«ثروات النساء».. من تحت البلاطة لخزائن البنوك

«ثروات النساء».. من تحت البلاطة لخزائن البنوك
«ثروات النساء».. من تحت البلاطة لخزائن البنوك

النساء يستحوذن على نصيب الأسد من صناديق حفظ المقتنيات والمجوهرات

الطب النفسي: عدم شعور النساء بالأمان في بيتوهن الدافع الأول

اقتصاديون: وضع طبيعي مع تطور دور المرأة في المجتمعات

صور عائلية وخطابات غرامية وخاتم زواج من أهم المقتنيات للسيدات


مها طلعت 

 

خزائن البنوك بين تخزين الذهب والأوراق واللوحات وكل ما أردت إخفاءه عن العيون في البداية كان طريق البنوك في فترة الخمسينيات وبدايات الستينيات لا يعرفها غير الرجال ولا تدخل النساء البنوك وكن يحتفظن بأموالهن تحت البلاطة أو تتحول إلى مشغولات ذهبية تلبسها أينما ذهبت ومهما ثقل وزنها، ولكن انقلبت الأوضاع فى يومنا هذا وإستحوذت النساء علي العديد من خزائن البنوك الخاصة أو بمعني آخر صناديق الأمانات لحفظ المقتنيات الثمينة من مجوهرات ومشغولات وأوراق خاصة وأحياناً ذكريات.

 

ويشير اقتصاديون إلى أن هذا وضع طبيعى جداً مع تطور دور المرأة في المجتمعات وتعدد مراكزها وكون لها ذمة مالية منفصلة وأهداف خاصة بها بينما يشير الطب النفسى إلى أن لجوء المرأة إلى الاحتفاظ بمقتنياتها بالبنوك يدل على عدم شعور المرأة بالأمان أو الخصوصية في بيتها خاصة مع امتلاكها الحرية فى اتخاذ القرارات الخاصة بها.

 

في البداية يشير جمال أحمد السيد عضو مجلس إدارة  فرع لبنك خليجى بالقاهرة أن استحواذ النساء على صناديق الأمانات بالبنوك وضع طبيعى جداً ومنتشر في كثير من الدول العربية فالمرأة أصبح لديها عملها الخاص ومشاريعها فهي كيان مستقل ومن حقها أن تؤجر صناديق الأمانات أو الخزائن الخاصة خاصة إذا كانت تمتلك مجوهرات تخشى عليها أو أحجار كريمة وأحياناً بعض السيدات يلجأن إلى الخزائن الخاصة للاحتفاظ بعقود مهمة أو أوراق مهمة تخص أسرتها.

 

 

فيما يطلب البعض الآخر صناديق بأحجام كبيرة للاحتفاظ بمقتنيات ثمينة أو لا تقدر بثمن منها اللوحات أو أخرى أثرية وتتراوح إيجار تلك الخزائن من بنك إلى آخر والبعض من البنوك يشترط أن يكون لصاحب الخزانة حساب بالبنك أو معاملات لا تقل عن حد معين فصناديق الأمانات بالبنوك تعد آداة مهمة لحفظ المقتنيات الثمينة وتتيحها البنوك لعملائها بأسعار مختلفة وعمولات تأمين تختلف من بنك لآخر. 


ويشير إلى أن غالبية البنوك العاملة بالسوق المصري  تقدم خدمات تأجير الخزائن الحديدية للعملاء ولكن هناك شروط للحصول على هذه الخدمة خاصة أن هناك بعض البنوك تشترط تقديم هذة الخدمات لكبار العملاء فقط، وفى نفس الوقت توفر البنوك أحجام مختلفة للخزائن الحديدية بما يناسب احتياجات العملاء المختلفة.


وتضيف دكتورة عزة بجاتو أستاذ الاقتصاد بجامعة السادس من أكتوبر أن تطور شخصية المرأة المصرية وخوضها العديد من المجالات يتماشى مع اتجاهها للاحتفاظ بمقتنياتها الخاصة في صناديق الأمانات فى البنوك مع تزايد توسعاتها في مجال الأعمال وفى جميع المجالات وطبيعى أن تسعى لحماية ممتلكاتها خاصة أن أمتلاك خزنة بأى بنك ليس من الصعوبة في الحصول عليها يكفي أن يكون لديك حساب بهذا البنك.

 

وأكدت أنها تمتلك صندوقاً خاصاً بها وغالبية سيدات الأعمال والفنانات وغيرهن من رموز المجتمع يمتلكن تلك الخزائن ومن أن تحتفظ بها بمشغولات ذهبية أو أوراق ملكية أراض أو شقق وغيرها، وأن ما يدعو إلى الملاحظة أن نسبه امتلاك النساء لصناديق الأمانات ارتفعت خلال فترة انخفاض أسعار الذهب حيث أتجهت الكثيرات إلي شراء السبائك الذهبية بكميات وتخزينها وهذا لم ينطبق علي النساء فقط ولكن الرجال أيضاً خاصة أن أسعار تأجيرها ليست مرتفعة فهى تتراوح ما بين 400 و600 جنيه سنوياً على حسب البنك تقريباً.

