خطف أو مضايقة من قِبل الشخص الظاهر بتلك الصور وأضافت بقيامها بإخبار (خطيبها) بشعورها بقيام أحد الأشخاص بتتبعها خوفًا من الإيذاء إلا أنها فوجئت بقيام خطيبها بنشر الواقعة على موقع التواصل الاجتماعي على خلاف الحقيقة.

 

استدعى الأمن خطيبها وبسؤاله أيد ما سبق وأضاف بتحصله على الصور من أحد المحال التجارية بمحل الواقعة وقيامه بنشرها خشية من تعرض ذلك الشخص للفتيات بالمنطقة سكنهم، وأمكن التوصل لذلك الشخص الموضح بالصور وتبين أنه (عامل، ومقيم بالجيزة) وبإستدعائه أقر بأنه المتواجد بالصور ونفى قيامه بأى أفعال تضر بالفتاة المشار إليها ولم يعلل سببًا لإدعائهما عليه بذلك، تم اتخاذ الإجراءات القانونية.

 

وفي واقعة أخرى كشفت وزارة الداخلية، حقيقة يتم تداوله في منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يتضمن الزعم بقيام بعض سائقي مركبات "التوك توك" بخطف الأطفال.، وتبين عدم صحة ما جاء بالمنشور، وأن الواقعة لا تعدو حدوث مشادة كلامية بين ربة منزل وسائق مركبة توك توك وباستدعائهما أقرا بأن ما نشر عاري تماماً من الصحة وأن ما حدث لا يتعدى سوى مشادة كلامية بينهما بسبب الاختلاف على قيمة الأجرة حال تواجدهما بدائرة القسم.

 

فتاة الإسكندرية

 

كانت إحدى القضايا التي أخذت رواجا، هي شائعة اختطاف فتاة الإسكندرية، والتي نجح الأمن في العثور عليها واسمها "فرح.إ.س" طالبة بالصف الثاني الإعدادي، وذلك بعد تغيبها عن منزل أسرتها بمنطقة سموحة منذ يومين.

 

وكانت أسرة الطالبة "ف.إ.س" حررت محضرا بقسم شرطة سيدي جابر حمل رقم 10270 لسنة 2020 إداري سيدي جابر، يفيد تغيبها عن المنزل بعد خروجها لشراء بعض المستلزمات.

 

وتسبب الواقعة في تداول شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحذر من وجود حوادث خطف لـ 4 فتيات بالإسكندرية، وهو ما نفته وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أمس، مؤكدة أن عدم صحة ما تداولته بعض الصفحات على شبكة الإنترنت، من إدعاءات حول تعدد حالات اختفاء فتيات المدارس بالإسكندرية.

 

وأكدت الوزارة أن الواقعة تتلخص في بلاغ أسرة طالبة بإحدى المدارس بتغيبها عن المنزل، ويجرى حالياً فحص البلاغ المشار إليه- في إشارة إلى طالبة سموحة.

 

اختفاء فتاة بورسعيد

 

القضية الاخرى التي تسببت في ضجة كبيرة هي اختفاء فتاة من بورسعيد، وتمكنت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية من العثور عليها 24 أكتوبر الجاري، والذي أبلغ والدها بغيابها عقب خروجها لتلقي الدروس الخصوصية.

 

وتبين هروبها من منزلها عقب تعرفها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي على شاب من منطقة حلوان بالقاهرة، ولسوء معاملة والدتها اتفقت معه على مقابلتها بميدان رمسيس بالقاهرة، وتقابلا وأقامت طرف والدته بإحدى مناطق حلوان.

 

وتم إستهدافهما وضبطهما، وقررت بتركها مسكن والدها بمحض إرادتها لسوء معاملة والدتها لها.

 

عقوبة ترويج الشائعات

 

وترصد «بوابة أخبار اليوم»، عقوبة ترويج الشائعات عبر مواقع السوشيال ميديا المختلفة والتي تتراوح بين السجن والغرامة.

 

أكد المحامي خالد فؤاد محامي بالنقض أن نص المادة (289) من قانون العقوبات بعد التعديل هي كل من خطف من غير تحايل ولا إكراه طفلاً يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشرة سنوات أما إذا كان الخطف مصحوباً بطلب فدية فتكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن خمسة عشر سنة ولا تزيد على عشرين سنة ومع ذلك يحكم على فاعل جناية الخطف بالإعدام أو السجن المؤبد إذا اقترنت بها جريمة مواقعة المخطوف أو هتك عرضه.

 

بحسب المادة 188 من قانون العقوبات، يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز السنة وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 20 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من نشر بسوء قصد أخبارا أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو أوراقا مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذبا إلى الغير، إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

 

كما أكد د.أحمد العطفى خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قع العبء الأكبر على رجال الأمن أثناء ظهور الشائعات، وذلك للحد من انتشارها وإلقاء القبض على مروجي تلك الشائعات، ويتجلى دور رجال الأمن أثناء ظهور الشائعات يتم جمع ورصد الشائعات من خلال مراكز رصد الشائعات ونقاط الاستقبال ، وعليها رصد الشائعات رصداً مكانياً وزمانياً ورصد نصها وشكلها وحجمها ونوعيتها، ويتم ذلك بطرق علمية مبسطة  كما انها تساعد رجال الأمن في البحث عن أي آثار لتلك الشائعات ، وردة الفعل .

 

وأضاف العطفى على أن وسائل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حديين الإيجابي هو مساعدة الشرطة في بداية المعلومة وتوضح دور الأمن في الرد على الشائعات حيث أن الفكر يحارب بالفكر والشائعات تحارب بالحقيقة وتقوم الداخلية بنشر الحقيقة والرد على المزايدات الكاذبة كما نشاهد في الفترة الحالية اما السلبي هو نشر البلبلة والأقاويل بين الرأي العام.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي