«بناء الموثرات البصرية في الفيلم السينمائي» في ندوة بمهرجان الجونة 2020

مينا إبراهيم مشرف الرسوم المتحركة
مينا إبراهيم مشرف الرسوم المتحركة

 

عقدت محاضرة، على هامش فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي، حول "خلق العوالم عبر المؤثرات البصرية" لمينا إبراهيم مشرف الرسوم المتحركة، والذي تحدث عن كيفية بناء العالم الخيالي لمسلسل، وبث الحياة في المخلوقات، فضلا عن دور الإنتاج الافتراضي في تحقيق مؤثرات بصرية رائدة. 

قال مينا: "أخر عشر سنوات توسع إنتاج المؤثرات البصرية، حيث حازت على العديد من الجوائز واليوم نركز على الأعمال التي شاركنا فيها على إتش بي أو، لدينا عدد كبير من التخصصات ٦ منها الكتابة والرسوم والمؤثرات البصرية، ونحن نبتكر الحلول وأعمالنا سيتذكرها المشاهدين دائماً". 

 

أقراء أيضا:ننشر فعاليات اليوم السادس لمهرجان الجونة 2020

 

وأضاف: "أعمال  المؤثرات البصرية تشبه عملية كاملة لبناء فيلم موازي إلى جانب العمل، فمثلاً مسلسل المواد المظلمة الذي شاركنا فيه على قناة إتش بي أو هو قصة خيالية تدور حول العوالم المتعددة وكل عالم له قوانين وحياة مختلفة، البطلة تتبع الخط السردي في القصة وهي التي تكتشف الحقيقة حيث يمكنها الحصول علي إجابة أي سؤال، والأمر المثير في المؤثرات البصرية هي أن كل شخصية بشرية سيكون لها شخصية حيوان موازي يرافقه وهذا كان تحدي كبير لنا أن يخلق الكمبيوتر حيوان يمشي مع كل إنسان ويوازيه في كل تحركاته أمر صعب للغاية، كان المسلسل ثمان حلقات في كل موسم وكل حلقة ساعة".

واستكمل الحديث قائلا: "بدأ المشروع في يناير وكان علينا تسليم الحلقات في شهر أغسطس، ولا نتحدث هنا عن فيلم ساعتين ولكنه أشبه بفيلم ثمان ساعات، وهو ما جعلنا نعتبر الأمر تحدي وطموح كبير خاص جداً".

وقال مينا: "بدأنا عملية البحث في المراجع عن شخصيات الحيوانات، وهناك الكثير من التفاصيل في هذا العمل فلا يوجد مشهد واحد لا يعجبني، خاصة مشاهد الدببة القطبية، فالدب كان من أبطال هذه القصة وحاولنا أن نستثمر فيه جهدنا ليظهر بصورة طبيعية، حيث تلتقي البطلة مع الدب وهي شخصية لديها الذكاء البشري وتقاتل دببه أخرى قوية جداً تعيش في القطب الشمالي، أما الدب يوريك هو ملك الدببة المدرعة حتي يقوم بقتل دب آخر فيتم نفيه ويعثر عليه البشر الأشرار وينتزعوا منه درعه ويستعبده ثم يلتقي ليرة بطلة العمل التي تعده باستعادة درعه مرة أخري بشرط أن ينضم لها في رحلتها ويقاتل معها ليعود ملك مرة أخري للدببة القطبية".

وتحدث مينا إبراهيم عن الشخصيات قائلا: "الشخصيات تتطور خلال أحداث الفيلم ونرى مراحل مختلفة في تطور حياة الدب القطبي، وفي البداية نبدأ بوضع النموذج الذي نريد صنعه ثم نقوم بتشريح الشخصية لتتحرك بشكل يبدو حي ثم تأتي مرحلة التحريك ونبدأ بجمع القطع لتحريك الشكل الذي نصنعه مثل العروسة، فنحن بحاجة لتبدو الشخصيات حية، ثم نضع النظرة واللون والإضاءات المناسبة للشخصيات ونحاول تطويعها لتسرد الحوار بالشكل المناسب ونبدأ بتركيبه علي المشهد، ثم نجمع كل القطع مع بعضها ليكتمل الفيلم".

واختتم مينا إبراهيم حديثه قائلا: "نري الدب يورك في البداية في حال ضعيف ونحن أيضا نمر بالتفاصيل الدقيقة التي تمر بها الشخصيات، ولكي نوضح للمشاهد تفاصيل هذة الشخصية علي الشاشة، علينا أن نعكس الأداء أو الحالة التي تظهر بها الشخصية علي ملامحه، واستغرقنا وقت طويل في البحث بالمراجع عن أشكال وأنواع الدببة القطبية فحديقة حيوان مونتريال تضم مجموعة حية من هذه الدببة، وكنا حريصين علي البحث في كل المراجع عن شكل وعادات ومواصفات وأنواع الدببة القطبية، ودرسنا كل تفصيلة صغيرة لشكل الجسم لتبدو الدببة حقيقية".