 


وتقول هدير عنايت الموظفة بقسم صناديق الأمانات ببنك أجنبى  أن الخزائن الحديدية تعد من أهم المنتجات المصرفية التي توفر للعملاء إمكانية الاحتفاظ بالمجوهرات والمقتنيات الثمينة والمستندات المهمة فيها  للحصول على أكبر قدر من الأمان وبعيداً عن خطر الحرائق أو السرقة وبالطبع تمتلك النساء عدد كبير منها ويحتفظن بأشياء ثمينة أو مستندات وأوراق وعقود مشيرة إلى أن النساء يتميزن بمقدرة فائقة علي قراءة السوق خاصة تلك الفترة التي أتجهت الكثيرات إلي فك شهادات أو تحويل سيولة نقديه إلي سبائك ذهبية وهذا لاحظته كثيراً خلال الفترة الماضية. 


وتؤكد عنايت أن هذه الخدمة واجهت عدة انتقادات خاصة  في عام 2015 حيث كثر الاحتفاظ بالدولار بغرض الاستفادة من توقع البعض ارتفاع أسعار صرفه مقابل العملة المحلية قبل تحرير سعر الصرف في نوفمبر 2016 حيث اعتبر البعض تأجير الخزائن الحديدية أفضل وسيلة لتجاوز قرارات سقف الإيداعات الكاش وقتها المحدد بـ10 آلاف دولار يومياً و50 ألف شهرياً بالإضافة لقرار السحب اليومى البالغ بنحو 10 آلاف دولار يومياً وهو كان من أسرع الطرق للاحتفاظ بالدولار من جهة النساء والرجال وقتها.


وتوضح أن من أعجب ما شاهدته علي مدار السنوات هو احتفاظ البعض من السيدات بأشياء غير متوقعة منها صور عائلية وخطابات قديمة ووردة جافة أو لعبة لطفل أو خاتم زواج وغيرها من الأشياء البعيدة عن الذهب والمجوهرات والمقتنيات الثمينة ولكن ذكريات لا تقدر بالمال. 


ويشير المستشار يسري مجالي أبنوب المحامي بالنقض أن عملية تأجير خزينة حديدية  اليوم ليست عملية سهلة  بل أن البنوك أصبحت تقصرها علي عملائها المعروفين وبالطبع للسيدات نصيب كبير في هذا وهناك كميات كبيرة من الخزائن مؤجرة منذ فترات طويلة والغالبية العظمى من هذه الخزائن مستأجروها لا يتعاملون معها لأسباب عديدة منها السفر أو المرض أو الموت،  كما أن هذه الخزائن قد تحتوي على قصص وصور تمثل مفاجأة للورثة  عندما يموت أو تموت مستأجرة الخزينة ويتم تسليم المتعلقات إليهم بل وقد تحتوي علي عقود زواج أو عقود تمليك أراضٍ وفيلات لا يعرفها الورثة إلا عند فتح هذه الخزائن، كما أن تأجير صناديق الأمانات يوفر الأمان والطمأنينة المطلوبة كما أن إرتفاع معدل الجريمة والسطو على المنازل غير سلوكيات الأثرياء في مصر.  


ويضيف الدكتور بيتر مقار أستاذ الطب النفسى أن العديد من السيدات وهم عملاء بالبنوك يتجه إلى استئجار الخزائن الحديدية وصناديق الأمانات باعتبارها ملاذ آمن لحفظ الممتلكات الثمينة والمستندات المهمة وتتيح البنوك ضمن خدماتها استئجار الخزائن الحديدية مع ضمان السرية والخصوصية حيث لا يتم فتح الخزينة إلا في تواجد العميل بنفسه وعنصر الآمان الرئيسي لديهن.

 

ولكن الدافع الحقيقى لاتجاه النساء إلى استئجار الخزائن هو عامل نفسي فى الأساس خاصة في المجتمع المصرى، فرغم التطور التي مرت به النساء بالمجتمع المصرى إلا أنها مازالت تفتقد الخصوصية ولهذا تلجأ إلى الخزائن أو الصناديق الخاصة، وأنه عند حدوث مشادة بين الزوجه وزوجها يلجأ إلى تفتيش أشيائها دون تردد وأمامها وكذللك الفتاه يصبح لأبيها وأخيها الحق في تفتيش أشيائها.

 

ولذا نجد أن المرأة نمت علي أن تخبيء أشيائها الخاصة سواء ذهب أو نقود أو ذكريات هربا من كون خصوصيتها مستباحة للعنصر الذكورى دائماً ومن هنا عندما تجد لديها الحريه في الاحتفاظ بما تملكه من أشياء خاصة بعيداً عن الأعين والتفتيش تتجه بدون تردد إلي تأجير الخزائن الخاصة ونجد أن إيجار الخزائن الخاصة منتشر أكثر في منطقة الدول العربية بشكل عام بينما ليست ظاهرة أساسية ومنتشرة في الدول الأجنبية التي تتمتع فيها النساء بالحرية والخصوصية