«وهم المساواة في أمريكا».. لما لا تحكم النساء البيت الأبيض؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«هل من الممكن أن يكون فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 مجرد حظ ؟».. يظل هذا الاحتمال قائمًا لعدة أسباب، لعل أهمها: أن ترامب لم يكن يومًا رجل ذو شعبية سياسية كبيرة، إلا إن آراءه الصادمة وتوجهاته الاقتصادية المختلفة شجعت الكثير من الأمريكيين للتصويت له في الانتخابات السابقة خاصة مع الشعبية المنخفضة لمنافسته في ذلك الوقت، هيلاري كلينتون.


كانت هيلاري كلينتون تشغل منصب وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وربما ربط الأمريكيون بين سياستها كمرشحة محتملة وإدارة الرئيس أوباما في كثير من الأحيان، مما أدى لهبوط أسهمها في عدد من القضايا.

اقرأ ايضًا: «كيو أنون».. كيف تتحكم نظرية المؤامرة في الانتخابات الأمريكية؟

وفي تقرير لصحيفة نيويورك بوست الأمريكية، قالت: إن ترامب ربما كان فقط كان محظوظًا عام 2016، لكن هذا القدر من الحظ ليس بجانبه في انتخابات هذا العام. 


فشعبية هيلاري لم تكن كبيرة بين الأمريكيين في ذلك الوقت، وبالإضافة لذلك فإن هيلاري في النهاية «امرأة» وهو أمر قد لا يحظى بالكثير من الموافقة من قبل الأمريكيين، وإن كان ذلك بشكل «لا إرادي».


فعلى الرغم من مناداة الولايات المتحدة بشعارات المساواة بين الرجل وامرأة فأن الحقيقة قد تكون عكس ما تبدو.


هل تزيد أسهم بايدن في الانتخابات الرئاسية لأنه رجل؟


إجابة هذا السؤال ببساطة هي «نعم»، وفقًا لتقرير الصحيفة الأمريكية.


فوزيرة الخارجية السابقة لم تكن فقط قليلة الشعبية في مواجهة ترامب، لكنها كانت أقل المرشحين الديمقراطيين شعبية منذ عام 1992.

اقرأ ايضًا: «قدمت لهم أكثر من أي رئيس آخر».. ماذا فعل ترامب لذوي البشرة السوداء؟


فلم يواجه المرشحين الديمقراطيين -حتى من خسروا الانتخابات فيما سبق- مشكلات تتعلق بشعبيتهم، وعلى رأسهم، بيل كلينتون وآل جور وجون كيري وحتى باراك أوباما.

 


اعتبر الأمريكيون هيلاري كلينتون شخص مخادع وكاذب ربما أكثر من الرئيس ترامب، فيما حصل ترامب على نقاط أكثر في استطلاعات رأي لاحقة لـ«صدقه مع الأمريكيين».


وفي الوقت الذي قدم فيه ترامب نموذج جديد للمرشح الرئاسي، كانت هيلاري تتمتع بتاريخ سياسي طويل لكنه في نفس الوقت مليء بالكثير من الأحداث التي يمكن انتقادها عليها مثلا علاقات زوجها والملفات التي اخفق في إدارتها بالإضافة لقضية «الإيميلات الإلكترونية» التي كانت أثرت بالفعل على شعبيتها وقت الانتخابات والتي استخدمها ترامب كثيرًا لمصلحته.


ووفقًا لتقرير الصحيفة الأمريكية فإن الأمريكيون اعتبروا مرشحين ديمقراطيين رجال نافسوا هيلاري في مراحل سابقة ربما أكثر صدقًا منها، وكذلك الأمر مع المرشحة الديمقراطية إليزابيث وارنن والتي كان يطلق عليها ترامب اسم «بوكاهانتس».


في الانتخابات الأمريكية 2020، لا يمكن وصف ترامب بالمرشح «المحظوظ» كما كان الحال عليه منذ أربعة سنوات، فبايدن يحظى بشعبيه جيده، وتاريخ سياسي معروف، إضافة إلى ذلك فإن تصريحات ترامب نفسه في عدد من القضايا وإخفاقاته في ملفات فيروس كورونا والعنصرية جعلت الكثيرين من الأمريكيين يريدون التصويت ضده بغض النظر عن منافسه، ولعل الميزة الأبرز هذا العام، أن بايدن «رجل».